افتتح في مركز "سما نت" في مخيم "اليرموك" معرض للتصوير الضوئي بالأسود والأبيض، افتتح المعرض الفنان "عبد المعطي أبو زيد" عضو الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، والمسؤول الثقافي لممثلية منظمة التحرير الفلسطينية، وعدد من الفنانين التشكيليين والمصورين الضوئيين والمهتمين.

موقع eSyria حضر الافتتاح في 25/11/2010 وسجل الوقائع التي كان أولها مع السيد "معتز موعد" منسق المعرض والذي يقول: «معرض "أسود أبيض" هي نشاط لـ"سما نت" فهذا المكان لم نؤسسه ليكون مكاناً تجارياً فقط، بل ليكون فيه حراكٌ ثقافي في "مخيم اليرموك" لأن الكثير من الشباب يودون العمل وتقديم الإبداعات ولكنهم لا يجدون المكان المناسب لذلك.

أعمال "رنا قنطار" والتي وضعت مشهد بناء عمراني حديث ومشهدا للدمار، والذي عبرت فيهما عن الفرق بين صعوبة البناء وسهولة التدمير

لم تكن فكرة معرض "أسود أبيض" عن الصورة أو تقنية الكاميرا أو تقنية اللون نفسه، الفكرة كانت بوجود صور متناقضة يقدمها المصور وفق رؤيته ووعيه وإسقاطاته، بغض النظر إن كان النقيض سلبيا أو إيجابيا، كوجود شوارع مملوءة بالناس والأشياء وشوارع فارغة، هذه التجربة دعونا إليها 14 مصورا بين محترف وهاو، وهي محاولة لأن نعمل تجمعا لتقوية علاقات الناس بعضهم مع بعض، ورؤية تجارب الآخرين وتعلمهم منها وأخذ الخبرات، بعد المعرض نريد عمل جلسة تقيمية بين المشاركين، وهذه الفكرة الأساسية من مشروع أسود أبيض».

من المعرص

وتابع حديثه: «معظم المصورين كنت أعرفهم والباقي دلني عليهم بعض الأصدقاء، وكان العدد أكبر من الذين عرضوا، ولكننا قلصناه بسبب ضيق المساحة في المركز».

أما الآنسة "روان تكريبي" طالبة "سينوغرافيا" شاركت بـ6 صور، فتقول: «الموضوع الذي أخذته الشوارع ذاتها ومن ذات الزوايا ولكنها مرة مليئة بالناس ومرة فارغة، وكذلك السوق أعبر فيها عن الضغط العام الذي نعيشه، كيف يكون الهدوء مساءً وكيف يكون الازدحام صباحاً في مدينة "دمشق" بسبب الكثافة السكانية وحركة الناس».

من المعرض

"حازم أبو عيسى" يقول: «المعرض عبر عن أفكار وليس فقط عن تقنية صورة بواسطة الأبيض والأسود، وهذا ما يميزه، حتى أن العدد كان كبيراً وكان بإمكان كل شخص أن يوجه فكرته من خلال صورتين أو أربعة. كانت المشاركات متفاوتة وهناك من شارك بالحد الأقصى وكان 8 صور».

أما المصور الضوئي "عبود حمام" فتحدث عن مشاركته بالقول: «قدمت صورة الرقص والحركة التي أحاول أن أقول من خلالها عن الفرح والمتعة، وأتى نقيضها لامرأة تحمل الحطب على ظهرها وتسير في طريق وعرة كتعبير عن الشقاء، حاولت أن أناقض بين فرح الحياة وتعبها في مكانين مختلفين».

من المعرض (1).

أما "فادي زعاترة" من زوار المعرض فيقول: « لفت انتباهي أعمال "عبد الناصر الناجي" الذي أخذ لقطتين وهما راقصات على المسرح وصورة أخري لقبور الموتى كنوع من توجيه النظر للحياة والموت في تناقض حاد وقوي».

والشاب "سعيد أبو حسان" تحدث عما لفت اهتمامه أكثر في المعرض: «أعمال "رنا قنطار" والتي وضعت مشهد بناء عمراني حديث ومشهدا للدمار، والذي عبرت فيهما عن الفرق بين صعوبة البناء وسهولة التدمير».

