قد تتفاجأ بعدد الأطفال الذين يحفطون الأغاني الخاصة بالكبار، ويبقى السؤال: هل تعلموا فيها أمرا مفيدا لهم؟ يحفظ العديد من الأطفال الأغاني ربما للحنها المميز، أو لتكرار بثها أمامهم، أو لأسباب اخرى؛ إنما من المؤكد أن معظم هؤلاء الأطفال لا يعرف معاني كلمات هذه الأغاني من جهة، ومن جهة حتى لو عرف فإنها لا تقدم له أي قيمة أو مفهوم على اعتبار أن معظمها أغاني عاطفية موجهة للكبار وغير مخصصة للصغار أصلا. ولكن كيف يمكن أن نستفيد من قدرة الحفظ الفائقة للأطفال الصغار في زرع بعض المفاهيم التي تحض على الأمور الحسنة؟

"عدم الغش في الامتحان"، و"عدم معاندة الأهل" كانت عناوين أغاني تعلمتها الطفلة "بشرى عواد" البالغة من العمر تسعة أعوام والتي هي عضو من أعضاء الفرقة والتي قالت لنا بكلماتها الطفولية:

تعلمت منهم كيف أن الله يحب الشخص الذي لا يكذب ولا يعاند أهله

«بدأت الغناء مع الفرقة منذ الصف الأول ومع فرقة "كراميش" منذ سنة. كانت الأغاني التي غنيتها مع الفرقة هي "جئنا بالخير" والثانية "الدنيا أحلى"، حيث تتحدث الأولى عن القدوم بأشياء حلوة للأطفال في حين تتحدث الثانية عن حب المدرسة».

الأطفال يغنون أغنية "للبابا والماما ما منقللن لأ" مع حركات النهي عن عمل مثل هذا الموضوع

وتتابع بأنها تغني للأطفال لرغبتها في تعليمهم الأمور الحسنة على اعتبار أنها من جيلهم وبالتالي سوف يستمع لها الأطفال أكثر من الكبار حيث تختم بالقول:

«أنا أنفذ كل ما أغنيه من أمور جيدة، مثل عدم الغش في الامتحان وعدم معاندة الأهل وعدم الكذب».

جمهور غفير معظمه من الأطفال جاء للحفلة

هل استطاعت الفرقة والقناة تحقيق غرضها التربوي؟ قمنا باستطلاع بسيط لآراء الأطفال الذين تابعوا القناة والفرقة حيث قالت لنا الطفلة "نورا مفتي" ذات السبع سنوات بكلماتها البسيطة بأنها تعلمت عددا من الأشياء الجيدة :

«تعلمت منهم كيف أن الله يحب الشخص الذي لا يكذب ولا يعاند أهله».

أما الطفل "محمد طالب" الذي يبلغ من العمر الثامنة فيقول بأنه تعلم أن يسمي بالله قبل كل وجبة حيث يقول بأنه تعلم هذا الموضوع من القناة ويختم بالقول:

«أصبحت حتى أذكر أهلي بهذا الموضوع قبل كل وجبة».

أما على صعيد الأهالي، فحاولنا سؤالهم عما قد تحمله الأغاني الهادفة لأطفالهم حيث قالت السيدة "رجاء درويش" عن هذا الموضوع:

«وجود مثل هذه القنوات والأغاني التي تقدمها هو أمر مفيد جدا للاطفال على اعتبار أن المعاني الجيدة التي تحملها وأسلوب تقديمها يؤدي إلى أن تترسخ في ذهن الطفل خصوصا ذوي الأعمار المبكرة والصغار».

وتتابع بأنها لم تدرك هذا الأمر مع طفلها إلا عندما بدأ يتصرف وفقا لكلمات الأغاني التي كان يسمعها حيث تضيف قائلة:

«لاحظت أنه بدأ يقول "باسم الله الرحمن الرحيم" قبل كل وجبة طعام مع طلبه منا القيام بذلك. بعد عدد من المرات سألته عن سبب بدئه في القيام بذلك فأجاب بأنه سمع عن هذا ضمن هذه القناة. كما قال لنا بأنه عندما يكبر، لن يأخذ السيارة أبدا بدون إذن والده والسبب في ذلك كان رؤيته كيف أن الطفل قام بحادث سير عندما سرق سيارة والده ضمن أحد "الأغاني المصورة" التي تم عرضها على القناة».

وتختم في النهاية بأنها ممتنة لمثل هذه القنوات خصوصا أن اخرجت ابنها من دوامة الأغاني التي تدعي انها "مخصصة للأطفال" إنما هي بعيدة كل البعد عنهم حيث تقول قائلة:

«حتى لا أسيء لأحد، لن أقول عناوين تلك الاغاني، إلا أنني أحمد الله أن ابني لم يعد يهتم بها خصوصا أنها تدعي أنها "أغاني أطفال" إلا أن كل من الكلمات وتصوير الأغنية لا يوحيان بأي علاقة لهذه الأغنية مع الأطفال!».

هل يمكن تعليم الفضائل للأطفال عبر الأغاني؟ سؤال برز في ظل زحمة الأغاني التي برزت نحو الأطفال والبعيدة كل البعد عن مفاهيمهم حيث حاولت الفرقة في هذا الصدد تقديم أغانٍ هدفت إلى تعليم الطفل بعض الفضائل في الحياة.