في الصين قالوا : الوردة الشامية تضاهي بل تفوق الورود الصينية عطراً وجمالاً كما قالوا: الوردة الدمشقية أغلى من الذهب وأبقى من النفط ،إنها

معين لا ينضب من المنتجات الطبية ومستحضرات التجميل الطبيعية، وهي ذات ريعية اقتصادية عالية، فإنتاج الدونم الواحد من الورد يعادل إنتاج ثلاثة دونمات من القطن من حيث القيمة المادية.

هذه بعض وليس كل الأسباب التي دفعت الناس بمختلف شرائحهم للإهتمام بالوردة الشامية من جهة، كما دفعت عدد من المهتمين بإقامة محاضرات متعددة في أمكاكن متنوعة للحديث عن فوائد هذه الوردة قيمتها المعنوية والمادة

الأيوبي طهر القدس بماء الورد؟

قرأت في الكتب أن البطل صلاح الدين الأيوبي قد طهر مدينة القدس بماء الورد المصفى حين دخلها محرراً ؟؟، هذا ما قالته الكاتبة والشاعرة منيرة حيدر التي إلتقيناها في المركز الثقافي في المزة، حيث قالت: جبت دول العالم ومدنها، كنت كلما حضرت أو شاركت في منتدى ثقافي في أي بلد اُسأل عن سر شهرة الوردة الشامية، كيف لا- تتابع حيدر- وقد لقبتها الشاعرة الإغريقية سافو بملكة الأزهار، وذكرها الكاتب والشاعر الإنكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله / جميلة كجمال وردة دمشق/،وكتب عنها الشاعر الكبير نزار قباني في مقدمة نثرية لرائعته "القصيدة الدمشقية" / كما وأكد الكثيرون لي ممن التقيتهم في أصقاع الدنيا أنهم شفوا من بعض الأمراض التحسسية بعد استنشاقهم عطر هذه الوردة، وأضافت الكاتبة قائلة: ولمّا كان للوردة الدمشقية شأن عظيم في سفارات الدول الأوروبية، حيث تعتبر القارورة الصغيرة من زيتها هدية قيمة جدا، ناهيك عن أن العديد ممن التقيتهم في الصين الشعبية، ولهم الباع الطويل في العطور والتراث أكدوا لي غير مرة أن الوردة الدمشقية تضاهي ورود الصين بل تفوقها جمالاً وعطراً؟؟ جئت أبحث عن السر في هذه الوردة؟

من الغاب جئت؟

المهندس الزراعي صلاح نصري من منطقة الغاب بمحافظة حماة قال: ذهبت قبل سنتين إلى حلب، وبالتحديد الى منطقة باب النيرب لأطلع على كيفية زراعة ورعاية وقطاف الوردة الشامية، وقمت على إثر الزيارة بزراعة دونمين بشجيرات الوردة، وهذا العام بدأت القطاف، والبداية مبشرة بالخير، وأضاف السيد نصري، كما قمت في العام الماضي بزيارة أحد معامل التقطير في قرية المراح في ريف دمشق لأتعرف على آلية تقطيرها، والحصول على ماء الورد، وها أنا في دمشق لمعرفة المزيد عن أجمل هدية قدمتها دمشق للعالم أجمع الوردة الدمشقية ؟

ثروة وطنية

المهندس محمد الشبعاني رئيس منتجي نباتات الزينة والأزهار والمشاتل، قال لموقع eSyria في لقاء معه: تعتبر الوردة الدمشقية ثروة وطنية فهي أبقى من النفط وأغلى من الذهب؟!، ويكفي أن نشير هنا إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد من زيت الوردة الشامية يصل إلى نحو مليوني ليرة سورية، كما أن إنتاج الدونم الواحد من الورد يعادل بقيمته ثلاث أضعاف ما ينتجه الدونم من القطن، كما أن هذه الزراعة تساعد في امتصاص البطالة لحاجتها الماسة لليد عاملة طيلة فترة القطاف، وفي الصناعات التحويلية المعتمدة عليها / المربيات- ماء ورد- بهارات.../، وفي تسويق المنتجات، وللوردة من خلال منتجاتها فوائد طبية، وخاصة الأمراض التناسلية والبولية، ولها فوائد عطرية، باختصار الوردة الشامية معين لا ينضب من المنتجات.

عودة الى الطبيعة

السيد أحمد الأصفر من شركة «بيو شام» المهتمة بتصنيع مواد التجميل قال إن الطلب على ماء الورد يزداد من أجل عمليات التجميل، وباعتبار أننا شركة تهتم بتحضير المواد الأولية لمنتجات التجميل الطبيعية، بدأنا نعمل على استخراج ماء الورد، ومن ثم الزيت العطري من الوردة الشامية، فقمنا بأخذ عينات من الورود الشامية الموجودة في بلدة عرنة بريف دمشق، وتمكنا في المعمل من استخلاص بعض المنتجات، حيث أن ماء الورد يعتبر خطوة أولى، ثم بدأنا بزراعة شجيرات الوردة الشامية، لتزويد المعمل بالاحتياجات بالإضافة الى ما نتسوقه من الفلاحين والمزارعين المنتجين وبأسعار مجزية.

شجيرة معمرة

الفلاح المنتج أمين البيطار رئيس جمعية منتجي الوردة الشامية قال: الوردة الشامية شجيرة معمرة واسعة التحمل للظروف البيئية، لا تحتاج إلا الى سقاية تكميلية واحدة، وفي أحسن الأحوال الى اثنتين، تجود في المناطق المرتفعة عن سطح البحر، وخاصة تلال المراح/ قلدون/ لذا كان اهتمام سكان هذه القرية بريف دمشق في زراعتها منذ مئات السنين حيث تزرع بعلاً ، وهي الأجود، كما تزرع رياً وتكون أقل جودة، وينتج الدونم الواحد بعد ثلاث سنوات من زراعته نحو خمسمائة كيلو غرام من الورد الطازج، ويمكن بيعه بهذه الحال، أو تجفيفه حيث يباع الكيلو المجفف بخمسمائة ليرة سورية.

ويعدد السيد بيطار منتجاتها ... أزرار يابسة للزهورات- ماء الورد- شراب الورد- مربى الورد- زيت الورد الذي يعادل ثمن الغرام منه ثمن غرام من الذهب.

أخيراً:

والجدير بالذكر أن الوردة الشامية هي الوردة الوطنية للجمهورية العربية السورية، اسمها العلمي "روزا داما سينا"، أخذت اسمها من موطنها الأصلي دمشق / الشام /، وانتقلت زراعتها إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين، ثم إلى أوروبا في العصور الوسطى خلال حروب الفرنجة، وتركزت زراعتها في فرنسا وبلغاريا، كما نقلها الحجاج المسلمين إلى المغرب العربي وتركيا وإيران.