«إن "شاكر بريخان" من أهم الوجوه الفنية المبدعة التي مرت في ذاكرة الفن السوري عموما، حيث كان معطاءا في فنه وبروحه الفنية، إذ كان مواظبا على التواجد في الساحات الفنية بعمله أو غير ذلك فكيف لنا أن نتوانى عن حضور حفل يعيد ذكرى فنان كان بمثابة الأخ للعائلة الفنية في سورية».

هذا ما قاله الفنان "حسام تحسين بك" عندما التقاه موقع esyria عقب حفل أقامته محافظة "حلب" في سبيل إحياء الذكرى الثانية لرحيل الفنان "شاكر بريخان" والذي أقيم على مسرح مديرية الثقافة في "حلب" يوم 19/3/2009.

"حلب" هي مركز ثقل فني في العالم الفني بكافة أصعدته، وليس غريبا عنها أن تنجب فنانا كبيرا مثل الفنان الراحل "شاكر بريخان" وليس غريبا عن هذي المدينة أن تحيي ذكراه بحفل ضخم كهذا لأن "حلب" لا تنسى صانعيها وأنا لا يمكن لي أن أتغيب عن حفل كهذا لأن هناك علاقتين تربطاني بالراحل الفنان، الأولى تتضمن العمل حيث قمت بأداء أغان من ألحانه في الإذاعة والتلفزيون والثانية هي الصداقة الحميمة التي دامت لسنين عديدة

وكان الحفل قد حمل عنوان "في ذكرى شاكر بريخان الفنان المبدع" وتضمن في بدايته كلمه وفاء لروح الفنان ألقاها وزير الثقافة "رياض نعسان آغا" ليتلوها فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل بعنوان "سهرة وفا" من إخراج "عمر سيف" لتقوم فرقة "حلب" للموسيقى بقيادة الموسيقار "محمد قدري دلال" بتقديم مجموعة متنوعة من أعمال الفنان الراحل.

حسام تحسين بك

وحضر الحفل نخبة كبيرة من فناني "سورية" أدلى البعض منهم بدلوه عن سيرته مع الفنان "بريخان" فحدثنا الفنان "عمر حجو" عن العلاقة التي ربطته بالفنان الراحل فقال: «لا يغيب الفنان "شاكر بريخان" عن كراسة الفن في سورية ولا عن ذاكرتي أنا شخصيا لأن علاقتي مع هذا الفنان تجاوزت علاقة العمل، حيث كان صديقا مقربا لي في كافة المجالات إذ كنت ألتقي معه لفترات طويلة ونحيي الكثير من السهرات الشبابية التي مازالت تداعب ذكرياتي وبالذات التي كنا نحييها أثناء تجولنا في عروضنا المسرحية داخل وخارج القطر، إذ أذكر أنه كان حاضرا في كل زاوية جميلة فارضا روحه المرحة والمحببة على الجو الفني والأخوي».

أما من جهته الفنان "صباح فخري" قال لـesyria متحدثا عن قيمة الفن في "حلب" وعن الراحل "بريخان": «"حلب" هي مركز ثقل فني في العالم الفني بكافة أصعدته، وليس غريبا عنها أن تنجب فنانا كبيرا مثل الفنان الراحل "شاكر بريخان" وليس غريبا عن هذي المدينة أن تحيي ذكراه بحفل ضخم كهذا لأن "حلب" لا تنسى صانعيها وأنا لا يمكن لي أن أتغيب عن حفل كهذا لأن هناك علاقتين تربطاني بالراحل الفنان، الأولى تتضمن العمل حيث قمت بأداء أغان من ألحانه في الإذاعة والتلفزيون والثانية هي الصداقة الحميمة التي دامت لسنين عديدة».

صباح فخري.

