بسبب ولعه بالصيد وأدواته نشأ الحاج "أحمد ناصر نشاوي" من أهالي "حلب" بمنطقة "الجديدة" صياداً بدأ بممارسة هذه المهنة منذ نعومة أظفاره، فهاهو ابن التاسعة من عمره يجوب نهر "الفرات" ويرمي شباك الصيد ليأتي بها محملة بالأسماك.

الحاج "نشّاوي" تحدث لموقع eAleppo عن مشواره الطويل الذي قضاه في قوارب الصيد بالقول: «قبل وفاة جدي "صبحي" كان والدي الحاج "عبد الفتاح نشاوي" يعمل معه في مهنة "النشاء" بمدار "النشاوي" وكانت آنذاك بمحلة "باب النصر" وبعد وفاة جدي قام أبي بالتحول من مهنة "النشاء" إلى تجارة "السمك" وليس بمحض المصادفة وإنما جاءت بسبب مشاركته العمل مع تجار السمك في حينها وكان في عام /1940/ ثم انتقل والدي من منطقة "باب النصر" إلى منطقة "التدريبة" وأكملتها "بالجديدة" من بعد وفاة بيت "حبيب قازنجي" ممن تعلمت منهم مهنة الصيد واشتريت هذا المحل فكنت من أوائل من عمل بالسمك في هذه المنطقة منذ عام /1980/ في ذلك الوقت».

قبل وفاة جدي "صبحي" كان والدي الحاج "عبد الفتاح نشاوي" يعمل معه في مهنة "النشاء" بمدار "النشاوي" وكانت آنذاك بمحلة "باب النصر" وبعد وفاة جدي قام أبي بالتحول من مهنة "النشاء" إلى تجارة "السمك" وليس بمحض المصادفة وإنما جاءت بسبب مشاركته العمل مع تجار السمك في حينها وكان في عام /1940/ ثم انتقل والدي من منطقة "باب النصر" إلى منطقة "التدريبة" وأكملتها "بالجديدة" من بعد وفاة بيت "حبيب قازنجي" ممن تعلمت منهم مهنة الصيد واشتريت هذا المحل فكنت من أوائل من عمل بالسمك في هذه المنطقة منذ عام /1980/ في ذلك الوقت

*البداية

في بادئ الأمر كنت أذهب مع صيادين "حلب" مع بيت "حبيب قازنجي" إلى نهر "الفرات" لاصطياد الأسماك وتابع "نشاوي" قائلاً: «كنت حينها في السابعة من عمري وكان ذلك من عام /1964/ واستمريت إلى عام /1980/م حينما اشتريت المحل في منطقة "الجديدة" وكنت حينها من أوائل بائعي الأسماك في تلك الفترة، وكان سابقاً يعمل في نفس المهنة بالمنطقة ذاتها من أمثال بيت "القططي" و"الياس مظلوم" و"حبيب فشّخ"، وكانت محلاتهم بنفس المنطقة أيضاً، وبالنسبة لمحلات منطقة "باب الجنين" فقد اشتهرت عائلات ومنها "أولاد العتيق"، "بيت الجبر"، "أبو اللول" ولكنهم في الآونة الأخيرة قد تخلوا عنها وبالمقابل دخلت عائلات جديدة إلى تلك المهنة من بينهم "الناشد"، "فوزي الحاضري".

مختلف أنواع السمك

ومنذ التاسعة من عمري بدأت الصيد في نهر "الفرات" حينما أمد الشبكة في عرض النهر وكانت تسمى "بالشبكة المزدوجة" ـ شبكة مبطنة ـ تتألف من ثلاثة شبكات الأولى والثالثة ذو فتحات كبيرة وأما شبكة النصف فكانت أصغر حتى يدخل السمك من الطرفين ويعلق بشباك النصف لضيق فتحاتها، فكان طول الشبكة يتراوح مابين /50، 100، 200/ متراً وبارتفاع ثلاثة أمتار وعلى حسب مساحة المياه الموجودة إن كان نهراً أو بحيرة صناعية، وكان يربط في أسفل الشبكة قطع من مادة "الرصاص" لتقوم بعملية شد الشبكة إلى الأسفل باتجاه الأرض وفي أعلاها تضع قطع من مادة "الفلين" لتطفو الشبكة على سطح النهر فتصبح بذلك عمودية الشكل، وأحياناً يتم مد شبكة الصيد عن طريق القارب النهري وهذا يتم ليلاً بسبب حركة الأسماك القوية، وبعد الانتهاء من مد الشبكة نتركها لصباح اليوم التالي فنسحب الشبكة ونفرغها من الأسماك التي علقت في الشبكة ليلاً، وأحياناً لا نستطيع مد الشباك إن كان الجو هائجاً لأن الأمواج تكون عائمة، وأذكر أنها قد تسببت لي في إحدى المرات بقلب القارب الذي كنت فيه مما أدى إلى فقدان السمك الذي قمت بجمعه، وحينما بلغت الثلاثبن من عمري .

