«كوكبنا جميل، وجميل جداً، وعلينا المحافظة عليه بكل إمكانياتنا، توجّه الصور رسالة توضح كم أن هذا الجمال رقيق، أقل شيء يخربه... من هنا يمكن رؤية ما يدور على الأرض بعين تتعرف على مواطن الجمال فيها وإلى ما تتعرض له هذه الرقة، فالأرض مثل وردة جميلة، اعتن بها تبقى نضرة، اتركها دون عناية، تتلف».

التوقيع: "يان آرتوس برتران"

وجدت فيها نموذجا بيئيا رغم المشكلات التنموية الموجودة

يلخص الكلام السابق الذكر مشروع "الأرض من السماء"، الذي أطلقه الفنان العالمي "برتران" عام /1994/ ، لإجراء دراسة استقصائية عامة عن حالة الأرض في عشية القرن /21/ للحفاظ على الطبيعة والاهتمام بالمواقع الاستثنائية.

من المؤتمر

أمانة احتفالية "دمشق" دعت الفنان "يان" لإطلاق مشروع "دمشق" من السماء على غرار المشاريع التي تمت في مدن مختلفة مثل "لندن" و"القاهرة" و"عمان"....

"عبير حاج إبراهيم" منسقة المشروع حدثتنا عنه:

المصور العالمي برتران

«مشروع الأرض من السماء يركز على الجوانب البيئية والجمالية الموجودة في الطبيعة للعمل على حمايتها وأمانة احتفالية "دمشق" وجهت دعوة للفنان وأمنت له طائرة هليكوبتر وكل مستلزمات التصوير وبدأ رحلته لتصوير سورية من السماء من 20/10 واستمرت 3 أيام واليوم هو مؤتمر لإعلان إطلاق مشروع "دمشق" من السماء».

أعلن المؤتمر الذي أقيم في مقر الأمانة في العفيف في 22/10 الساعة الثامنة والنصف انطلاق المشروع الذي سيستمر في السنوات المقبلة لأن فترة التصوير لم تكن كافية لتغطية كافة المدن والمواقع السورية الجميلة والمهمة، وحضر المؤتمر مع الفنان "برتران" الدكتورة "حنان قصاب حسن" أمين عام احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.

المصور هشام زعويط

حيث أجاب السيد على تساؤلات الصحفيين وأعلن أن صور "دمشق" ستتواجد على الموقع الخاص به بعد عشرة أيام وعند سؤاله عن تجربته في سورية قال:

«وجدت فيها نموذجا بيئيا رغم المشكلات التنموية الموجودة»

وأفصح عن رغبته بالعودة ليتسنى له تصوير بعض المواقع مرة أخرى بأوقات مختلفة وخاصة الجامع الأموي.

سيضم معرض الأرض من السماء 150 صورة من بينها صور لسورية وسيساعد ذلك على انتشار الصور في الأماكن التي سيقام فيها المعرض في جميع أنحاء العالم.

عن الموعد المتوقع للمعرض تقول منسقة المشروع "عبير":

«سيكون المعرض في شوارع "دمشق" ومتاح للجميع ومن المتوقع أن يقوم بآذار 2009 حيث أننا بدأنا التحضير له».

"ياسر الجابي" مهندس معماري ومدرس في كلية الهندسة المعمارية جامعة "دمشق" الذي تواجد بين الحضور يقول عن المشروع: «هذا المشروع مهم بالنسبة لنا كمعماريين على مستوى العمارة والتخطيط يتيح لنا التعرف على المدينة وشكل المدينة وتطور المدينة عبر الصور وبالتالي نأخذ مهنا الخطوط الأفضل في إمكانية توسع هذه المدينة لأنه من السماء يمكن استعراض حجم المدينة بشكل أفضل»

رافق السيد "يان" المصور السوري "هشام زعويط" الذي حدثنا عن تجربته قائلا:

«رغم أنها لم تكن تجربتي الأولى في التصوير من السماء إلا أن هذه المرة مختلفة وخاصة كان دوري المساعدة في وضع خطة الطيران لتحديد الأماكن التي سنغطيها لتحديد المواقع الأجمل في سورية، ولإعطاء الصورة الأجمل عن البلد»

ويتابع: «استمر التصوير /3/ أيام بمعدل /8/ ساعات يوميا شمل معظم المدن السورية مع التركيز الأكبر على "دمشق" القديمة، "بحيرة الجبول" جنوب "حلب" كانت مفاجأة بالنسبة لي وكأني اكتشفها للمرة الأولى من حيث الطيور البرية الموجودة في البحيرة وعددها وجمالها»

يعتبر "يان آرتوس برتران" من أشهر المصورين الفوتوغرافيين في العالم منذ أن أطلق مشروعه "الأرض من السماء". تجول الفنان مع عدسته في سماوات بلدان العالم، وصوّر الأرض كما رآها من الأعلى فجاءت عبر عدسته أشبه باللوحة التشكيلية. لكن هذه الصور ليست مجرد أعمال فوتوغرافية لإبراز جمال المواقع الجغرافية، وإنما هي جزء من رسالة بيئية يحملها الفنان عبر صوره للدفاع عن الأرض وعن الطبيعة.

سيساهم هذا المشروع -حسب ما جاء في الكلمة التعريفية للأمانة العامة عن المشروع- في إيصال رسالة سورية الإنسانية من خلال إضافة مجموعة لقطات من سورية تعكس جمال طبيعتها وغناها وجذورها الضاربة في عمق تاريخ الإنسانية إلى رصيد أعمال المصور العالمي "يان أرتوس بيرتران" التي تجول العالم بأسره من خلال المعارض الدائمة "الأرض من السماء".