تحتل زوايا الأبراج -"الحظ"- أماكن ثابتة في معظم الصحف والمجلات العربية منها والعالمية نظرا لاستقطابها لأعداد كبيرة من الناس، فبعض هؤلاء يعتبرون من المهتمين بهذه القراءات الفلكية اليومية فهم ينتظرونها بشكل يومي..، وبعضهم الآخر يستطلعها على سبيل التسلية لا غير..

أما حديثنا عن الأبراج فيختص بعلاقة هذه الأبراج بالإنسان وذلك من خلال نظرة علمية فلكية من خلال حوارنا في eSyria مع المهندس "محمد العصيري" رئيس جمعية هواة الفلك السورية، الذي بدأ حديثه بالتفريق بين "الفلك" و"التنجيم" فقال:

يعد الفلك علماً له قواعده العلمية وأجهزته التكنولوجية ومعادلاته الرياضية ودلالاته الفيزيائية، ونسمي التنجيم فناً يتلاعب به من يشاء بأسس وطرق مختلفة، وغالباً ما يفتقر إلى الأسس العلمية..

«يعد الفلك علماً له قواعده العلمية وأجهزته التكنولوجية ومعادلاته الرياضية ودلالاته الفيزيائية، ونسمي التنجيم فناً يتلاعب به من يشاء بأسس وطرق مختلفة، وغالباً ما يفتقر إلى الأسس العلمية..».

المهندس محمد العصيري

  • ما هي الأبراج، وما أثرها على الإنسان؟
  • «قبل أن نتعرف على الأبراج لا بد لنا أن نعلم بأن السماء المرئية (الكرة السماوية) مقسمة فلكيا إلى تشكيلات نجمية أو تجمعات نجمية ظاهرية (Constelations)، وكل مجموعة متقاربة من النجوم ظاهريا يربطها شكل "تخيلي" معين يسمى كوكبة نجمية أو تشكيلة نجمية، وتحمل هذه التشكيلات النجمية أسماء حسب ما تظهر للراصد, فبعض منها يحمل أسماء حيوانات مختلفة مثل "الدب"، "الكلب"، "العقرب" أو "الحوت" أو "الأسد"...، وبعضها يحمل أسماء أبطال الأساطير مثل "الجبار"، "المرآة المسلسلة" أو "الراعي...، وبعضها الأخر يحمل أسماء أدوات لها علاقة بحياة الإنسان مثل "القوس"، "الميزان"، "الكرسي"..، وقسم أخر يحمل أسماءاً أخرى مثل: "فم الحوت" و "قلب العقرب" ، و آخر "النهر"..

    نظمت هذه التشكيلات (التجمعات النجمية) في عام /1928/ من قبل الاتحاد الفلكي الدولي إلى /88/ مجموعة لتغطي أجزاء السماء الظاهرية كافة مع تثبيت مواقعها وإحداثياتها وتنسيق الحدود المناسبة لها تسهيلاً للأرصاد الفلكية، وبسبب دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام يُخيل إلينا وكأنما الشمس تدور حول الأرض لتكون مساراً (مسقطا) ظاهرياً يسمى بمنطقة الأبراج التي تعد الحزام الوهمي الذي توجد فيه الشمس وكواكبها، ويغطي هذا الحزام حسب التقسيم السابق (12) تشكيلة نجمية من الـ (88) تشكيلة في السماء تسمى بالأبراج ( Zodiac )..».

    وعن تأثير هذه الأبراج على الإنسان تابع الأستاذ "العصيري" قائلا:

    «التشكيلة الظاهرية النجمية التي تكون البرج الواحد بعيدة جداً عن الأرض، فهي تبعد عشرات أو مئات أو ربما آلاف السنوات الضوئية عن الأرض (السنة الضوئية = 45ر9 × مليون × مليون كيلومتر)، وحتى نجوم البرج الواحد تبعد عن بعضها مسافات شاسعة جداً وليست متقاربة كما يراها الإنسان ظاهرياً، أي أن نجوم البرج الواحد مشتركة مع بعضها في الموقع الظاهري للمشاهد. لذلك فإن الأبراج أو النجوم التي تحويها هذه الأبراج ليس لها أي تأثير يذكر على الإنسان اطلاقاً (آي أن الأبراج ليس لها علاقة بالإنسان)، لذلك نستنتج بأنه ما يكتب في الصحف والمجلات عن الأبراج ليس له أي أساس علمى اطلاقاً فالمعلومات تكتب بأشكال وطرق مختلفة وتنقل من هنا وهناك، فعلى سبيل المثال لو قرأنا الأبراج في عدد من الصحف لليوم الواحد .. نجد أن المعلومات الواردة لكل برج تختلف عن المعلومات لنفس البرج في الصحيفة الأخرى وربما تناقضها فكيف لنا أن نصدق ذلك .

