يقع حي "قاضي عسكر" بين "باب الحديد" شرقاً، و"المشاطية" شمالاً، ويشتهر الحي ببيوته العربية التي تعود إلى مرحلة الاحتلال العثماني، وما يزال الحي آهلاً بالسكان إلى الآن.

مدونة وطن "eSyria" زارت الحي بتاريخ 24 تشرين الأول 2014، والتقت من سكانه السيد "عبد الرحمن حبو" الذي قال عنه: «يعد حي "قاضي عسكر" من أقدم أحياء مدينة "حلب"، يتميز بكثرة الجوامع؛ أهمها جامع "قاضي عسكر"، الغارق في القدم، وجامع "القطط" الذي سمي بهذا الاسم بسبب وجود "باحة" للقطط داخله، ويغلب على حارات الحي الطابع العمراني القديم، فترى الحارات ضيقة لا تتسع سوى للسيارات الصغيرة، ومعظم بيوته عربية قديمة تتميز بوجود "برك المياه" التي تتوسط المنازل، وتشتهر منازل الحي أيضاً بوجود "المساطب" التي يوضع عليها أحواض المزروعات، إضافة إلى وجود "الليوان" في بعضها، ومعظم "الدكاكين" داخل الحي صغيرة لأنها مقتطعة من البيوت، ويمكننا القول إن تاريخ إنشاء الحي يعود إلى فترة الاحتلال العثماني».

من أبرز العائلات التي سكنت الحي: "محوك، رهوان، حبو، رحمون، ختام"، وما زالت معظم تلك العائلات تقطن الحي حتى الآن، عدا بعض الشباب الذين انتقلوا إلى المدينة الجديدة؛ لكنهم يجتمعون يوم الجمعة في المنزل القديم المعروف باسم "بيت الجد"، أو "بيت العائلة"

وعن عمل الأهالي يقول الطبيب "فؤاد ختام" الذي يقطن الحي منذ زمن: «حي "قاضي عسكر" منبع لعلماء الدين والأطباء والصيادلة، وعدد كبير من عائلاته هم من تجار مدينة "حلب"، تنتشر في الحي بعض الحرف اليدوية كصناعة "الكراسي"، و"الصوف"، وتشتهر عائلة "كيتوع" ببيع "الفروج" بكافة أنواعه؛ حيث يوجد أكثر من ثلاثة محال للعائلة في الحي، منها مخصص لبيع الفروج "الني"، والقسم الآخر للفروج "المشوي"، وتشتهر عائلة "حبو" بصنع "البوظة" والحلويات، وبقية أفراد العائلات داخل المنطقة هم أصحاب منشآت صناعية ومحال تجارية داخل الحي وخارجه».

من أزقته القديمة

وعن العائلات التي سكنت الحي قديماً، وأبرز العادات والتقاليد المتواجدة داخله، يتحدث العم "أبو أحمد الخندقاني": «جميع الأهالي هنا يعرفون بعضهم بعضاً، ويشتهر سكان الحي بالطيبة، والترابط الاجتماعي، كما يوجد الكثير من العادات التي ما تزال متواجدة حتى يومنا هذا، وأبرز تلك العادات "السكبة" وهي توزيع المأكولات على الجيران، وخاصة أيام الجمعة وفي شهر رمضان، وما زال الأهالي إلى الآن يرتدون اللباس الحلبي التقليدي القديم».

ويضيف: «من أبرز العائلات التي سكنت الحي: "محوك، رهوان، حبو، رحمون، ختام"، وما زالت معظم تلك العائلات تقطن الحي حتى الآن، عدا بعض الشباب الذين انتقلوا إلى المدينة الجديدة؛ لكنهم يجتمعون يوم الجمعة في المنزل القديم المعروف باسم "بيت الجد"، أو "بيت العائلة"».

الفرن الأثري

وعن سبب تسميته "قاضي عسكر" يروي العم "راتب نعساني" المختار السابق للحي: «كان يوجد داخل الحي قديماً مخفر لشرطة الاحتلال العثماني، كما كان يوجد فيه محكمة عسكرية يرأسها قاضٍ عرف بالشدة، لذلك سمي الحي "قاضي عسكر"، ويعد الحي امتداداً لحي "باب الحديد"، وكل حارة من حاراته متصلة بحارة أخرى في حي آخر؛ حيث يستطيع سكانه الذهاب إلى حي "قارلق"، وجادة "حمزة بك"، ويمتد الحي شمالاً وصولاً إلى "البلاط"، و"المشاطية"، كما يتوسط جامع "قاضي عسكر" ساحته الصغيرة، ويقدر عدد سكان الحي حوالي 150 ألف نسمة».

وعن الخدمات المتواجدة داخل الحي يتابع: الحي مخدم بكافة متطلبات الحياة من المياه والكهرباء وشبكات الاتصال، كما يوجد فيه مركز صحي ومستشفى للأطفال، إضافة إلى وجود أكثر من ثلاثة أفران داخله، ويعد صلة وصل بين "باب الحديد"، وحي "الشعار"».

من الأقمار الصناعية

ويقول الكاتب "شاكر التميمي" في كتابه "أحياء حلب القديمة وعائلاتها": «حي "قاضي عسكر" كان يسكنه الجيش العثماني، ومازال هذا الحي آهلاً بالسكان ويقع قرب "حمزة بك"، و"المشاطية"، ومن آثاره جامع "قاضي عسكر"، و"المسجد الصغير"، ومقبرة تعرف باسم "الشيخ سعود"، وقد منع الدفن فيها حالياً وأصبح قسم منها مركزاً لبيع اللحوم والقسم الآخر مقسم هاتف، ومن عائلات الحي: آل "حمزة"، آل "أمونة"، آل "شريمو"، آل "حبو"، آل "أبو عمشة"».