تعتبر من الطرق المعروفة لدى مربي الدجاج البلدي في الريف، وذلك للحصول على عدد معين من الصيصان لأنه كما هو معروف أن الدجاجة تعطي بيضة أو بيضتين في اليوم، وهذا العمل يتطلب القيام بمجموعة من الطقوس الخاصة وذلك لإنجاح العملية.

في ناحية "جنديرس" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12/4/2013 السيد "صبحي يوسف" وهو من مربي أنواع مختلفة من الحيوانات الأليفة والذي قال: «إنّ تربية الدجاج البلدي هي من أكثر الأعمال شيوعاً لدى أهل الريف السوري وذلك بهدف إنتاج البيض واللحم للاستهلاك المنزلي أو بيعه في الأسواق، فمنتجات الدجاج البلدي كما هو معروف تتميز بنكهتها اللذيذة وفوائدها الغذائية الصحية العالية وبأسعارها المرتفعة».

إن القيام بهذه الأعمال الطقسية كفيل بإنجاح عملية "وضع القرقة" وبالتالي الحصول على عدد من الصيصان بقدر البيض الموضوع تحت القرقة

أضاف: «"وضع القرقة" كما يسمى محلياً هو وضع عدد معين من البيض تحت الدجاجة للحصول على الصيصان وتسمى الدجاجة في هذه الفترة "القرقة".

تجهيز البيض لوضع القرقة

في الأحوال العادية تبيض الدجاجة بيضة واحدة أو بيضتين كل يوم وعندما تصل إلى المرحلة التي تصبح فيها قرقة على المربي القيام بعملية "وضع القرقة".

المربي يعرف هذه المرحلة بحكم الخبرة الطويلة لأن لها دلائل وإشارات، فالدجاجة في هذه الفترة تنقطع عن البيض فلا تعود تبيض ويتغير صوتها ليصبح أكثر خشونة وتنفش ريشها كلما لامسها الشخص، أما إذا تأخر ظهور هذه الإشارات والدلائل فهناك تقليد ريفي قديم يمارسه مربي الدجاج البلدي حيث يقف ماسكاً الدجاجة بيده فيسأله شخص آخر يقف مقابله، إلى أين أنت ذاهب؟ فيرد عليه إلى تركيا، فيقول له الشخص لماذا؟ فيجيبه بأن دجاجتي ترفض أن تصبح قرقة، ليقول له ذلك الشخص: ارجع ارجع فإن دجاجتك ستصبح قرقة عما قريب.

تدويخ الدجاجة

ولكي لا تبتعد الدجاجة عن عشها على مربيها أن يبقي فيه بيضة واحدة وبشكل دائم ومستمر هذه البيضة التي تسمى محلياً في منطقة "عفرين" "موتك" وهي سبب ارتباط الدجاجة بالعش.

وحول الطقوس الاجتماعية المعروفة والتي يجب القيام بها خلال وضع القرقة تحدثت السيدة "فيدان نوري" من "جنديرس" بالقول: «يتم أولاً وضع كمية مناسبة من التبن في العش لأن التبن يجعل العش دافئاً مما يساعد على فقس البيض، ومن ثم تحضر سيدة البيت أو مربي الدجاج عدداً من البيض ويفضل بحسب العرف أن يكون عددها زوجياً، ومن ثم غسلها جيداً بالماء المالح كي تصبح معقمة وبالتالي إبعاد الجراثيم عنها، كما تفرض العادة الاجتماعية بوضع 40 حصى صغيرة مع البيض وكذلك نبتة برية ذات رائحة حادة تسمى شعبياً "تعله" لإبعاد الحشرات عن الدجاجة خلال فترة مكوثها على البيض التي تمتد 21 يوماً، كما توضع بجانب البيض قطعة حديدية.

صبحي يوسف

قبل وضع الدجاجة فوق البيض يجب القيام بتدويخها وذلك بمسكها من رجليها وتدويرها في الهواء عدداً من الدورات مع ترديد العبارة التالية: "أيها الحيوان، في جانبك الأيمن بحر وفي جانبك الأيسر محيط فامكث دون حراك لأن حراكك يعني وقوعك في الماء وغرقك الأكيد"، ويقصد بذلك تخويف الدجاج كي لا تغادر العش فيبرد البيض ويفسد.

وفي فترة وضع القرقة يتم تجهيز طعام الدجاجة وماؤها ووضعها بالقرب من العش كي لا تبتعد عن البيض فيبرد كما يجب تغطية مكان العش بأقمشة سوداء لجعل المكان مظلماً وهذا يساعدها على المكوث لفترات طويلة».

تضيف: «بعد مضي 21 يوماً تقوم الدجاجة بكسر أول بيضة للمساعدة في خروج الصوص وهكذا حتى تكتمل العملية باستثناء البيوض الفاسدة التي تسمى محلياً "البيوض الجلقة"، في هذه الفترة يجب الابتعاد عن القرقة وخاصة بالنسبة للأطفال لأنها تكون عدوانية بشكل كبير وقد تعميهم تماماً.

ومن الأعراف الاجتماعية الشائعة في منطقة "عفرين" هو منع التقاء قرقتين معاً وضعتا على البيض بنفس الفترة الزمنية وذلك قبل مرور 40 يوماً بعد فقس آخر بيضة ويسمى ذلك "أربعينية القرقة" لأن ذلك وبحسب المعتقدات الشعبية القديمة يلحق الأذى بالصيصان الصغيرة ويؤدي إلى موتها تدريجياً، ولكن بعد مرور فترة 40 يوماً تصبح الأمور طبيعية وعادية ولا داعي للخوف على حياة القرقة والصيصان، ووضع 40 حصى بجانب البيض في المعتقدات الشعبية أيضاً هو حماية للدجاج والصيصان من الأذى إذا ما التقت بدجاجة أخرى خلال فترة أربعينية الدجاجتين».

تختم حديثها بالقول: «إن القيام بهذه الأعمال الطقسية كفيل بإنجاح عملية "وضع القرقة" وبالتالي الحصول على عدد من الصيصان بقدر البيض الموضوع تحت القرقة».