    وتاكيداً على عدم تأثير الأبراج على الإنسان نود أن نوضح بأن موقع البرج الواحد وفترة مرور الشمس فيه متغيرة كل 2000 سنة تقريباً وذلك بسبب الحركة "البدارية" لمحور الأرض, أي دوران محور الأرض (المخروطي) في الفضاء (تسمى هذه الظاهرة بالترنح وأن مدته لإكمال دورة واحدة تعادل (25800) سنة تقريباً).

    لذلك فإن موقع الأبراج بالنسبة للأرض والشمس وفترة مكوث الشمس في كل برج قد تغيرت عن السابق ، واستناداً إلى الدراسات الفلكية فإن المسار الظاهري للشمس الآن يمسح ثلاثة عشر برجاً بدلاً من اثنا عشرة برجاً حيث أضيف برج الحواء، وكذلك فترة مكوث الشمس في كل برج قد تغيرت بسبب إضافة البرج الثالث عشر، وإذا أخذنا أقصى سمك لحزام الأبراج فنجد أن عدد الأبراج تصل إلى /23/ برجا تقريبا..».

  • هل هناك تأثير للأجرام السماوية القريبة على الإنسان؟
  • ** «النجوم التي تشكل البرج الواحد ليس لها أي علاقة أو تأثير على الإنسان بسبب بعدها الشاسع عن الأرض. ولكن الذي يؤثر حسب الاحصائيات العلمية هو "الشمس" و"القمر" وبعض الكواكب السيارة القريبة (الكواكب المرئية بالعين المجردة) عندما تكون في البرج المعني، فعندما يولد الشخص "س" مثلاً ، فإنه سيولد في وقت ومكان معينين، وستكون الشمس والقمر وبعض الكواكب القريبة من الأرض في موقع ما تكون الأبراج خلف مسارها لذلك يسمى الشخص "س" باسم البرج الذي كانت الشمس فيه عند لحظة ولادته.

    تصل الوليد عند الولادة كمية من الطاقة الشمسية والأشعة المنعكسة من القمر وبعض الكواكب القريبة، لذلك فإن نمو جسمه سيتناغم مع هذا الكم من الأشعة والطاقة وأن التأثيرات هنا ستكون "بايولوجية" و"فسيولوجية" وصحية ونفسية وليست تأثيرات توضح مستقبل هذا الشخص، وهناك طرق وأدوات رياضية لحساب الخارطة الصحية لهذا الشخص من معرفة وقت ولادته وموقعها الجغرافي وبالتالي تحديد موقع الشمس والقمر والكواكب القريبةعند لحظة ولادته وبالتالي حساب كم الطاقة الواصلة إلى جسم الوليد.

    تعطي هذه الخارطة معلومات عن صحة و"بايولوجية" وطبيعة هذا الشخص إلا أنها لا يمكن أن تعطي المستقبل والأحداث التي تحصل لهذا الشخص فالله سبحانه وتعالى هو الوحيد العالم بالغيب وبمستقبل الفرد..

    أما عن موقف "الفلكيين" من موضوع التنجيم قال "العصيري":

    «نحن فلكياً لا نوافق ولا نؤمن بالتنجيم إطلاقا فهو فن يتصرف به بعض الأشخاص حسب ما يشاؤون, لذلك نجد "المُنجم" بارعا بالكلام وفن الإقناع. ولكن هناك بعض الأشخاص يتمتعون بقدرات خارقة قد تكون هذه القدرات بالرياضيات أو بالموسيقى أو بالرياضة أو بالفلسفة أو بالتنبؤ أو بإمكانية معرفة معلومات عن الشخص المقابل، هنا ستكون المعلومات المعطاة من الأشخاص ذوي القدرة لها نوع من الصحة.. حيث تشير الإحصائيات بأن /1/% من الأشخاص لهم إحدى القدرات الخارقة التي ذكرناها، فالأشخاص الذين لهم قدرات خارقة بتحليل الشخصية، يستطيعون إعطاء معلومات عن الآخرين فيها بقدر من الصحة, وأغلب هؤلاء يكونون في نهاية المطاف من المنجمين أو المتنبئين. وطبعاً يشمل هذا الموضوع أمورا كثيرة ضمنها قراءة "فنجان القهوة"، "الكف"، "الوجه" أو "الجبين"..

    فالقراءة ناتجة عن مقدار القدرة الخارقة التي يتمتع بها هذا الشخص أو ذاك وليس كما يتصور الشخص القارئ بأنه يقرأ العلامات الموجودة في الفنجان، غير أنه في الواقع له قدرة استلام الأشعة غير المرئية من الشخص المقابل، التي تجعله يتكلم بطلاقة عن الشخص المقابل من خلال "فنجان القهوة" مثلا...».