«"الكاراتيه" أسست لوجودي مكانة مجتمعية، وعززت في نفسي الشعور الإنساني نحو الآخر ونحو طالبي الذي أعنى بتربيته كابن لي، وأحرص عليه في أن يتعلم كل ما علمته عن مبادئها النبيلة في تهذيب النفس وتعويد الجسد القوة والاحتمال».

هذا ما بدأه المدرب الخبير "وليد ويس" في حديثه لموقع edamascus حول سمات "الكاراتيه" والتأثير الحيوي الذي تحدثه على الجسد خلال لقائنا به بتاريخ 3/11/2009 في نادي

تحمل ذاكرتي مشاهد متنوعة رأيتها خلال زياراتي خارجاً، ولعلّ أميزها مدرج الإستاد الرياضي في "الأردن" الذي يفرد ويطوى بشكل إلكتروني

"النضال الرياضي ـ دمشق"

وأضاف: «إن رياضة "الكاراتيه" القتال باليد المجردة من السلاح علمٌ ثمينٌ استخلص من التأمل التجاوزي للمكان وفهم لغة الروح والجسد، بل إنها فن قتالي عظيم يقوم في جوهره التأملي على استشفاف الجمال من الطيبعة والانسجام الروحي معها، ويرتكز في أسلوبه الحسي على الصبر والجرأة والذكاء وقهر الغضب الخاطئ أي العمل بحكمة التصرف والحزم عندما يتطلب الأمر، وفي جانبها الحركي تقوم على الاتزان النفسي والذهني والجسدي من خلال التركيز على فهم الحركة القتالية والغاية من تنفيذها والعمل على تعلمها وأدائها مع الوقت بتكيف ومرونة عالية».

هايشو

ذكرى رحلات

المدرب والمربي وليد ويس

زار المدرب "ويس" أكثر من دولة عربية وله في بعضها قول وذكرى، حيث قال: «أول زياراتي كانت في "لبنان" وهناك عملت مدرباً بنادي "النجوم الرياضي" في مدينة "زحلة" وتقدمت لنيل الشهادات في فنون قتالية مارستها، مثل: "الكونغ فو" و"الكيك بوكسينغ" و"التايكواندو" إضافة إلى تدريب وتحكيم تلك الرياضات، وبقيت هناك حتى /6/ أعوام، الزيارة الثانية كانت في "مصر" وقد خضعت إلى دورات تحكيم في "الكاراتيه" المصرية، من ثم سافرت في زيارتي الثالثة إلى "الأردن" وخضعت إلى دورات تحكيم جديدة… وهكذا حتى نلت لقب "حكم دولي" وقمت بتحكيم بطولة أقيمت هناك، حيث تمّ تعديل قانون التحكيم كاملاً واتبعت دورات التعديل التي أحدثت، وبعد عودتي إلى "سورية" نشرت المبادئ الجديدة في التحكيم عبر الدورات التي أقامها الاتحاد الرياضي أثناء بطولات الجمهورية».

وأضاف: «على مر /20/ عاماًَ قدِمَت إلي دعوات عديدة من أجل الخبرة والعمل خارجاً، منها دعوة إلى مدرسة "الشوتوكان" في "اليابان" من الخبير العالمي "مامورو ميوَّ" عام /1988/ ودعوى إلى "إسبانيا" من الخبير الإسباني "أوليفا"، ودعوى إلى "إيران" من أجل إتباع دورات تدريبية في الكاتا والقتال ودعوة أخرى إلى "تركيا" وبعض دول في الخليج العربي… إلا أن محبتي وولائي لوطني منعاني من الهجرة، وفضلت البقاء لأمنح خبرتي ومعرفتي».

كاكاتو

وقال المدرب "ويس" حول واحد من المشاهد التي استأثرت اهتمامه في الدول التي زارها: «تحمل ذاكرتي مشاهد متنوعة رأيتها خلال زياراتي خارجاً، ولعلّ أميزها مدرج الإستاد الرياضي في "الأردن" الذي يفرد ويطوى بشكل إلكتروني».

هوايات أخرى

لا بدّ للرياضي من هوايات أخرى يلجأ إليها بقصد التنويع المعرفي، حول هذا الجانب قال: «أنا من المهتمين بالقراءة والبحث عن المعرفة إلى جانب عملي في التدريب الرياضي وكثيراً ما تشغل اهتمامي الثقافة الرياضية المتنوعة في كل توجهاتها… ولي اهتمام بالغ في الرماية والفروسية، وأقول: الإنسان الحقيقي لا توقفه عثرات صغيرة، والظروف أيّاً كان صعوبتها… عليه مواجهتها والتضحية لأجل موهبته حتى يعلن زمنه انتصاره، وأينما بلغت به زمنه موضعاً مرضياً فذلك من صنع إصراره، وإصراري أوصلني إلى الإنجاز».

