تشهد أسواق مدينة "حلب" هذه الأيام حركة تجارية نشطة وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك واقتراب موعد عيد الفطر السعيد.

موقع eAleppo قام بجولةٍ في أسواق المدينة القديمة والتقى عدداً من المواطنين والبداية كانت مع "كريمة محمد" من حي "الشيخ مقصود" والتي قالت: «لأسواق مدينة "حلب" القديمة والتي تُسمى شعبياً /المْدينة/ حضور مميز في قلوب الحلبيين وخاصة في مثل هذه الأيام المباركة حيث يشارف شهر رمضان المبارك على الانتهاء ويستعد الناس لاستقبال عيد الفطر السعيد، ولهذا الحضور المميز أسبابه الروحانية والاقتصادية والاجتماعية.

تمتاز الأسواق الحلبية القديمة بتوافر كل ما يحتاجه الإنسان فيها وبأسعار معقولة جداً تناسب دخول مختلف الشرائح الاجتماعية ولهذا جئت اليوم لشراء ما أحتاجه في العيد

الأسواق كما ترى مزدحمة بالمواطنين الذي أتوا من مختلف أحياء "حلب" وريفها لشراء ما يلزمهم من حاجيات رمضانية وفي مقدمتها المأكولات الشعبية والمشروبات الخاصة بهذا الشهر الفضيل وكذلك لشراء الألبسة والحلويات والسكاكر والمواد التي تدخل في صناعة الحلويات اليدوية وغيرها لاستقبال العيد الذي أصبح على الأبواب».

حركة ونشاط في السوق

وأضافت "كريمة": «تمتاز الأسواق الحلبية القديمة بتوافر كل ما يحتاجه الإنسان فيها وبأسعار معقولة جداً تناسب دخول مختلف الشرائح الاجتماعية ولهذا جئت اليوم لشراء ما أحتاجه في العيد».

السيد "محمد نصيري" من حي "الأشرفية" قال: «أنا من زبائن أسواق "المْدينة" منذ حوالي عشرين عاماً فلي دكان سمانة صغير في الحارة، أنا أشتري بضاعتي من "المْدينة" وذلك بسبب أسعارها الجيدة والمناسبة وتوافر كل ما يريده الشخص ولهذا تراها مزدحمةً وبشكل دائم بالناس ويزداد الازدحام والحركة في مثل هذه الأيام من كل سنة حيث يستعد الناس لاستقبال العيد.

من حركة السوق

إنّ سبب وجودي في أسواق "المْدينة" اليوم هو لشراء تشكيلة متنوعة من ألعاب الأطفال لدكاني لأنها هنا رخيصة قياساً بالمحلات الموجودة في المناطق الأخرى من "حلب" وخاصة بالنسبة لألعاب الأطفال المطلوبة بشكل كبير خلال أيام العيد وبالتالي فأنا أشتريها من هذه الأسواق بأسعار مخفضة وأبيعها في الدكان بأسعار السوق العادية والدارجة وذلك يمنحني هامش ربح أكبر».

السيدة "صباح مراد" من حي "صلاح الدين" قالت: «من الأسواق المميزة في "المْدينة" هو "سوق الصاغة" حيث يتوافر فيه الذهب بمختلف أنواعه وأشكاله وبما أنّ عرس ابني هو في ثاني أيام العيد فإنني هنا اليوم لشراء متطلبات العرس من ألبسة وأقمشة وذهب وكذلك شراء حاجيات العيد وخاصة مواد صنع الحلويات اليدوية التي نعدها في البيت.

في سوق الصاغة

أسواق "المْدينة" وكعادتها في مثل هذه الأيام من كل عام تشهد ازدحاماً شديداً من قبل الناس القادمين إليها من مختلف المناطق لشراء ما يلزمهم من مختلف البضائع والمنتجات وبأسعار معقولة».

ومن تجار السوق التقينا السيد "محمد ماهر" الذي قال: «حركة الأسواق جيدة بشكل عام والإقبال في تزايد خلال هذه الفترة حيث يأتيها الناس من مختلف أنحاء المدينة وقراها سعياً لشراء مستلزماتهم المختلفة بمناسبة اقتراب عيد الفطر السعيد فلزيارة الأسواق القديمة نكهة مختلفة وخاصة يحملها الحلبيون في قلوبهم منذ مئات السنين.

في "المْدينة" بإمكان المتسوق والزائر أن يشتري كل ما يرغب به حيث يوجد فيها- كما قيل سابقاً- جميع أنواع البضائع بدءاً من حصيرة القش وحتى اللآلئ، تتميز "المْدينة" بكثرة أسواقها وتخصص كل سوق منها ببيع بضاعة خاصة ففيها "سوق العطارين" و"سوق الصاغة" و"سوق الأقمشة" و"سوق الصابون" و"سوق الحبال" و"سوق العبي" وغيرها».

السيد "عدنان طفة" حلاق في منطقة "باب إنطاكية" قال: «بدأت الأسواق الحلبية هذه الأيام تشهد حركة تجارية كبيرة استعداداً لاستقبال عيد الفطر سواء من خلال مجيء الناس إليها من مختلف الحارات والمناطق أو شحن البضائع إلى مختلف المحافظات السورية وحتى إلى خارج القطر.

إن أسواق المْدينة هي مفخرة للحلبيين فهي شاهد على براعتهم الهندسية وتفوقهم الاقتصادي والتجاري عبر التاريخ وهي اليوم تقدم لهم كل متطلباتهم وحاجياتهم وبأسعار مناسبة ومقبولة ولهذا السبب فإنها دائمة الحركة والنشاط».