يعدّ "دبس الرمان" الذي تتم صناعته في منطقة "عفرين" من أجود أنواع الدبس في سورية وإلى اليوم يتم تصنيعه بالطريقة التقليدية القديمة.
حول طريقة تحضير دبس الرمان التقى موقع eAleppo في قرية "مسكة فوقاني"- منطقة "عفرين" بتاريخ 8/11/2011 المزارع "حنان حسو" أحد مصنعي هذه المادة الذي قال: «في البداية أود القول بأن "دبس الرمان" الذي يتم تصنيعه في قرى منطقة "عفرين" بطريقته التقليدية اليدوية هو من أجود أنواع الدبس في محافظة "حلب" وعموم سورية حيث يتم تصنيعه منزلياً ودون إضافة أية مواد قد تؤثر على تركيبته الغذائية والطبية كملح الليمون وغيره، فمنطقة "عفرين" لها شهرة كبيرة في مجال إنتاج هذه المادة بشكل طبيعي 100% وذلك للاستهلاك المنزلي أو البيع في الأسواق».
الدبس الذي يتم تصنيعه منزلياً والذي يزداد عليه الطلب في الأسواق يبلغ سعره حوالي 300 ليرة سورية للكيلو الواحد
وأضاف: «يمر تحضير "دبس الرمان" بعدة مراحل رئيسية تبدأ بقطف ثمار الرمان الناضجة أو المتشققة بعد تعرضها للمطر الخريفي حيث يصعب حينها نقلها إلى الأسواق وبعد القطف يتم تجميع الثمار في مكان معين ضمن الحقل أو نقلها إلى المنزل لتقوم النسوة بعملهن في نزع الحبات من الثمار وذلك بدق حزوز الثمار من الخلف باستخدام عصا خشبية صغيرة لتتساقط الحبات في أواني خاصة معدة لذلك، وبعد الانتهاء من هذه العملية يتم الانتقال إلى مرحلة عصر الحبات ولهذه العملية طريقتان قديمة وحديثة، فقديماً كان العصر يتم في معاصر حجرية خاصة وذلك بوضع الحبات ضمن أكياس قماشية خاصة ليقوم شخص غسل قدميه بالماء والصابون جيداً بالمراوحة على الكيس فتُعصر الحبات ويسيل العصير لينسكب من خلال مزراب صغير من المعصرة في إناء، أما اليوم فيتم عصر الحبات بواسطة عصارات كهربائية سريعة ومن ثم تمرير العصير عبر قطع قماشية لتخليصها من بقايا القشر وقلوب الحبات الصغيرة.
بعد تجميع العصير في الأواني يتم نقله ووضعه في طناجر نحاسية كبيرة ووضع تلك الطناجر على نار قوية لمدة لا تقل عن ثماني ساعات متواصلة تقوم خلالها امرأة بإزالة الزبد من سطحه، وبعد مرور هذا الوقت حيث يصبح قوام العصير كثيفاً تُطفأ النار من تحت الطناجر ليتم تبريد الدبس ومن ثم وضعه في عبوات زجاجية للحفظ في البيوت أو البيع في الأسواق».
وبالنسبة لأسعار "دبس الرمان" في الأسواق قال: «الدبس الذي يتم تصنيعه منزلياً والذي يزداد عليه الطلب في الأسواق يبلغ سعره حوالي 300 ليرة سورية للكيلو الواحد».
وحول استخدامات "دبس الرمان" الغذائية والطبية قالت السيدة "فيدان أحمد" من "جنديرس": «تستعمل الريفيات "دبس الرمان" في الكثير من طبخاتهن وأكلاتهن كالمحاشي والكبب والفتوش والسلطات بمختلف أنواعها حيث يضيف إليها نكهة مميزة وطعماً رائعاً، ومن الناحية الطبية فالناس في المنطقة يستعملون "دبس الرمان" منذ القدم في معالجة الكثير من الأمراض كأحد أهم وأبرز أدوية الطب الشعبي، فهو دواء فعال في معالجة الالتهابات والتشققات /الفطريات/ التي تظهر على الجسم وخاصة على جانبي شفاه الإنسان حيث يتم دهن مكان الإصابة بقليل منه قبل النوم وعند الاستيقاظ في صباح اليوم التالي تكون تلك الالتهابات قد اختفت تماماً.
يُستخدم "دبس الرمان" أيضاً في معالجة الإسهال مهما كان شديداً وذلك بتناول ملعقة كبيرة /ملعقة طعام/ منه، كما تعد هذه المادة في عرف الريفيين في المنطقة مقوياً للقلب ومنظفاً للمعدة والأمعاء ومخلصاً إياها من الديدان والجراثيم».
وختمت: «بقي أن نقول بأنه وأثناء استخراج الحبات من الثمار تبقى قشورها، طبعاً هذه القشور لا يتم استعمالها في الوقت الحالي بينما قديماً كان يستعمل منقوعها وبشكل رئيسي في عملية نتف ودباغة جلود الماشية وتنظيفها من الدهون والشوائب الغريبة وجعلها أكثر متانة».