وتابع حديثه: «أما الشاب "رامز منزلاوي" والذي قدم عملين متناقضين وجميلين، صورة الرعد ومشهد لدبكة في لحظة رفع القدم وإنزالها، فكأنه يعبر فيها عن الفرق بين الضوء والصوت على مبدأ (خطوة قدمكم على الأرض هدّارة) وكان نقيضاً جميلاً».

"سعاد حسين علي" تقول: «كان من بين المشاركين"حسن سعود" من العراق وكان تركيزه على الطفولة كون تجربته العراقية شهدت آلاماً كثيرة وكان جل ضحاياها من الأطفال. وكذلك "محمد سعود" من العراق أيضاً والذي تناول موضوعة الانتظار والسفر والرحيل أخذاً النافذة المظلمة والطريق المضيء. "إياد شهابي" تكلم عن النضارة في التفاحة ويقصد بها نضارة الحياة وصورة أخرى لفواكه تالفة. "ولاء طرقجي" قارنت بين الخريف وجفافه وبين الابتسامة، وكان تناقضاً جميلاً، وعملت تناقض عن الخشب والمعدن في الأبواب القديمة».

وتابعت تشرح: «"وسام دواه" قارن بين تمثال جامد وصامت وبين طائرة ورقية تحلق في الجو، وبين باب مقفول بالجنزير وبين طير يقف على شريط كهرباء، بين الشوك والقمح.

"هديل بدوي" عملت تناقض بالإضاءة والألوان، أخذت صورة مدرج والانكسارات الحادة في إضاءته وبين شرارات اللهب المنبعثة من النار، وأخذت معها لقطة الحداثة بزر "الموبايل" الحديث والأنيق، وكيف يتناقض مع البناء الحجري القديم».

"محمد طلوزي" أحد زوار المعرض: «لا تأتي أهمية المعرض فقط من خلال الأعمال التي قدمت فيه، ولكنها بالأساس من نوعية النشاط في مخيم بحاجة لمراكز تدعم وترعى المواهب الشابة، رأينا لوحات رائعة جسدت الواقع الذي نعيشه والتناقض الذي نراه يومياً، والصراعات القائمة في حياتنا، صراع الخير والشر، تحدي الفرح للحزن، الإصرار على الحرية من خلال كسر قيود الأسر، فعزيمة الفلسطينيين على إنهاء الاحتلال لأرضهم والتي تجسدت من خلال اللوحة التي صورت طفلاً يحاول القفز من فوق الأسلاك الشائكة، لم يكن هذا النشاط الأول من نوعه في مركز "سما" وأعتقد أنه لن يكون الأخير، وأرجو أن تستمر هذه الفعاليات في كل المراكز والهيئات ضمن المنطقة».

"عبد الله الخطيب" عامل تطوير الشباب في مخيم "اليرموك" تحدث عن دورهم في تحقيق هذا المعرض، بالقول: «المعرض الأخير أقيم بالتعاون بين الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومركز سما ومشروع دعم الشباب، وهو جزء من منهج العمل الذي نقوم به في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لدعم مبادرات الشباب وتقديم العون اللازم لهم إن كان دعماً مادياً أو معنوياً، لنحفز الشباب الفلسطيني ليكونوا أصحاب مبادرة أكثر ومشاركة أكبر داخل المخيمات والتجمعات التي يسكنون فيها. ومشاركتنا في هذا المعرض كانت مادية من خلال دعمنا المادي للشباب الموجودين، كما شارك ثلاثة شباب من مركزنا في المعرض، شارك في المعرض 14 شابا وشابة فلسطينيين من المخيمات، وكان الفكرة الأولى أن يكون المعرض أبيضاً وأسوداً ويتناول الموضوع ونقيضه من خلال الصور، تجد في المعرض صورة لطائرة ونقيضها السجن، صورة لشوكة ونقيضها القمحة، وهكذا».

والجدير ذكره أن النشاط قد شارك فيه كل من "إياد شهابي، توفيق أبو حامد، حسن السعود، رامز منزلاوي، رنا قنطار، روان التكريتي، عبد الناصر الناجي، سمارة سلام، عبود حمام، فادي خطاب، محمد السعود، وسام دواه، ولاء قطرجي، هديل بدوي". قام برعاية دعم كل من الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، مركز "سما"، مشروع دعم الشباب.