"يوم الفالانتاين" أو "عيد الحب" مترادفتان تصفان يوما واحدا هو يوم الرابع عشر في شهر شباط من كل عام حيث يحتفل الناس بهذا العيد.

قصة العيد معروفة، وقد سردت في أكثر من مجلة أو موقع أو جريدة، إلا أن تركيزنا الأساسي سينصب في هذه المقالة على "الهدية في يوم الحب" ومعناها وقيمتها في هذا اليوم.

إن الهدية قطعا ليست بقيمتها إنما بطريقة التقديم من جهة وما تعبر عنه من مشاعر من جهة ثانية. فالهدية ليست طريقة قيمة مادية، بل هي رمز يعبر عن الحب

القلب من الجسد..

بالنسبة للكثيرين، تقع الهدية في "يوم الفالانتاين" بمنزلة القلب من الجسد! حيث هي عامل أساسي في التعبير عن الحب والمشاعر (وطبعا نقصد هنا كل أنواع "الحب" بدءا من حب الزوج لزوجته وحتى حب الولد لوالدته) فلم تعد هذه المناسبة حكرا على العشاق فحسب، بل امتدت لتشمل تعميق الروابط العائلية واغتنامها فرصة للأبناء لإهداء أهاليهم حتى مع وجود عيدي الأم والأب.

العبرة في الهدية حتى ولو كانت بسيطة

وعملية اختيار الهدايا تعود إلى عدد من المذاهب وذلك بحسب الشخص نفسه، فهي تبدأ من "وردة حمراء" من شخص ذوي دخل محدود أو رومانسي للغاية لتنتهي بهدايا قد تكلف الآلاف من الليرات كل بحسب رؤيته وفي نفس الوقت "ميزانيته"!

وكان السؤال الذي يخطر على البال: لكي نقدم هدية مميزة في هذا العيد، هل يجب أن تكون مرتفعة الثمن؟

"الكلب اللطيف" مع الوردة

هذا الموضوع أجابت عنه السيدة "سونيا كبرئيلليان" صاحبة محل "سونيكا" لتزيين الهدايا والبالون والتي التقيناها بتاريخ 13 /2 /2009، بالقول:

«إن الهدية قطعا ليست بقيمتها إنما بطريقة التقديم من جهة وما تعبر عنه من مشاعر من جهة ثانية. فالهدية ليست طريقة قيمة مادية، بل هي رمز يعبر عن الحب».

سيارة "الحب"

والسيدة "سونيا" صاحبة مبدأ تقول عنه "الحب أسمى من يعبر عنه يوم واحد في السنة، ولكن وجد هذا اليوم للتعبير عن الشعور الجميل لإهداء ابتسامة لمن تحب". وتتابع قائلة:

«يمكنك حتى إذا كنت إنسانا ذا قدرة مادية متوسطة أن توصل الفكرة في هذا اليوم حيث هناك العديد من الهدايا في الأسواق تبدأ بأسعار متوسطة ومن ثم في صعود. والإضافات الصغيرة على الهدية قد تعطي قيمة معنوية كبيرة جدا وتؤدي إلى رسم الابتسامة على وجه المتلقي».

وتعمل السيدة "سونيا" في مجال التزيين باستخدام البالون منذ فترة طويلة حيث تلاقي أشغالها صدى وإعجاب من الزبائن وخصوصا في هذه الفترة والتي تزداد فيها عملية تبادل الهدايا بين الناس...

"واو"!!

أما عن الهدايا الأكثر تأثيرا فيها خلال عملها في هذه الفترة فتقول:

«معظم الزبائن تأتي وليس في ذهنها فكرة عن نمط الهدية التي تريدها. ذات مرة أتاني زبون يرغب في تقديم هدية تقول عنها خطيبته: "واو" كتعبير عن الانبهار والإعجاب خصوصا أنه مسافر خارج "سورية" وأراد هدية مميزة تذكرها به، وقال بأن السعر ليس مشكلة له. آخر هو رسام وزوجته مصممة أزياء احتار في تقديم هدية ذات رمز جمالي ورومانسي كبير لزوجته على اعتبار أنها ذات احساس فني عال. فاستقر رأيه في النهاية على دمية بشكل"كلب لطيف" فيه ما يعبر عن فكرة تصميم الأزياء من خلال "وقفته" فقرر اختياره ووضع وردة حمراء فقط في ذيله! هكذا بكل بساطة كانت هديته ذات قيمة جمالية كبيرة دون سعر مرتفع. معظم الناس هنا ليس لديهم فكرة سابقة عن الهدية ويعود الموضوع في النهاية إلى قليل من المساعدة منا حتى يختار الهدية المناسبة».

وقد شاهدنا خلال الزيارة العديد من الهدايا البسيطة ذات القيمة الجمالية المرتفعة والتي هدفها في النهاية اشعار الطرف الآخر بأنه "مميز".

الأسرة أيضا موجودة اليوم..

كما ذكرنا سابقا، فإن مفهوم تقديم الهدايا في "يوم الفالانتاين" لم يعد يقتصر على "المحبين" حيث تقول السيدة "سونيا":

«أصبح هناك الكثير من الأبناء يهدون أمهاتهم في يوم "الفالانتاين" خصوصا إذا كانت هذه الأم مطلقة أو أرملة ولا تملك زوجا يهديها في هذه المناسبة، وقد خرجت الفكرة من إطار "العشاق" لتصبح في إطار "المحبة" والتقدير للآخرين».

وتختم بالقول بأن هذه المناسبة تقدم في كل عام الجديد والمميز رغبة في ارضاء الناس الذين يرغبون في البحث عن كل ماهو مميزة لمن يحبون.

غني أو فقير... متوسط الدخل أو ممن يعيشون في سعة... متزوج أو لديك والدة وحيدة... قبل أن تفكر في ثمن الهدية، فكر في المعنى الذي تقدمه هذه الهدية والابتسامة التي سترسمها على وجوه الآخرين. فالعبرة ليست في القيمة المرتفعة لها، إنما في معناها وعلاقتها بما يحب الطرف الآخر والذي سيتلقاها في النهاية.