تعتبر شجرة "السنديان" أو "البلوط" من أكثر الأشجار قرباً للناس في منطقة "عفرين" ولها حضور بارز في حياتهم الاجتماعية.

للحديث حول فوائد هذه الشجرة وحضورها في حياة الناس التقى موقع eAleppo في "جنديرس" بعض المزارعين وذلك بتاريخ 18/12/2011.

الثمار التي تحملها أشجار "السنديان" تسمى "البلوط" لها طعم مر يحبها الريفيون حيث يقومون بجنيها وتناولها بعد شيّها على المدافىء بعد أن تتحرر من الطعم المر ويصبح طعمها حلواً شبيهاً بطعم الكستناء، كما يستعملها الرعاة كعلف للماشية التي تقبل على تناولها بشهية

يقول "خليل سيفو" مزارع: «لشجرة "السنديان" التي تنمو طبيعياً في جبال المنطقة فوائد عديدة ولذلك فهي محبوبة الريفيين الذين يكنون لها كل محبة.

قطع فروع السنديان لصناعة مسكات الأدوات الزراعية

قبل حوالي 75 سنة كانت مساحات شائعة في الريف العفريني مكسوة بغابات خضراء من أشجار "السنديان" ولكن مع مرور الزمن وقيام المزارعين باستصلاح الأراضي وزرعها بأشجار الزيتون انخفضت تلك المساحات، لقد استفاد الإنسان الريفي قديماً من تلك الغابات الكثيفة من أشجار "السنديان" في صناعة الفحم وبيعه في أسواق مدينة "حلب" فقد كانت تلك الصناعة مربحة جداً ما ساهم في تأمين دخل جيد للناس ومع مرور الأيام تراجع العمل في هذه الصناعة الريفية لسببين أولهما تراجع نسبة المساحات المزروعة بأشجار "السنديان" بعد قلعها وزراعة الزيتون مكانها والثاني هو القوانين التي أصدرتها الدولة ومنعت بموجبها تجارة الفحم وقطع الغابات».

وأضاف: «الثمار التي تحملها أشجار "السنديان" تسمى "البلوط" لها طعم مر يحبها الريفيون حيث يقومون بجنيها وتناولها بعد شيّها على المدافىء بعد أن تتحرر من الطعم المر ويصبح طعمها حلواً شبيهاً بطعم الكستناء، كما يستعملها الرعاة كعلف للماشية التي تقبل على تناولها بشهية».

البلوط الثمرة الشهية عند الريفيين

"نبي حمو" مزارع يقول: «شجرة "السنديان" شجرة مباركة ولها شيء من القدسية حيث تحظى باحترام بالغ عند الريفيين لأنها مزروعة من زمن بعيد بجانب أغلب المزارات الدينية في المنطقة وعندما يزور الناس هذه المزارات يقومون بربط قطع قماشية صغيرة بأغصانها أملاً بتحقيق أمنية أو رغبة وهذه الأشجار المزروعة بالقرب من المزارات يمنع قطعها مطلقاً بموجب الأعراف الاجتماعية والدينية لأن من شأن ذلك أن يلحق الأذى بالشخص الذي يقطعها فإما أن يشل أو تصيبه محنة كبيرة.

يستعمل المزارعون في المنطقة أغصان وأفرع أشجار "السنديان" المنتشرة في الجبال المحيطة بقراهم أو على حدود حقولهم في صناعة مسكات مختلف أدواتهم الزراعية مثل "الكريك" و"الرفش" و"المعول" و"المذراة" و"المطرقة "وغيرها لأن خشب هذه الشجرة متين ويتحمل مختلف الظروف الجوية، كما يقومون بصنع أداة خاصة بالفلاحة تسمى محلياً "دارك" (كدّانة) وهي على شكل الرقم ثمانية بالعربية 8 ويدخل في رقبة الثور أو البغل أثناء الفلاحة ليثبت عليه النير.

طريقة تقويم عيدان شجرة السنديان

لقد تعلم الفلاحون كيفية صنع هذه الأدوات عبر الزمن فإذا كان العود أعوج وجب تقويمه ويكون ذلك بوضعه على النار لتسخينه حيث يصبح طرياً ويمكن التحكم به ليتم تقويمه وجعله مستقيماً ومن ثم ربطه بساق شجرة مستقيمة وهو ساخن وبعد عدة أيام يُفك العود فيأخذ شكلاً مستقيماً وقابلاً لاستعماله كمسكات لمختلف الأدوات الزراعية بعد تقشيره».

وأضاف: «ومن فوائد هذه الشجرة أيضاً هو استعمال منقوع أغصانه الطرية في تنظيف الأواني الجلدية التي تصنع من جلود الحيوانات لتخزين الماء والدبس والسمن والزيت فيها أو لمخض للبن لاستخراج الزبدة ويكون ذلك بقطع عدة عيدان من شجرة "السنديان" ووضعها في طشت ماء لمدة لا تقل عن يومين ومن ثم وضع ذلك المنقوع في الآنية الجلدية وتركها عدة أيام وكان ذلك كفيلاً بتنظيفها الداخل من بقايا شحم الحيوان ولحمه وبالتالي منحها رائحة عطرة وبمجرد الانتهاء من هذه العملية تصبح تلك الأواني الجلدية جاهزة للتخزين والاستعمال.

كما يستعمل الناس في المنطقة عيدان شجرة "السنديان" في صناعة العديد من أدواتهم اليومية المنزلية مثل "عود الطبل" و"مقابض السكاكين" و"أسرّة الاطفال" /"دركوش" –محلياً"/ و"الشيّال" وهو على شكل الرقم ثمانية بالعربية 8 ويستعمل لرفع الحصيد إلى ظهر الدواب أثناء جمع الحصاد وغيرها من الأدوات».