يبقى سعيه إلى نشر المعرفة والتّوعية بين أطفالنا وشبابنا الهاجس الأول والأهم لديه، حتى بعد تجاوزه التّسعين من العمر لم يوفر طريقة أو وسيلة في سبيل هذا المسعى، خاض عدة مجالات برع فيها وترك بصمته الخاصة؛ كان أهمها عالم الطيران.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 أيار 2016، الباحث "موفق الخاني" في مقر الجمعية السّوريّة لمكافحة السّل والأمراض التّنفسيّة - مركز "ابن اللبودي"؛ ليحدثنا عن مسيرته الطّويلة، ويقول: «خلال دراستي بمدرسة "التّجهيز" عام 1942م عمل خالي "عاطف المالح" الحاصل على شهادة فرنسية عليا على تشجيعي للالتحاق بمدرسة ميكانيك الطيران، حيث يعمل فيها مدرّساً إضافياً في مدينة "رياق" اللبنانيّة؛ وهي أحد فروع مدرسة "روش فور" الفرنسيّة والمركز الرئيس للطيران بالشرق الأوسط، وبعد عامين تخرجت أنا وستون طالباً من رفاقي السّوريين كميكانيكي طائرات وبدأنا العمل الشّاق الدّقيق في الورشات لدرجة أننا أصبحنا قادرين على فك كافة أجزاء الطّائرة وتجهيزها بالكامل، وفي الوقت الذي بدأ فيه الاحتلال الفرنسي ضرب "البرلمان" السّوري وأتبعه بالقصف الجوي للمدن السّورية تركنا مدينة "الرّياق" في "لبنان" والتحقنا بـ"الدرك" في "سورية" كحال الضّباط السّوريين كافة».

ضمن مدة إدارتي لمؤسسة السينما قمنا بإنشاء استوديوهات تصوير، ومخابر إذاعية، ومعامل تحميض ملونة، بمواصفات فنية حديثة مطلوبة، كما تمكنا من تدريب مجموعة من المصورين والمخرجين والكثير من الكوادر الفنيّة اللازمة

كما حدثنا "موفق" عن تجربته مع دودة القطن، ويقول: «كان لتهديد دودة القطن للمحصول في عام 1951 حافز كبير لتكوين "رفّ جوي" لمكافحة هذه الدودة، ومع حصولي على الموافقات المطلوبة بدأت جولة التّحدي، وبدأت عمليّة البحث اللحوحة والتّجارب الطّويلة والمكثفة إلى أن تحقق النجاح المطلوب وتمكّنا من إنقاذ محصول القطن في "سورية" وتبنّت فيما بعد وزارة الزراعة الموضوع».

الدّكتورة عبير عبيد

وفيما يخص عمل "الخاني" في شركة الطيران السوريّة يقول: «بعد أن توقفت شركة الطيران السّورية الخاصة عن العمل عام 1950 طلبت من وزارة الدّفاع شراء طائراتها واستخدامها كطائرات عسكريّة، وبالفعل تمّ الاستلام من قبل سلاح الطيران وجرى تصفية أمورها الماليّة ووضعت بعهدة سرب طيران أنا قائده، من خلال إجراء دراسة ماليّة دقيقة وتنظيم العمل بالتعاون مع شركات نقل مختصة تمكّنا من تسيير رحلات جوية لنقل الحجاج لأداء مناسك الحج، فكان لنا الرّبح الوفير المشجع على المتابعة وتنظيم خطوط جويّة لباقي الدول العربية، ليستمر عمل شركة الطّيران السّوريّة».

شرح لنا "الخاني" ما تمّ إنجازه في مؤسسة السّينما ويقول: «ضمن مدة إدارتي لمؤسسة السينما قمنا بإنشاء استوديوهات تصوير، ومخابر إذاعية، ومعامل تحميض ملونة، بمواصفات فنية حديثة مطلوبة، كما تمكنا من تدريب مجموعة من المصورين والمخرجين والكثير من الكوادر الفنيّة اللازمة».

أميرة السّوادي

الدّكتورة "عبير عبيد" العاملة في مجال مكافحة التّدخين؛ التي تعرف "الخاني" منذ زمن تقول: «ما زال "الخاني" على الرغم من تقدمه بالسنّ قادراً على العطاء، ومحافظاً على تواصله مع أبحاث العلم وتطوراتها، لديه الأفكار المتميزة وخاصة فيما يتعلق بمرحلة الطفولة، فها هو يصمم لعبة يمكن للطفل تجميعها عبر خطوات ضمّنها عدداً من المعلومات الصّحية، ومجموعة من رسائل التّوعية، معتمداً لفت الانتباه، كما كان لبرنامجه "من الألف إلى الياء" أحد البرامج العلميّة القليلة التي كانت تجمع أغلب أفراد العائلة ولمدة استمرت ثلاثة وأربعين عاماً متواصلة».

"أميرة السّوادي" مديرة مكتب "الخاني" في مركز "ابن اللّبودي" حدثتنا عن بعض أعماله في المركز، وتقول: «عمل "موفق الخاني" بالتعاون مع وزارة التّربيّة على تنظيم رحلات مدرسيّة علميّة تتضمن عرض فيلم علمي متكامل عن مرض السّل بهدف نشر الوعي الصّحي، وكنا نقوم بإجراء صورة صدر شعاعيّة للأطفال، واستطاع المركز من خلال هذا العمل الوصول إلى ما يقارب خمسة عشر طفلاً من مناطق مختلفة».

نشاطات "موفق الخاني" في اليوم العالمي للتدخين

يذكر أن "موفق الخاني" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1923، حاز مجموعة من الجوائز والأوسمة، منها: وسام الاستحقاق السّوري لمشاركته في حرب فلسطين عام 1948، وسام الوحدة عام 1958، وسام شرف ملك كومبوديا عام 1960، كما حصل على دبلوم بول تيساندي الصّادر عن اتحاد الطّيران الرّياضي العالمي.