تعد أكلة "الخبز بالفليفلة" من الأكلات الشعبية المعروفة في منطقة "عفرين" وتمتاز بأنها سهلة التحضير ولها فوائد عديدة أهمها الحصول على الدفء من حرّ الفليفلة التي تحتويها.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "ألماس إيبو" من منطقة "عفرين" بتاريخ 22 تشرين الثاني 2013 التي تحدثت عن طريقة إعداد "الخبز بالفليفلة" وقالت: «تعد من الأكلات الشعبية اللذيذة التي يتم إعدادها في منطقتنا، وذلك في كل مرة تنهي المرأة الريفية العمل في إعداد الخبز الصاج كتقليد اجتماعي قديم ومتوارث وبهذا تتميز المنطقة عن باقي المناطق، ولإعدادها يتم أولاً تحضير العجين وذلك بخلط كمية مناسبة من الطحين الأبيض الذي يُسمى حالياً باسم "طحين زيرو" مع رشة من الحبة السوداء وكمية من الماء ومن ثم عجن المزيج جيداً بعد إضافة الملح والسكر وملعقة صغيرة من زيت الزيتون وملعقة خميرة، ولكن يجب تحضير العجين قبل إعداد هذه الأكلة بـ 12 ساعة حيث يتم تحضيرها ليلاً وتركها حتى الصباح التالي لتختمر جيداً، أما مزيج "الخبز بالفليفلة" فيتألف من: (دبس الفليفلة الحمراء مع رشة ملح وكمون ونعناع مطحون وكعك مطحون وسمسم والحبة السوداء وبصلة مفرومة وكمية من زيت الزيتون)، ويتم خلط هذه المواد مع بعضها بعضاً ليصبح المزيج جاهزاً، ثم يتم تقطيع العجين على شكل دوائر وبأحجام مختلفة حسب الرغبة ومن ثم تُدهن هذه الدوائر بالمزيج وتُشوى على الصاج المعدني في نهاية صناعة خبز الصاج حيث يكون ساخناً كفاية لتصبح الأكلة جاهزة لتناولها».

إضافة إلى كونها قادرة على إطفاء برد الشتاء القارس وخاصة بالنسبة إلى العمال الزراعيين في الحقول خلال فصل الشتاء ومنحهم دفئاً كبيراً بسبب طعمها الحار، فهي تساهم في القضاء على الإمساك العادي والمزمن حسب المعتقدات الشعبية في المنطقة، كما أنها تعد من الأكلات التي تفتح الشهية بشكل كبير، ولكن يحذر تناولها ممن لديهم مشكلات هضمية وخاصة "قرحة المعدة" لأنها تعمل على زيادتها واستفحالها

أما السيدة "بياظ إبراهيم" من حي "الأشرفية" في "حلب" فتوضح أنه يمكن تقديم أكلة "الخبز بالفليفلة" على الفطور الصباحي إلى جانب الشاي، وهذا ما تفعله الكثير من الأسر الحلبية حالياً، ولكن التقليد الاجتماعي الشائع والقديم في المنطقة يتضمن تقديمه في باقي الأوقات إلى جانب الشوربات وخاصة "شوربة العدس" وكذلك "الشيشبرك" و"السمبوسك"؛ فالمعروف عن هذه الأكلة أنها صديقة هاتين الأكلتين على المائدة، وأضافت:«أما بالنسبة إلى وقت إعداد هذه الأكلة فإنها تعد في مختلف فصول السنة ولكن أكثر الفصول التي تعد فيها هو فصل الشتاء حيث تقوم النسوة بإعداده إلى جانب الشوربات الساخنة، وكذلك بسبب الاعتقاد الشعبي السائد أن "الخبز بالفليفلة" الذي يمتاز بطعمه الحار يطفئ برودة الشتاء داخل جسم الإنسان، كما تعد هذه الأكلة في فصل الخريف أثناء موسم تحضير دبس الفليفلة لحفظه كمؤونة سنوية فالنساء هنا يفضلن استعمال الدبس الجديد والطازج في إعدادها لأنه في باقي الفصول يتم استعمال الدبس المحفوظ في البيوت، وإن أفضل أنواع "دبس الفليفلة الحمراء" الذي يستعمل في إعداد هذه الأكلة هو المعد من الفليلفة المعروفة باسم "قرن الغزال" ذي الطعم الحار جداً والنكهة الطيبة والمتميزة عن باقي أنواع الفليفلة».

تحضير "دبس الفليفلة"

وتابعت "بياظ": «يمكن القول إن أكلة "الخبز بالفليفلة" دخلت مؤخراً ضمن أصناف الطعام في أفخم الفنادق والمطاعم ومحلات الفطائر والوجبات السريعة فهي تباع للزبائن باسم "سواريه" وتتميز بحجم قطعها الصغيرة وطعمها الحار، وتقدم إلى جانب المشاوي والكبب حيث يتم إعدادها بطريقة مختلفة قليلاً عن طريقة إعدادها في الريف، فهنا يتم تحضير العجين وتقطيعها إلى كرات صغيرة ومن ثم تحضير المزيج المؤلف من: (دبس الفليلفة وبصلة مفرومة بشكل ناعم وبقدونس ودبس الرمان)؛ لتدهن به القطع الدائرية ومن ثم توضع فوق الشواية».

أما عن فوائد هذه الأكلة فقالت: «إضافة إلى كونها قادرة على إطفاء برد الشتاء القارس وخاصة بالنسبة إلى العمال الزراعيين في الحقول خلال فصل الشتاء ومنحهم دفئاً كبيراً بسبب طعمها الحار، فهي تساهم في القضاء على الإمساك العادي والمزمن حسب المعتقدات الشعبية في المنطقة، كما أنها تعد من الأكلات التي تفتح الشهية بشكل كبير، ولكن يحذر تناولها ممن لديهم مشكلات هضمية وخاصة "قرحة المعدة" لأنها تعمل على زيادتها واستفحالها».

قرن الغزال
تقديم الأكلة إلى جانب "الشيشبرك"