وفي لقاء مع الفنان "نذير دقاق"قال: «لقد خلف "شاكر بريخان" للفن السوري نموذجا محتذى في الدمج بين عدة فنون لا يمكن نسيانه فلم يكن ملحنا ولا مطربا فحسب بل كان ممثلا ومعدا ومخرجا وإداريا فنيا جيدا وقد تميز في عملية جمع هذه المواهب كافة إضافة إلى أنه كسب بروحه المعطاءة والصدوقة حب وود أبناء الوسط الفني كافة على اختلاف مجالاتهم الفنية، وأنا أرفع قبعتي احتراما لعطاء ابن "حلب" الذي ليس له أن يغيب عنها ولا عن أبنائها لما قدمه من فن راق ومحبب».

وعند توجهنا للمطرب السوري "نعيم حمدي" حدثنا قائلا: «لقد ترك الفنان "شاكر بريخان" بصمة عريضة على جدران الأيام إذ خلد ذكراه بأعمال ليس بالسهل أن تنسى وخلق جوا فنيا مميزا ونادرا حيث جمع بين الكلمة الجميلة المقربة من قلوب الناس وبين اللحن المحبب البسيط الذي يتناسب مع طبقات عديدة من المجتمع إضافة على توجهه نحو الأغنية الوطنية التي كان لها دورا كبيرا في إنعاش الروح الوطنية لدى المجتمع السوري، وعلاوة على هذا لا ينكر أحد من الفنانين أو غيرهم روحه المحببة وعطائه الإنساني الدائم الذي جمع له الكثير من المحبين، وأنا شخصيا لا أنسى جولاتي العديدة معه التي كانت برفقة آلة العود التي سهرنا عليها طويلا».

نذير دقاق.

وكان الحفل قد أقيم برعاية وزير الثقافة "رياض نعسان آغا" ومحافظ "حلب""تامر الحجة" إضافة إلى حضور رسمي ضم أمين فرع "حلب" لحزب البعث العربي الاشتراكي "عبد القادر مصري" ورئيس بلدية "حلب" "معن الشبلي" ومدير الثقافة في "حلب" "كامل قطان".

ويذكر عن الراحل أنه ولد في "حلب" عام (1926) في حارة "الجلوم الكبرى" وبدأ العمل في المجال الفني كهاوي للغناء والعزف فشارك في العديد من الأمسيات واللقاءات الفنية لتتوسع دائرته الفنية في الخمسينيات فعمل كمعدا ومخرجا للبرامج في إذاعة "حلب" فعمل مخرجا وممثلا إذاعيا لكنه كان أكثر عطاء في مجال الشعر الغنائي والتلحين ومن أشهر البرامج التي قدمها آنذاك "سهرة المكرفون" الذي اكتشف من خلاله العديد من الأصوات الغنائية الجميلة أمثال "مها الجابري وسمير حلمي".

في مطلع الستينيات انتقل "البريخان" إلى "دمشق" وبدأ مشواره الفني يتوسع إثر انتقاله إلى العمل المسرحي فكتب مسرحية "خدم سنة 2000" وتابع مشواره مع التلحين إذ قدم للفنان "فهد بلان" العديد من الأغاني كان أشهرها "آه يا قليبي" التي قدمها "البلان" مع المطربة "سحر" كما قدم العديد من الأغاني الشعبية التي لاقت رواجا بعد أن غناها فنان الشعب "رفيق سبيعي" لينطلق "البريخان" في مجال التلحين إلى أكبر فناني "سورية" أمثال الفنان "صباح فخري" و"مصطفى نصري" و"موفق بهجت" و"فاتن حناوي" و"دريد لحام".

وخاض "البريخان" غمار التمثيل، فمثل في العديد من التمثيليات التلفزيونية والمسرحيات والأفلام السينمائية كان أشهرها مع الفنان "دريد لحام" في مسرحيات "ضيعة تشرين" و"كاسك يا وطن" وتوفي الفنان الراحل "شاكر بريخان" في 16/3/2007 ليبقى حاضرا بفنه وروحه غائبا بجسده.

هكذا وضمن جو احتفالي ضم جملة من الفنانين والمسؤولين في "سورية" أعادت محافظة "حلب" فنانا حفر عميقا في ذاكرتها وذاكرة أبنائها إلى الحاضر ليعش مرة أخرى بين أحبابه وأهله الذين ليس لهم أن يمحو ذكراه الخالدة عبر فنه وعطائه.