بلغت إيرادات قاعة "قلعة حلب" حتى نهاية الشهر العاشر من العام 2010 حوالي 25 مليون ليرة سورية بزيادة بلغت حوالي الخمسة ملايين ليرة عن العام الماضي 2009 وهذه الزيادة سببها التزايد لملحوظ في أعداد السياح الأجانب والعرب القادمين إلى سورية عموماً وإلى "قلعة حلب" على وجه الخصوص التي لها نصيب كبير منهم، إضافة إلى الزوار المحليين سواء من المحافظات أو من "حلب" نفسها.

موقع eAleppo التقى بالمهندسة "ياسمين مستت" مديرة "قلعة حلب" التي أوضحت هذا الموضوع بالأرقام الإحصائية بالقول: «نعم، لقد بلغت إيرادات القلعة خلال العشرة أشهر الماضية من العام الجاري حوالي 25 مليون ليرة سورية وذلك نتيجة الازدياد الواضح في عدد الزوار سواء المحليين أو من السياح العرب والأجانب وبذلك نكون قد حققنا زيادة في نسبتي الزيارات والإيرادات قياساً للسنوات السابقة فمثلاً بلغت إيرادات القلعة خلال العام الماضي حوالي 20 مليون ليرة سورية، وبالتالي فإن 25 مليون ليرة هو رقم جيد جداً خاصّة وأنه ما زال لدينا شهران حتى نهاية العام.

نحن في سورية لدينا حوالي 5000 موقع أثري ويجب الاهتمام بها على أفضل وجه ممكن وذلك لكي لا تكون هذه الزيادة في أعداد السياح الذين يأتون إلى بلدنا /طفرة سياحية/، فالأمر يحتاج تضافر الجهود وتكاتفها في مجال الاهتمام بهذه المواقع وتأهيلها وتوظيفها سياحياً والعناية بها كي تسهم بدورها المطلوب منها في دعم عملية الصناعة السياحية في سورية

وإذا تحدثنا عن الإيرادات والزوار بلغة الأرقام نجد ما يلي: بلغ عدد السوريين الذين زاروا القلعة خلال هذه الفترة 335932 زائراً وبلغ عدد السياح العرب 44407 سائحاً بينما بلغ عدد السياح الأجانب من مختلف دول العالم 120492 سائحاً بإجمالي كلي لعدد الزوار الذي بلغ 500831 زائراً ما بين محلي وخارجي

المهندسة ياسمين مستت -مديرة قلعة حلب

وأعلى نسبة زيارات للسوريين بلغ 69004 خلال شهر نيسان أما أعلى نسبة زيارات للعرب فكانت في شهر تشرين الأول المنصرم حيث بلغ 6673 زائراً وبالنسبة للسياح الأجانب فقد كانت أعلى نسبة زيارات لهم خلال شهر نيسان حيث بلغت 27674 سائحاً، بينما بلغ أعلى عدد زيارات للقلعة بشكل عام في شهر نيسان بعدد الدخولات والتي بلغت 101580 زائراً».

وحول أسباب ارتفاع عدد السياح في سورية برأيها قالت السيدة "مستت": «إنّ موضوع ازدياد عدد السياح القادمين إلى سورية بشكل عام له علاقة بانفتاح سورية على العالم وخاصة الدول المجاورة فالعلاقات السياسية بين الدول تلعب دوراً مهماً في تنشيط الصناعة السياحية، إضافة إلى ذلك هناك الاهتمام الإعلامي والدعائي بموضوع السياحة في سورية عموماً حيث نرى يومياً في أجهزة إعلامنا وخاصة الفضائية منها برامج سياحية وتعريفية متنوعة بالمواقع السياحية والأثرية العريقة في سورية ومنها بطبيعة الحال "قلعة حلب".