  • الفرق بين "النهري" و"البحري" وكيفية الحفاظ عليهما
  • أنواع عديدة للسمك النهري

    حينما نصطاد "السمك" نضع فوقه مادة "الثلج" سواء في الصيف أو الشتاء وسبب لكي يتم المحافظة عليه إلى اليوم التالي وأحياناً لا نضطر لذلك إن كان الجو شديدة البرودة وخاصة في فصل الشتاء لأن قطع الثلج تحافظ على ليونة لحم "السمك" ، ويجب الحذر بأن لا يوضع في الثلاجة إلا من بعد تنظيفه وغسله وتشريحه ووضعه في أكياس من النايلون لكي لا يصيب لحمه الجفاف فيصدر عنه روائح كريهة.

    وما يميز "السمك" النهري عن البحري بكبر حجمه ومن أنواعه "الكسين"، "الشبوط"، "البني"، "الجرّي"، "الكرب" و"الناصري"، وأما البحري فهو "سردين"، "صلغوص"، "جريبدة"، "لوقّز" و"البراق"، وما يميز السمك البحري عن النهري احتوائه على مادة "الفوسفور" ناهيك عن وجود مادة اليود في كلا الصنفين وما يميز الصنفين عن بعضهما بأن من يمتلك الحراشف الكبيرة يتبع للقسم النهري وفيما الحراشف الصغيرة فهو تابع للقسم البحري، وكلاهما يجفّان في نفس اللحظة إن كانوا معرضين للهواء تماماً، وشروط "السمك" الطازج أن يتم حفظه بالثلج لفترة أقصاها /24/ ساعة فقط وإن تجاوزها فإن لحم السمك سوف يصاب بالارتخاء وهذا مما يدل على قدم اصطيادها من الماء.

    من صور السمك البحري

    وهناك شرط آخر حينما تكون السمكة طازجة فإن عينيها تلمعان وإن تحول ذلك اللمعان إلى بياض فهذا دليل كافي على قدم تاريخ السمكة ليومين على التوالي أو أكثر، وأما بالنسبة للسمك الأسود على عكس بقية الأسماك لقدرته على العيش ولمدة أسبوع خارج الماء لأنه يتمتع بجهاز تنفس مثل الإنسان ويستنشق الهواء من على سطح النهر فقط شريطة أن يرش عليه الماء باستمرار، وبالنسبة لسوق السمك في "حلب" فإنه يتوفر من مصدرين رئيسيين الأول إن كان بحري من مدينة "اللاذقية" وإن كان نهري من منطقة "الفرات" بالإضافة لمنطقة "النيرب" والتي يتواجد فيها مزارع لتربيته وفيه يتم أيضاً البيع بالمزاد العلني بين تجار السمك».

  • مفاضلة أهل "حلب" لأنواع معينة من السمك وطرق التحضير
  • من خلال عملي الطويل في مهنة بيع السمك فإن أهالي "حلب" يفضلون من الأنواع النهرية "الأسود"، "المشط"، "الكسين" و"الجرّي" وفيما السمك البحري فيختارون "البراق" و"العجاج"، وهناك أيضاً نوعيات معينة تكون ممتلئة بالعظام ـ الحسك ـ ومنها "أم حميدي"، "الكرب" و"البني" وهؤلاء من الأسماك النهرية وأما البحرية فجميعها خالية من العظام إلا من العمود الفقري ـ السرسبة ـ وطبعاً هي الأفضل من ناحية تناولها.

    والسمك النهري إن كان في حالة القلي أو الشواء له طريقة يفضلها أهالي "حلب" من خلال إضافة البهارات ـ تبله ـ إلى السمك وتتكون من "ثوم"، "كزبرة"، وقشرة ليمون أو برتقال، وأما بالنسبة "للسمك" البحري فإنه يضاف فقط مادة "الملح" والفرق بينهما حتى يتم القضاء على رائحة السمك النهري».

    واختتم قائلاً : «هناك أنواع معينة من شباك الصيد ومنها "الجاروفة" والتي تعمل على جرف الأسماك إلى الشاطئ، و"الشرك" وتتألف من عدد من الخيوط النايلون فيها ألف أو ألفين "سنارة" موجود عليها طُعم من سمك "الحبّار" و"السردين"، وأخرى شبكة "القفص" تدخل السمكة إلى القفص ولا تعرف كيفية الخروج منها وأفضلهما الشبكة "المزدوجة" وشبكة "الشرك"، ولكن ما نعانيه من قبل الصيادين أنهم يلجئون في بعض الأحيان إلى اصطياد الأسماك عن طريق صعقهم بالكهرباء وبالتالي سوف يتسبب في ارتفاع أسعار السمك بسبب محدودية عدده وتم هذا من خلال القضاء على بيوض السمك حينما تم إطلاق الكهرباء لاصطياده فانخفض عدد الأسماك وارتفع سعره.