يكفي البائعين أن يقولوا بأن الكشك الذي لديهم "يبرودي"، حتى يستدل الزبون على جودته العالية ومكوناته المتكاملة، "الكشك اليبرودي" تحول إلى علامة تجارية فارقة في أسواق "دمشق" وبقية المحافظات السورية، وهو ركن أساسي ضمن سفرة العائلة الريفية في "منطقة القلمون".

السيدة "دلال الحاج علي" تتحدث لموقع مدونة وطن eSyria، يوم الإثنين 26/8/2013 عن صناعة الكشك بقولها: «إعداد الكشك لا يتطلب الكثير من المكونات، لكن كلمة السر تكمن في معايير هذه المكونات وخلطها بشكل مناسب، فهي تتكون من "البرغل، اللبن، الملح"، ويبقى سر النكهة المميزة في مدى تشرب البرغل باللبن الذي يفضل أن يكون من الماعز، واتقان العجنة والاعتناء بها خلال عشرين يوماً في موسم الصيف».

الكشك الذي يصنع في منطقة القلمون هو الأفضل دون شك وذلك لعدة أسباب أبرزها الخبرة في صناعة الكشك على بساطته، وهي خبرة متوارثة، والعناية التي توليها ربات المنازل لإعداد الكشك، إضافة إلى جودة لبن الماعز في المنطقة

وتضيف السيدة "دلال" مزيداً من التفاصيل حول كيفية إعداد الكشك في "يبرود": «يتم غسل البرغل جيداً قبل وضعه بالشمس حتى يجف بصورة كاملة، وخلال هذه الفترة نقوم بترويب اللبن حيث يحتاج كل كيلوغرام برغل إلى اربعة كيلوغرامات من اللبن، ويتم مزج اللبن مع البرغل مرتين يومياً على مدى اسبوع كامل، ويتم خلطها مع كميات من الملح حتى تصبح عجيناً، بعدها يتم تقطيع العجنة إلى أجزاء صغيرة وتوضع على أسطح المنازل لتشميسها مع الاعتناء بها وتقليبها لمدة اسبوع، وحين تجف بشكل كامل تفرط جيداً لتصبح أجزاء أصغر، ومن بعدها يتم طحنها وغربلتها لتفريغها من الشوائب، علماً أن هذه الشوائب تباع أيضاً إلى الأفران، وتستخدم في المناقيش الجاهزة».

الكشك اليابس.jpg

"وليد حواش" من أهالي منطقة القلمون في قرية "حوش عرب" يقول: «الكشك الذي يصنع في منطقة القلمون هو الأفضل دون شك وذلك لعدة أسباب أبرزها الخبرة في صناعة الكشك على بساطته، وهي خبرة متوارثة، والعناية التي توليها ربات المنازل لإعداد الكشك، إضافة إلى جودة لبن الماعز في المنطقة».

ويضيف "حواش": «الكشك اليبرودي نال شهرة واسعة في سورية والدول العربية، وذلك لأن المغتربين من أهل المدينة كانوا يحملونه معهم إلى الدول العربية التي يسافرون إليها رغم بعض المخاطر التي تواجههم نتيجة جهل السلطات في مختلف الدول بهذه المادة، وشكوكهم بمحتوياتها».

الكشك بعد طحنه.jpg

وترى السيدة "لبانة حدو" وهي تقوم بصنع الكشك وبيعه للمحلات والعائلات أن «معظم الكمية التي أقوم بإعدادها كل صيف أبيعها للعائلات التي تطلب مني كمية محددة سنوياً، أما التعامل مع التجار فهو صعب من الناحية المادية لأنهم لا يقدرون الجهد الذي نبذله لإنتاج كيلوغرام واحد من الكشك، وما يهمهم تكلفة المكونات التي بنظرهم بسيطة، ولا يعنيهم جودة هذه المكونات وتكاملها، لأن السعر الأقل هو الأفضل بالنسبة لمعظمهم».

يشار إلى أن "الكشك اليبرودي" يعد من أهم مكونات المونة في منطقة القلمون، ويمكن تناوله خلال فصل الشتاء إما مغلياً مع اللحمة المفرومة والبصل، أو في "فطائر" عجين مغمسة بالبندورة والبصل، أو يوضع مع الزيت البلدي على مائدة الفطور.

على الفطائر.jpg

ورغم بساطة مكوناته إلا أن "الكشك" يحمل قيمة غذائية عالية، ويعتبر من المأكولات الخالية من المواد الدهنية، أي إنه يعطي الطاقة من دون أن يتسبب بالسمنة.