وأستذكر المدرب "ويس" خلال حديثه شخصيتين لهما بصمة جميلة في ذاكرته ودور في تطوير هذه الرياضة، حيث قال: «مرت في تاريخي شخصيات عديدة تركت بصمتها في ذاكرتي وخاصة في تطوير ونشر "الكاراتيه" في "سورية"، وأخص منهم الذكر: المدرب الدولي المستشار "محمد وليد منصور" صاحب الفضل الأول في تطوير "الكاراتيه" السورية كاستقدامه لخبرات فنية من اليابان إلينا، والمحامي "محمد أمين خردجي" رئيس الاتحاد العربي السوري "للكاراتيه" كذلك المدرب القدير "بشير حوى" وهو من الخبراء المؤسسين لهذه الرياضة».

وفي لمحة عن راهن "الكاراتيه" في "سورية"، قال: «في السابق وبالتحديد فترة السبعينات والثمانينات انطلقت رياضة "الكاراتيه" في سورية بقوة وتميز وبات لها روادها محلياً وعالمياً، وذلك على خلاف التراجع الذي تشهده الآن، ولكن بوسعنا التغيير وإعادتها للمكانة التي حظيت بها سابقاً».

خبرة وكفاءة

وفي نهاية الحوار كان للمدرب السوري "بشير حوى" الحاصل على حزام أسود /7/ دان من الاتحاد الدولي، والحكم الدولي "للكاراتيه" من الدرجة الأولى، والمدرب لمنتخب نادي "الجيش" السوري حالياً والمنتخب الوطني رؤية لشخص وأعمال مدربنا، قال فيها: «"وليد ويس" من زملائنا منذ أكثر من /25/ عاماً، وهو من المدربين الأكفاء والقدماء في "سورية" وله فضل كبير في نشر "الكاراتيه" محلياً، ففي السبعينات كلية الشرطة أول من استقدمت خبرات يابانية إلى "دمشق"، وكانت تلك المرحلة ولادة حقيقية "للكاراتيه" التي تناقلتها الأندية وساهم المدربون في نشرها وتطويرها».

وأضاف: «إنه من أولائك الذين يشكلون الجيل الثاني فيها، ويكفي أنه خلال تاريخه الرياضي خرّج لاعبات وصلن إلى الاتحاد الوطني من نادي "النضال" الذي يدرب به منذ زمن بعيد وباعتبار هيئة الشرطة هيئة رسمية انتقلن أولئك اللاعبات إليها حتى يحضين بالدعم والرعاية بالشكل الأمثل.

لقد ساهم المدرب "وليد ويس" بنشر "الكاراتيه" للشابات متبعاً طرقاً معرفية نوعية في التدريس توصل إليها عبر اطلاعه وخبرته وتجاربه، وهناك أسماء كثيرة لفتيات تأسسوا على يديه وتابعوا فيما بعد مع مدربين آخرين… وباتوا على درجة عالية من الخبرة والكفاءة. أما الجانب الإنساني، فهو صاحب أخلاق عالية حرصه على الطالب من أولويات اهتمامه، وأعتقد أنه متابع في نيل الأحزمة ومحافظاً على أداءه الفني في اللعبة».

يذكر أن المدرب "وليد ويس" من مواليد القنيطرة عام /1963/ الحاصل على الحزام الأسود /6/ دان، بدأ رحلته مع رياضة "الكاراتيه" منذ عام /1977/ في "بيت الأولمبيات الرياضي ـ دمشق" تحت إشراف المدرب القدير "شمس الدين صوفاناتي" والمدرب الراحل "كمال توفيق" ثم انتقل بعد ذلك إلى النادي العربي في مخيم "اليرموك" تحت إشراف المدرب "عماد زين العابدين" من ثم انتقل كلاعب ومدرب إلى نادي الطلبة وأندية "دمشق" "المجد" و"النضال".

في العام /1988/ عندما انتقي منتخب "سورية" بإشراف الخبيران اليابانيان "مامورو ميوَّ" و"هيرو كازو كانزاوا" حصل على المركز الأول في "الكاتا" والقتال، وحينها قال له الخبير "ميوّ": "إذا وجد لاعبين مثل "وليد" في المنتخب لسوف نحصل على المركز الأول عالمياً".

وبالنسبة للمناصب التي شغلها… فهو رئيس اللجنة الفنية لرياضة "الكاراتيه" في "دمشق" وأمين سر لجنة حكام "سورية" وأمين سر لجنة مدربي "سورية" بعد أن كان عضواً فيهما، كما أنه رئيس لجنة المسابقات الدولية وعضو بلجنة تحديد وتقييم الخبرات الفنية في هذه الرياضة، وحالياً يعمل مدرباً في نادي "النضال" الرياضي في "دمشق" إلى جانب عمله الوظيفي في وزارة "الاقتصاد". أما المشاركات… فقد كانت على الصعيد المحلي والدولي وحاز في معظمها على المركز الأول.