ومن الأسباب الأخرى هو زيادة وعي الناس في تعاملهم مع السياح وإرشادهم للمناطق الأثرية والسياحية مما يترك أثراً طيباً في نفوسهم وبالتالي يكررون زياراتهم مستقبلا أو يتحدثون عن سورية بمواقعها ومناطقها الجميلة وعن طيبة شعبها وكرمهم لأصدقائهم في الخارج ويشجعونهم بذلك على المجيء إلى سورية، وكذلك هناك موضوع دعم القطاع السياحي وتوفر المنشآت والخدمات الضرورية لقيام صناعة سياحية في بلدنا من فنادق بمختلف الدرجات ووسائل النقل الحديثة مع وجود المواقع التاريخية والسياحية في مختلف المناطق السورية».

وبالنسبة لازدياد عدد زوار "قلعة حلب" تحديداً قالت: «لقد قمنا بفتح قطاعات جديدة في وجه السياح وقد كانت هذه القطاعات مغلقة سابقاً فمثلاً كان مفتاح الحمام الملكي في القلعة مع شخص /موظف/ ويبقى معه والحمام مغلق وغير مفتوح ولكن منذ حوالي السنتين والنصف قمنا بفتح الحمام أمام السياح ليتسنى لهم رؤية أكبر قدر ممكن من المواقع في القلعة إضافة إلى فتح العديد من المواقع وتأهيلها سياحياً إلى جانب وجود المتحف والكافتريا في الثكنة العثمانية التي تقدم أفضل الخدمات للسياح، يضاف إلى ذلك سهولة الحركة والتنقل من وإلى القلعة وهذا أمر مهم للغاية، وغير ذلك من الخدمات المتنوعة التي نقدمها للزوار».

وعن اقتراحاتها المستقبلية لتكون القلعة في أتم الاستعداد لاستقبال الزوار قالت: «أولاً أرى بأنه يجب الاهتمام بموضوع نظافة الموقع وهذا أمر مهم لأن هذا الموقع الذي يعد من أهم المواقع التاريخية في سورية وأكثرها جذباً للسياح يستحق الاهتمام به في هذا المجال بشكل كبير جداً، وهناك موضوع آخر لا يقل أهمية عن موضوع النظافة وهو ضرورة تنفيذ المشروع المتعلق بوضع الشروحات المناسبة أمام كل موقع داخل القلعة لأنه من المهم أن يدخل السائح للقلعة وهو بدون دليل سياحي ويستطيع الاستعانة بهذه الشروحات بغية التعرف على جميع المواقع بالقلعة وتواريخها وغير ذلك.

كما أقترح زيادة عدد الحراس في القلعة مع تدريبهم تدريباً خاصاً ليستطيعوا التعامل بشكل جيد مع المواقع التاريخية ومع السياح، ويجب أن يكون هناك أدلاء سياحيين ضمن القلعة نفسها، وكذلك الاستمرار في عمليات الترميم للمحافظة على الموقع وحمايته من الانهيار فمنذ أكثر من سنتين ونصف لا توجد في القلعة أية عملية ترميمية وأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تهدم بعض الأماكن التي تحتاج لعمليات ترميم، طبعاً الأمر يعود إلى عدم وجود مخصصات تعود إلى عمليات الترميم في القلعة فجميع إيرادات القلعة كما تعرفون تذهب إلى خزينة الدولة و لا يعود شيء منه لصالح الموقع».

وأخيراً قالت السيدة مديرة "قلعة حلب": «نحن في سورية لدينا حوالي 5000 موقع أثري ويجب الاهتمام بها على أفضل وجه ممكن وذلك لكي لا تكون هذه الزيادة في أعداد السياح الذين يأتون إلى بلدنا /طفرة سياحية/، فالأمر يحتاج تضافر الجهود وتكاتفها في مجال الاهتمام بهذه المواقع وتأهيلها وتوظيفها سياحياً والعناية بها كي تسهم بدورها المطلوب منها في دعم عملية الصناعة السياحية في سورية».