يأتي فصل الربيع من كل عام حاملاً معه بشائر الخير والتكاثر والولادة الجديدة، مُدخلاً بذلك السعادة إلى قلوب الريفيين وبخاصّةً الفلاحين والرعاة منهم باعتبارهم يعتمدون على ما تنتجه أرضيهم وحيواناتهم من خيرات...

الملخص: يأتي فصل الربيع من كل عام حاملاً معه بشائر الخير والتكاثر والولادة الجديدة، مُدخلاً بذلك السعادة إلى قلوب الريفيين وبخاصّةً الفلاحين والرعاة منهم باعتبارهم يعتمدون على ما تنتجه أرضيهم وحيواناتهم من خيرات...

باعتبار أنّ هذا الربيع هو ربيع خيّر لما حمله من أعشاب ومراعي وفيرة فإنّ أغلب أعداد الغنم أو الماعز قد ولدت التوائم وقسم منها ولدت ثلاثة من الصغار والسبب في ذلك كما هو معروف أن القطيع كلما كان (شبعاناً) كانت ولاداته وفيرة

في منطقة "عفرين" وتحديداً في جبال قرية "جقللي جوم" التي تكسوها الخضرة التقى مراسل موقعeAleppo بأحد الرعيان فيها، وهو "رياض ايبو" الذي كان فرحا وقطيعه فرحاً عارماً بسبب كثرة الأعشاب والمراعي في هذا العام الخيّر وذلك بتاريخ 14/4/2009.

مع القطيع

يقول "رياض": «منذ عشرات السنين لم يمر علينا ربيعاً مثل ربيع هذا العام، حيث الحشائش والأعشاب تملأ كل مكان، (والقطيع شبعان كتير) كما نقولها بالعامية، طبعاً الربيع الخيّر في كل عام يتعلق بما قبله من وضع الفصول وخاصةً بفصلي الخريف والشتاء، ففي عرفنا الريفي الدارج أنّه يجب أن تهطل الأمطار الخريفية المبكرة وأن تكون الهطولات جيدة في الشتاء كما من المفروض أن تمر فترة أربعينية الشتاء بجفاف دون مطر حتى يكون الربيع خيراً».

ويضيف: «وبالنسبة للمواشي فإنّ هذا العام يعني الخير الوفير في مختلف المجالات فمن جهة ترتفع أسعار الماشية بشكل عام وتقل تكاليف إطعامها من شراء العلف لها، لأنها تعتمد على الأعشاب الخضراء الوفيرة في الربيع والأعشاب الجافة في فصل الصيف، ومن جهة ثانية تزداد كميات الحليب لأنّ القطيع كلما كان جائعاً فإنّ حليبه ينقص ولا يكفي إرضاع صغارها، أما في هذا العام فإنّ الحليب وافر ونستطيع بيعه بكميات كبيرة في السوق».

توءمان...يتجولان

ويتابع "رياض" حديثه والقطيع يرعى العشب من حولنا: «ولكن أهم حدث يحمله لنا الربيع هو ولادة القطيع الذي يؤدي إلى ارتفاع أعداده بشكل كبير وبالتالي ارتفاع سعره عموماً، فالصغار منها تُباع بعد فترة وجيزة أو تُمنع من مرافقة القطيع إلى المراعي كي لا تستمر في شرب الحليب وبالتالي تأثر على كمياتها وإن رافقته فإننا نضّطر أن نضع ما يسمى بالكيس القماشي على أثداء الغنم أو الماعز».

«الإناث منها غالباً ما يتم بيعها في سوق المواشي الذي يعقد كل يوم ثلاثاء في مدينة "عفرين" للحفاظ على الحليب، أما الذكور فيتم تربيتها حتى تكبر ليتم بيعها كقرابين في عيد الأضحى المبارك أو لتربيتها حتى تصبح ما نسميه بكبش أو تيس القطيع فيقوم بوظيفة تلقيح الإناث في الأعوام التالية والذي يبدأ سنوياً في بدايات فصل الخريف من كل سنة».

وعن الولادات في قطيعه هذا العام يقول: «باعتبار أنّ هذا الربيع هو ربيع خيّر لما حمله من أعشاب ومراعي وفيرة فإنّ أغلب أعداد الغنم أو الماعز قد ولدت التوائم وقسم منها ولدت ثلاثة من الصغار والسبب في ذلك كما هو معروف أن القطيع كلما كان (شبعاناً) كانت ولاداته وفيرة».

وختم حديثه بالقول: «نشكر الله على هذا الخير ونتمنى منه عز وجل أن تستمر هذه الأجواء المطيرة بعد سنوات من الجفاف الذي ساد المنطقة، والتي أثرت سلباً على حياتنا التي تعتمد أساساً على الأمطار الوفيرة، ففي سنوات الجفاف تنزل أسعار الماشية وتكون الولادات قليلة وتزداد مصاريف إطعام القطيع والنتيجة الأكثر سوءا هي موت أعداد كبيرة منها بسبب قلة الأعشاب وعدم قدرة الكثيرين على شراء الأعلاف».