يعتبر "استاد حلب الدولي" من ضمن المنشآت الرياضية التي تنتشر على مساحة إجمالية تصل إلى أكثر من /35/ هكتاراً، والتي تضم فيها منشآت رياضية مجهزة منها ما تم تدشينه وافتتاحه، ومنها ما يتم العمل فيها على قدم وساق لإنهائه.

استاد "حلب" الدولي" أو "استاد الـ/75/ ألف متفرج" كما عرفه الكثيرون من أبناء "حلب"، والذي يعتبر واجهة العمل الرياضي في محافظتهم بعد أن تم افتتاحه في الشهر الرابع من العام /2006/م بحضور كريم من السيد الرئيس "بشار الأسد" ورئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" وعقيلتيهما، والذي استُهل في مباراةٍ للذكرى جمعت "الاتحاد "الحلبي و"فنر بخشة "التركي.

نفكر حالياً بتأسيس استوديو تحليلي يرافق كل حدث رياضي، إضافة إلى تخصيص إذاعة خاصة بالملعب، خصوصاً أن الاستاد يضم فيه حوالى /30/ غرفة مخصصة للإعلاميين والمجهزة بوسائل اتصال أرضية وفضائية وجهاز استقبال فضائي، إضافة إلى قاعة خاصة للأنترنت، وقد حصلنا على أكثر من ثناء من الاتحادين الآسيوي والدولي نتيجة للجهود التي بذلناها في الاستاد ليكون من الملاعب المتقدمة في العالم

للوقوف على هذا الصرح الحضاري الكبير انطلق eSyria وحمل أوراقه وعدسته متجهاً إلى مديرية المنشآت الرياضية بـ"حلب" يوم الاثنين9/2/2009م ليستقبله مديرها المهندس "ماهر شحادة"، ويحدثه عن التقنيات المستخدمة في هذا الاستاد، وأبرز الأعمال التي تتم فيه ليكون جاهزاً لاستقبال كبريات البطولات العالمية، فقال:

من داخل الاستاد

«نال استاد"حلب" الدولي التصنيف "plus1" من قِبل الاتحاد الدولي، وهو مجهز تماماً لاستضافة أي بطولة دولية أو قارية أو عالمية فيما يخص لعبة كرة القدم أو ألعاب القوى، وهو مجهز تماماً بأحدث التجهيزات ابتداء من تقنية نظام الصوت المتكاملة واللوحة الإلكترونية العملاقة انتهاء بالكراسي البلاستيكية ليتسع إلى /75/ ألف متفرج، وبعد مكرمة السيد الرئيس "بشار الأسد" بافتتاحه كان توجيهه باستكمال النواقص ليأخذ الدرجات الكاملة والتصنيف الأول من الاتحاد الدولي، لأن الاتحاد الدولي عندما يقيم أي مباراة فهو يسجل نقاط وعلامات يعطيها له وفق أنظمة ولوائح معينة معترف بها دولياً».

*ماهي أبرز النواقص التي تم استكمالها خلال المرحلة السابقة، وما هو أهم ما تقومون به حالياً؟

جمهور حلب الكبير.

**«قمنا خلال المرحلة الماضية باستقدام نظام اتصالات متكامل، وهذا النظام تم تركيبه ليخدم أربعة فعاليات رئيسية، وذلك بمايخص حكام لعبة كرة القدم، إضافة إلى نظام اتصالات خاص بحكام ألعاب القوى، وتجهيزات بما يخص الاتصالات السلكية واللاسكلية الخاصة بالمسبح الأولمبي، أما الفعالية الرابعة فهي متعلقة بمهام الأمن وعمال الصيانة، وهذا النظام هو عبارة عن جهاز رئيسي موجود في غرفة تحكم رئيسية يرتبط به أجهزة متفرعة ثانوية في أماكن موزعة في أرجاء الملعب، وهذا كله أصبح جاهزاً تماماً للاستخدام، ووفق هذه التجهيزات يصبح استاد"حلب" الدولي الثالث في المنطقة العربية التي تعتمد هذه الأنظمة، وبذات المواصفات التي يتمتع بها ملعب "أرينا" في مدينة "ميونخ" الألمانية، وإن شاء الله سيكون مع نهاية النصف الأول من العام المنصرم جاهزاً تماماً».

