تُعتبر منطقة "عفرين" من أهم المناطق السياحية في محافظة "حلب" وعموم القطر بسبب غناها بالمواقع الأثرية -الدينية والتاريخية، إضافةً إلى طبيعتها الجميلة حيث تتوفر فيها مساحات كبيرة من الغابات ومصادر المياه مثل نهر "عفرين" وبحيرتي "ميدانكي" و"برج عبدالو" والعديد من الينابيع الغزيرة في أنحائها، هذه العوامل مجتمعةً جعلتها منطقة جذب سياحي للسياح والمصطافين من مختلف المناطق داخل "سورية" وخارجها.

ولكن السؤال المطروح الآن وبقوة، ما مدى جاهزيتنا خدمياً لاستقبال موسم السياحة والاصطياف وذلك بالنسبة لحالة الطرق في المناطق السياحية ووضع المنتزهات السياحية والحافلات وغيرها، خاصّةً أنّ "سورية" تأتي هذا العام في مقدمة الدول في العالم بالنسبة لعدد السياح الذين سيقومون بزيارتها وفق تقارير حجوزات شركات الطيران العالمية.

وأخيراً أقترح الاهتمام بفكرة الترويج السياحي للمواقع السياحية عبر وسائل الإعلام والمنشورات السياحية داخلياً وخارجياً

مراسل موقع eSyria التقى بتاريخ 27/6/2009 بعدد من رؤساء البلديات في القرى السياحية في منطقة "عفرين" وسألهم عن أهم الأمور التي تعرقل الحركة السياحية في المنطقة واقتراحاتهم لتطويرها خدمياً وبالتالي تنشيط الصناعة السياحية فيها.

سليمان إيبو -رئيس بلدية الباسوطة

الأستاذ "سليمان إيبو" رئيس بلدية قرية "الباسوطة" السياحية قال: «تُعتبر منطقة "عفرين" من أغنى المناطق في القطر بالمواقع الأثرية والتاريخية الهامة التي تشهد سنوياً حركة سياحية كبيرة بهدف المعرفة والتمتع بالآثار وكذلك الحج وخاصّةً إلى قلعة "سمعان" العمودي وضريح المار "مارون "في قرية "براد"، كما تتوفر فيها الغابات الخضراء وذلك على مساحات واسعة جداً إضافةً إلى توفر المياه والينابيع».

«وبالنسبة لاقتراحاتي حول تطوير المنطقة خدمياً فهي الاهتمام بالطرق وذلك بتوسيعها وتعبيدها وعمل أوتسترادات يمكن للحافلات السياحية السير عليها بكل أمان وأريحية وخاصّةً بين مدينة "حلب" والمواقع الأثرية في جبل "سمعان" ومن ثم إلى باقي منطقة "عفرين" لأنّ الطرق الحالية بمجملها هي طرق ضيقة وليست بالمستوى السياحي المطلوب».

خالد شيخ عيسى -رئيس بلدية ميدانكي

وأضاف: «كما أقترح وضع دلالات سياحية على الطرق بمختلف اللغات الأجنبية والعربية كي يتسنى للسياح من معرفة المناطق السياحية المهمة بغية زيارتها والتعرّف على تاريخ وحضارة بلدنا والتمتع بجماله، وكذلك إصدار كتيّبات سياحية خاصّة بالمناطق السياحية في الريف لتكون برفقة السائح أينما حل ودليله الذي يتضمن المعلومات التاريخية والجغرافية عن كل موقع يزوره».

«وأخيراً أقترح الاهتمام بفكرة الترويج السياحي للمواقع السياحية عبر وسائل الإعلام والمنشورات السياحية داخلياً وخارجياً».

ضفاف بحيرة ميدانكي تنتظر التشجير

كما التقى مراسلنا في قرية "ميدانكي" السياحية برئيس بلديتها "خالد شيخ عيسى" الذي قال: «في موضوع السياحة هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار ومعالجتها لتكون المنطقة في حالة جاهزية كاملة لاستقبال الموسم السياحي ومنها الاهتمام بحالة الطرق التي تصل بين الأماكن السياحية فمثلاً الطريق الذي يؤدي إلى قرية "ميدانكي" السياحية غير جاهزة لأداء وظيفتها السياحية وخاصّةً من القرية نفسها وحتى البحيرة فهي مرشوشة بالبحص الأبيض منذ فترة مما يعرقل الحركة السياحية من وإلى البحيرة».

«يُضاف إلى ذلك ضرورة العمل على تسهيل إجراءات منح التراخيص للمطاعم والمنتزهات والأكشاك بالقرب من البحيرة والإسراع في بناء محطة معالجة لمنع تسرب مياه الصرف الصحي من القرية إلى البحيرة تجنباً لتلوثها علماً أنّ بيوت القرية ما زالت إلى اليوم تستعمل الجور الفنية لهذا الغرض».

«كما أقترح على الجهات المختصة القيام بعملية تشجير للمنطقة المحيطة بالبحيرة لأنها الآن منطقة جرداء لا يجد المصطاف أو السائح فيها ظل شجرة يجلس تحتها وكذلك وضع مقاعد وحاويات قمامة فيها بعد التشجير لجذب السياح والإبقاء عليها نظيفة لأنّ النظافة أساس الحضارة كما يقولون».

وأخيراً استغل مراسلنا وجود المغترب السوري "حسن شاهين في قريته "الباسوطة" وسأله عن اقتراحاته لتطوير المنطقة سياحياً فأجاب: «في الدول الغربية تجني وزارات السياحة فيها الكثير من الإيرادات وذلك باستغلال موقع أثري مهما كان صغيراً وبشكل كبير، وبما أنّ منطقتنا غنية جداً بالآثار والمواقع السياحية الطبيعية وبعد مشاهداتي لها أقترح ما يلي: ضرورة الاهتمام بموضوع ترميم الآثار بغية استثمارها سياحياً إلى أبعد الحدود والاهتمام كذلك بوضع الطرقات وتوسيعها وتعبيدها وإبعادها عن المنازل المدنية داخل القرى الأثرية في جبل "سمعان" وجعلها تمر من خارجها تفادياً للحوادث، وأخيراً الاهتمام بالمنشآت السياحية وبناء فنادق فخمة إلى جانب المواقع السياحية لتقدم خدماتها للسياح».