تعتبر الفليفلة الحمراء من المحاصيل الزراعية الهامة للإنسان من الناحيتين الطبية والغذائية حيث يتم تناولها طازجة، كما تدخل في صناعة العديد من المأكولات التي تُحفظ في البيوت الريفية كمؤونة لفصل الشتاء حيث يتم معالجتها بطرق تقليدية ويدوية، وباعتبارها تُزرع مروية فإن زراعتها تتركز عموماً في المناطق والقرى الواقعة على ضفاف الأنهار والقريبة من المدن لسهولة تصريف المحصول.

موقع eAleppo قام بتاريخ 10/9/2008 بزيارة إلى قرية "جلمة"- ناحية "جنديرس" التي تعتبر من القرى المشهورة بزراعة وإنتاج الفليفلة الحمراء بسبب موقعها المناسب لهذه الزراعة فهي قريبة من نهر "عفرين" (للري) وكذلك من مدن "دارة عزة" و"عفرين" و"جنديرس" حيث يتم تصريف المحصول في أسواقها..

لقد تعلمتها من المرحومة والدتي حيث كانت مشهورة في هذا المجال في وقت لم تكن فيها الثلاجات موجودة، فكانت تصنع مؤونة بيتها كاملةً بيديها لنقوم بتناولها في فصل الشتاء، لقد كانت مأكولات لذيذة وطبيعية وصحية

وهناك التقينا بالمزارعة المعمّرة "فاطمة حمو" الخبيرة بطرق تصنيع المؤونة الشتوية التي تدخل الفليفلة الحمراء فيها وسألناها أولاً ممن اكتسبت هذه الحرفة التقليدية فقالت: « لقد تعلمتها من المرحومة والدتي حيث كانت مشهورة في هذا المجال في وقت لم تكن فيها الثلاجات موجودة، فكانت تصنع مؤونة بيتها كاملةً بيديها لنقوم بتناولها في فصل الشتاء، لقد كانت مأكولات لذيذة وطبيعية وصحية».

بساتين الفليفلة الحمراء في قرية جلمة

وعن طرق معالجة الفليفلة الحمراء منزلياً وحفظها قالت: «قبل معالجته وكما هو معروف فإن الفليفلة يتم تناولها طازجة أثناء الموسم، وكذلك فإن النساء الريفيات يقمن بحفظه بطرق مختلفة للحصول على مأكولات عديدة وهي: "دبس الفليفلة" وهو من أكثر المأكولات المحفوظة للشتاء شيوعاً حيث يتم استعماله في العديد من الطبخات مثل "الكبة النيئة" و"المحاشي" و"البورانية" وفي صناعة "المكدوس" وغيرها، وفي الوجبات السريعة التي تُضاف إليها الزعتر المطحون وتُسخن على مدافىء الحطب..

ويتم تصنيعه بغسل الفليفلة جيداً ومن ثم تقطيع الواحدة منها إلى قسمين وبعد التخلص من جذورها تُنشر على أسطح البيوت أو في أمكنة مشمسة مباشرة بعد تقطيعها لأنها سريعة العطب وذلك لمدة يومين أو ثلاثة بحسب شدة الحرارة حتى تجف بشكل شبه كامل أي أن يبقى فيها قسم من الرطوبة، بعدها يتم طحنها بواسطة ماكينة طحن اللحم مرتان ومن ثم تُرش بالملح وتُعرّض للشمس لمدة يوم واحد، وتوضع في أوانٍ زجاجية للحفظ بعد إضافة قليل من زيت الزيتون إليها من أعلى (القترميز) لمنع التعفن».

جرن حجري لاعداد الفليفلة المطحونة

« وهناك "الفليفلة المطحونة"- متابعةًَ حديثها - التي تُستعمل في البيوت كبهار على مدار العام ويتم تصنيعها أيضاً بتقطيع الفليفلة إلى قسمين والتخلص من جذورها ونشرها في مكان معرض للشمس لتجف بالكامل ومن ثم توضع في جرن حجري وتدق بواسطة مطرقة خشبية لطحنها ومن ثم تُحفظ في علب خاصة تمنع عنها الرطوبة، وهناك أيضاً الفليفلة التي تُحفظ بتعليقها على جدران المطابخ بواسطة خيوط حيث يتم استعمالها شتاءً في العديد من الطبخات اللذيذة».

وختمت " فاطمة" حديثها بالقول: « تعتبر هذه المواد والمأكولات المحفوظة من أعمال المرأة الريفية التي لا بد منها، وهي لا تشعر بالرضا والارتياح إلا إذا كانت رفوف مطبخها ممتلئة بها كي تقدمها لأفراد أسرتها وضيوفها في فصل الشتاء حيث تبقى محتفظةً بقيمتها الغذائية».

دبس البندورة تحت الشمس