"العود" الآلة الأم التي احتضنت الأفكارالموسيقية الخالدة، فأغنت وأثرت المشهد الموسيقي العربي في كثير من الحقب هذه الآلة مرت على صناعها عقود من الزمن وهي اليوم موضوع مادتنا لذلك أنطلقنا إلى سوق الحرف في قلب دمشق وهناك ألتقينا السيد "انطون طويل" أحد حرفيي صناعة "العود" بتاريخ 24/8/ 2008،الذي حدثنا قائلاً:

«آلة "العود" عمرها أكثر من/2000/ سنة، وجدت عند "السومريين"، وفي كهوف "الفراعنة"، وفي "القوقاز" و"الهند" و"اليونان"، ولكن ليس بالشكل المعروف حالياً، فقد كانت آلة "العود" عبارة عن قطعة من خشب، أما الأوتار فكانت عبارة عن الأمعاء الدقيقة للحيوان وخاصة "الماعز" مصران الحيوان بعد معالجتها"، وللعلم يؤكد السيد"انطون"أن "حلب" كانت تصدر بأوائل الخمسينات/مصران/ "الماعز" إلى "فرنسا" لتصنيع أوتار "العود" بعد معالجتها».

"العود" آلة قديمة جداً، وقد أصبحت بالشكل المعروف لنا جميعاً في عام /1879/ على يدي الأخوين "حنا و عبدو النحات"، وكانا نجاري موبيليا، وهما دمشقيان من حي "القيمرية" و"حنا"هو من ابتدع "العود"، وكان أول "عود" اشتغله عام /1879/ لكن مكان وجوده "العود" مجهول حتى الآن، ويظن أنه في أحد متاحف "تركيا"

وأضاف السيد "طويل": «"العود" آلة قديمة جداً، وقد أصبحت بالشكل المعروف لنا جميعاً في عام /1879/ على يدي الأخوين "حنا و عبدو النحات"، وكانا نجاري موبيليا، وهما دمشقيان من حي "القيمرية" و"حنا"هو من ابتدع "العود"، وكان أول "عود" اشتغله عام /1879/ لكن مكان وجوده "العود" مجهول حتى الآن، ويظن أنه في أحد متاحف "تركيا"».

"انطون طويل"

صناعة "العود":

ونوه السيد"طويل" إلى أن "حنا النحات" كان يصنع "العود" يدوياً، وفي عام /1925/، ومع دخول الكهرباء بدأت الآلة تدخل في بعض مراحل التصنيع، وقال"انطون":« تمر صناعة "العود" الآن بعدة مراحل، ولا يمكن صناعته إلا يدوياً، عكس "الغيتار" و"الكمنجة" اللذين يصنعان آلياً، ويدخل في صناعة "العود" أفضل أنواع الخشب مثل خشب"الجوز"، وخشب "الأبانوس" وخشب"الصندل" وخشب "الورد" لجماليته.

مضيفاً أنه يمكن صناعة "العود" من أي نوع من الخشب، لكن خشب "الجوز" هو الأفضل لجماليته وصلابته، ولـ" العود" خمسة أقسام هي:الظهر،الطاسة،الصدر، الوجه، الزند،امتداد الأوتار ، بيت المفاتيح،بيت الملاوي، والفرس،مربط الأوتار.

صنع بسحر:

ويتابع السيد"انطون": يربط على العود خمسة أوتار، البعض يضيف إليها الوتر السادس ليأخذ منه علامة /الفا/، ويؤخذ من العود سبعة مقامات أساسية:«صبا،نهوند، عجم، بيات، سيكا، حجاز، رصد، وإذا أخذنا من كل مقام الحرف الأول، تتكون معنا عبارة "صنع بسحر" ومن هنا كان "العود" بحق سحر الشرق.

وتطورت آلة "العود" وصناعتها، فانتقلت إلى العراق ومصر والخليج، بمعنى خرج "العود" من دمشق بالشكل الذي نعرفه الآن، ومن هنا جاءت تسمية "العود الدمشقي"، وكان يحوي على /16/ ريشة، وفيما بعد استنبط منه "العود الستاتي" الناعم "عود الثلاثة أرباع"، وقد جاءت تسميته من كون عازف"العود" تقابله ست سيدات بالعزف على"العود".

ويعتقد"انطون" أن صناعة"العود" مطلوبة، ولا يمكن لأي ملحن أو مطرب أن يلحن أغنية إلا على آلة "العود" الذي يصدر عنه /7/مقامات أساسية، و ما يقارب /250/ مقام متفرع عنها، مؤكداً بالوقت نفسه أن لا تأثير على صناعتنا المحلية بهذا المجال من قبل الدول الغربية لأسباب عديدة، أولها وأهمها أن "العود" آلة شرقية بحتة، ولا يوجد اهتمام غربي بها، من حيث المشهد الموسيقي الغربي إلا نادراً.

أسعار:

ويضيف السيد "انطون": صناعة العود تستغرق ما بين /15/يوماً إلى شهر وذلك حسب ما يضاف إليه من "صدف" وغير ذلك من الأشياء الجمالية، ومن هنا جاء تفاوت الأسعار، والتي تتراوح مابين (500) ليرة سورية، وعشرين ألف ليرة سورية، مع العلم أن الصوت الصادر عن الأوتار هو أيضاً من محددات السعر؟

أخيراً:

لابد من الإشارة هنا إلى أن كتب التاريخ ذات العلاقة بالموسيقا تشير إلى أن آلة "العود" وجدت منذ آلاف السنين على الأرض العربية، وهذا ما أثبتته الشواهد والمكتشفات الأثرية الممتدة في كثير من البقاع العربية، وأهم هذه الاكتشافات التي أرخت ظهور هذه الآلة تعود بنا إلى "العصر الأكادي" حوالي /2350-2150/قبل الميلاد، وأقدم ظهور لآلة العود كان في العراق القديم حوالي /1600/ق.م.