"الميجانا" هي مقاطع شعرية تلازم العتابا، وجدت لتخفيف مأساوية التناوح، وتعدّ محطة لراحة المغني، ومن الناحية الأدبية هي ترس العتابا وغطاؤها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 أيار 2014 الشاعر "خالد جمعة" المهتم بالتراث الشعبي، حيث قال: «"الميجانا" هي المشاركة العاطفية الجماعية يؤديها الكورس بعد أداء "العاشق المتيم" مغني العتابا فيخفف من أحزانه، وهذه المشاركة تتوافر فيها شروط عديدة لكسر جو الحزن والتناوح وإشاعة شيء من البهجة والسلوان في النفس، وتتجسد هذه المشاركة لغوياً باستخدام الضمير "نا" في القافية الأخيرة، ومعنوياً بإشاعة المعاني والصور البهيجة التي تحمل الأمل والسعادة، وموسيقياً بتغيير أسلوب الغناء ونغمته، وتغيير الإيقاع الموسيقي بالانتقال من البحر الوافر وهو وزن العتابا، إلى الرجز الممتلئ حيوية وحركة وهو وزن "الميجانا"، مثل:

"الميجانا" من الناحية الفنية والأدبية هي ترس العتابا وغطاؤها، يبدأ المغني بـ"الميجانا" وكلما غنى مقطعاً رباعياً أو مقاطع من العتابا أتبعه الكورس بغطائه؛ وهو مقطع رباعي من "الميجانا" أو أتبعه بلازمة "الميجانا"

"يا ظريف الطول ياعود النخل

الباحث عبد الفتاح قلعه جي

ياللي حبك نخل لعظامي نخل

كتاب نصوص ودراسات في الشعر الغنائي

ما بظني يوم بوعدك تخل

أوعا ياروحي لا تخل بوعدنا"».

ويشير الباحث "عبد الفتاح قلعه جي" في كتابه "دراسات ونصوص في الشعر الشعبي" بالقول: «"الميجانا" مقاطع رباعية شعرية تلازم "العتابا" غالباً حيث تقع بين مقاطع "العتابا" الرباعية، ويؤديها الكورس كأنما وجدت في الأصل لتخفيف مأساوية التناوح في "العتابا" التي تؤدي غناء فردياً، وغالباً ما تكون "الميجانا" على وزن الزجر (مستفعلن مستفعلن مستفعلن)، وهي أيضاً محطة لراحة المغني ليستجمع أفكاره ويشحذ قواه النفسية ثم ينطلق في "عتابا" جديدة».

ويضيف: «الأشطر الثلاثة الأولى من رباعية "الميجانا" تنتهي بقافية واحدة مجنسة متفقة لفظاً مختلفة معنى، أما الرابع فينتهي بقافية رويها "نا" غالباً، وتشير "الميجانا" إلى وصف المحبوب والتغزل به والثقة بلقائه وحفاظه على العهد، إضافة إلى الأحزان المأساوية والحديث عن التجافي والهجران، فيقول:

"يابنت بيني وبينك مشكلة

بدي اشتكي ماكنت لاقي مشكلة

غمزات عينك بفؤادي مشكلة

جرحوني ولزمت فرش الضنا"».

ويتابع: «تغنى "الميجانا" بعد الموال للانتقال منه إلى "العتابا"، ويردد الكورس بعد كسرة "الميجانا" إحدى لوازم "الميجانا" المعروفة ينتقل إثرها المغني مباشرة إلى "العتابا":

"يللي سرق قلبي ورحل ما أودعوا

سهام حجر جوا صدري أودعوا

لا يخاف إذا حكوا العواذل أو دعوا

من حبنا من نضل نمدح بعضنا"».

لا يمكن الجزم في أصل تسمية "الميجانا"، وثمة تسميات عديدة حولها، ويذكر "قلعة جي" بالقول: «هناك من يقول: إنها من الموج أو الميج بمعنى الاختلاط والاضطراب للدلالة على اضطراب أحوال العاشق. وهناك من يقول: إنها من جنى ولفظها في العامية "مين جنى" لأن الكورس يبعث السلوان في قلب العاشق الحزين مذكراً إياه بأنه لا أحد من عشقه غير المعاناة، وفريق ثالث أكد أنها من المجون لأنها تحمل في وصفها الحسي شيئاً من المجون».

ويشير أستاذ اللغة العربية "محمد الحمود" والمهتم بالشعر الشعبي: «"الميجانا" من الناحية الفنية والأدبية هي ترس العتابا وغطاؤها، يبدأ المغني بـ"الميجانا" وكلما غنى مقطعاً رباعياً أو مقاطع من العتابا أتبعه الكورس بغطائه؛ وهو مقطع رباعي من "الميجانا" أو أتبعه بلازمة "الميجانا"».

ويضيف: «تغنى عادة بين بعض مقاطع العتابا لازمة "الميجانا" وهي مؤلفة من شطرين الأول تتكرر فيه كلمة "ميجانا" ثلاث مرات، والثاني يتغير من مقطع إلى آخر، وغالباً ما يحمل إشارة عاطفية أو صورة وصفية، وهذه اللازمات تمنح الأمل باللقاء ويبتهل الكورس بالدعاء طالباً من الله أن يجمع شمل الأحباب ومن هذه اللازمات:

"ميجانا ميجانا ميجانا... يارب تجمع بالحبايب شملنا

ميجانا ميجانا ميجانا... زهر البنفسج ياربيع بلادنا

ميجانا ميجانا ميجانا... يحيا الزمان اللي جمعنا ببعضنا"».