*ماذا عن تنظيم دخول الجماهير إلى الملعب، وماذاعن عمليات المراقبة فيه؟

المهندس ماهر شحادة

**«نعمل في الفترة الحالية على تفعيل نظام البوابات الإلكترونية المرتبطة بنظام كاميرات المراقبة، ولذلك عمدنا إلى تقسيم الملعب إلى نظام مناطق "الزون"، وفصلنا الطابق الأول عن الطابقين الثاني والثالث، وخصصنا لكل طابق منهما المدخل الخاص به، وعلى ذلك تم تقسيم الاستاد إلى /23/ بوابة للدخول إليه، بعد أن تم إحصاء عدد المقاعد الموجودة في كل قسم وترقيمها وعدم السماح بدخول أي عدد زائد عنها، كما أنه لا يمكن لأي شخص تجاوز المنطقة التي خصصت له وفق بطاقته التي اعتمدها، وتم فصل كل منطقة عن الأخرى بواسطة السور الحديدي، وتم تخديم كل منطقة بدورات المياه والمغاسل والبوفيه اللازمة التي تستوعب العدد المخصص دون أن تسبب أي أزمات، والشيء الأبرز أنه تم تركيب كاميرات مراقبة ترافق الجمهور منذ لحظة دخوله من الباب الرئيسي لحين وصوله إلى مكان جلوسه المخصص له، وتقسَّم هذه الكاميرات إلى نوعين ثابتة ومتحركة، والتي تتميز بدقة تصويرها وتسجيلها الفيديوي لمدة تصل إلى أكثر من شهر، ويصل عددها المنتشرضمن أرجاء الملعب إلى أكثر من /159/ كاميرا مرتبطة بغرفة تحكم رئيسية، كما نعمل أيضاً على تطبيق نظام الكشف عن الأسلحة من خلال استقدام أجهزة ذات حساسية عالية ومبرمجة وفق آلية معينة خاصة بالدخول إلى الملعب».

*ماهي أبرز الصعوبات التي واجهتكم خلال تطبيق هذه الأنظمة؟

**«نحن استقدمنا أفضل الأنظمة العالمية والمطبقة في أكبر الملاعب العالمية لتطبيقها في استاد "حلب"الدولي، وأبرز ما واجهناه من صعوبات أن هذه الملاعب المطبق عليها هذه الأنظمة والتي أخذنا منها هذه التقنيات هي مصممة بالأصل من ناحية بنائها إلى استيعابها، أما فيما يخص استاد "حلب" فالمشكلة كانت أنه صُمم وأصبح جاهزاً ثم تم إضافة هذه التقنيات إليه، فمايفتقر إليه استاد "حلب" هو المساحة الكافية التي تساعد على تطبيق هذا النظام الحديث، لذلك استحدثنا نظام "الزون" في الملعب والفصل بينهما، والحمد لله أنه تجاوزنا هذه الأزمة بنجاح».

*ماهي أبرز الأفكار الجديدة التي تودون طرحها والعمل على إنجازها؟

**«نفكر حالياً بتأسيس استوديو تحليلي يرافق كل حدث رياضي، إضافة إلى تخصيص إذاعة خاصة بالملعب، خصوصاً أن الاستاد يضم فيه حوالى /30/ غرفة مخصصة للإعلاميين والمجهزة بوسائل اتصال أرضية وفضائية وجهاز استقبال فضائي، إضافة إلى قاعة خاصة للأنترنت، وقد حصلنا على أكثر من ثناء من الاتحادين الآسيوي والدولي نتيجة للجهود التي بذلناها في الاستاد ليكون من الملاعب المتقدمة في العالم».

*من هو فريق العمل الذي يساعدك في الإشراف استاد "حلب"؟

**«طبعاً فريق العمل مؤلف من الإدارة التي تنقسم إلى إدارة فنية، ودائرة المدن والمنشآت، والدائرة القانونية والدائرة الإدارية، إضافة إلى دائرة خاصة بالأعمال، وحاولنا أن يكون لكل منشأة رياضية إدارة خاصة بها تضم المهندسين من كافة الاختصاصات والمشرفين المساعدين التقنيين، ويتم إعداد مجلس إدارة والذي يقرر الاجتماعات المشتركة بهدف الاطلاع على أبرز المشاكل والعوائق التي تواجه أي إدارة ما، والتي يعمل الجميع على حلها، وهذه الطريقة قد سهلت لنا النجاح في العمل والتي وصلت نسبتنه إلى حوالى 80% ، ونحاول أن نعمل لأن تصل إلى مئة بالمئة، وطبعاً هذا يحتاج إلى أن يكون هناك كادر رديف يتم تأهيله وتدريبه ليكون مساعداً وجاهزاً في أي لحظة للانخراط في العمل مباشرة، وبمعنى آخر أن نضع قاعدة صحيحة للمنشأت الرياضية بأسلوب سليم، وأعتقد أن هذا هو التفكير السليم للمحافظة على منشآتنا الرياضية وسلامتها».

يذكر أنه تم وضع حجر الأساس للبدء بتأسيس الاستاد عام/1983/ وبوشر العمل به مطلع عام /1987/، وتم افتتاحه رسمياً عام /2006/ وبتكلفة وصلت إلى غاية الآن مليار وأربعمائة مليون ليرة سورية، وأن إدارة أي مباراة عليه تحتاج إلى تواجد فريق عمل مؤلف من /400/ شخص من اختصاصات مختلفة لتنظيم عملية الدخول والمراقبة.