في شهر رمضان يكثر تناول الناس للحلويات والسكريات بعد الإفطار، ومن هذه الحلويات "البوظة العربية" التي زاد بيعها في شهر الصوم هذا بسبب حره الذي لم نألفه، فرمضان يأتي /9/ مرات في الصيف بعد /27/ مرة في باقي فصول السنة، وبسبب الحر أصبح تناول "البوظة العربية" واعتبارها من الحلويات المهمة والضرورية بعد الإفطار، فهي مفيدة لكونها مصنوعة من الحليب والقشدة، ومبردة في نفس الوقت.

ولمعرفة المزيد عن "البوظة العربية" وطريقة صنعها زار موقع eSyria أحد محلات البوظة التي ما زالت تصنعها على أصولها، وكان لنا حوار مع السيد "زاهر حيدر" بتاريخ 3/9/2008، إذ حدثنا عن طريقة صناعة البوظة العربية، لكون متجره يعد من المتاجر القليلة الباقية التي تصنع "البوظة العربية" على أصولها، حيث قال: «إلى الآن لا أملك ماكينة خلط حديثة أخلط فيها البوظة، لهذا فأنا أصنع كل إنتاجي من "البوظة العربية" بطريقة "الدق" اليدوية التي تحتاج الوقت الطويل والجهد الكبير في تحضير قوالب "البوظة العربية"، وللعلم فإن الدق اليدوي هو الطريقة الأصيلة والأكثر لذة في صناعة البوظة».

إلى الآن لا أملك ماكينة خلط حديثة أخلط فيها البوظة، لهذا فأنا أصنع كل إنتاجي من "البوظة العربية" بطريقة "الدق" اليدوية التي تحتاج الوقت الطويل والجهد الكبير في تحضير قوالب "البوظة العربية"، وللعلم فإن الدق اليدوي هو الطريقة الأصيلة والأكثر لذة في صناعة البوظة

ثم حدثنا عن طريقة التحضير حيث قال: «أولاً نأتي بالحليب البقري ونغليه مع السكر والسحلب مدة ثلاث ساعات متواصلة، من أجل أن تتماسك المواد مع بعضها بعضاً، مشكلة قطعة واحدة، ومن ثم يتم حفظ الحليب في ثلاجات ذات درجة مرتفعة من البرودة من أجل التماسك أكثر، هذا التبريد يجعل الحليب يتجمع على دائرة فوهة الماكينة، فنقوم "بقحطه"، ليصبح قطعاً كبيرة توضع في قاع الماكينة نفسها لتبدأ مرحلة "الدق العربي"، إلى أن تصبح المواد "روحاً واحدة" متماسكة ليتم بعدها عجنها مع القشطة والفستق الحلبي، ولفها "رولات" جاهزة للبيع».

"زاهر حيدر"

وبالنسبة لصناعة البوظة المشكّل "الفرنجي" أضاف: «تتألف "البوظة المشكلة" من 50% عصير و30% من الحليب المطبوخ المغلي، ومن ثم يضاف بعض الملونات المطابقة للمواصفات الصادرة عن وزارة الصحة والممنوحة من قبلها أصلاً، وبالنسبة لخلط الحليب مع العصير فهو من الضروريات من أجل تماسك العصير وتجانسه بخلطة واحدة، لذلك لا يمكن دق العصير من غير الحليب الذي يعطي الطعم اللذيذ والخاصية الصحيحة للبوظة، وإذا تم تعريض العصير للتبريد من دون خلطه ودقه مع الحليب فسيصبح كتلة من الجليد لا يمكن أكلها، وبعد الدق تخضع "البوظة المشكلة" لنفس طرق "البوظة العربية" في الإعداد لتصبح جاهزة بأنواعها مثل بوظة "الليمون"، و"الشوكولا"، و"المنغا"، و"الفريز"، و"التوت" وغيرها الكثير من الأنواع اللذيذة».

ومن الزبائن كان الشاب "جلال المصري" الذي قال: «عندما كان رمضان يأتي في الشتاء كنا نتناول معظم أنواع الحلويات المصنوعة من "السمنة" والمواد الدسمة الأخرى التي من الممكن أن تضر بصحة الإنسان، وبما أن رمضان أتى في شهر أيلول الحار هذا العام، وجدت أنه من الضروري تناول المرطبات الباردة والحلويات الباردة أيضاً، فكانت "البوظة العربية" أنسب حلويات لنا في هذا الحر، فهي باردة وقليلة الضرر وغير مكلفة مادياً، وتناولها لذيذ وخصوصاً للصغار الذين يفضلونها على باقي الحلويات الأخرى، وأنا لا أتناول البوظة العربية إلا إذا كانت مشغولة على أصولها "بطريقة الدق" دون استخدام آلات الخلط التي تفقدها جانباً من لذتها وعراقتها في التحضير».

"ماكينة الدق"

أما السيد "ربيع شرف" فتحدث عن "البوظة العربية" بقوله: «بالإضافة إلى اللذة في طعمها تتميز "البوظة العربية" بطراوتها وسهولة أكلها خصوصاً للكبار، وبالنسبة لبرودتها، فأنا أشعر بأنها لا تؤذي الأسنان أو "البلعوم" على عكس "البوظة الفرنجية" الباردة إلى درجة مزعجة، وألاحظ الأصالة في طريقة صناعتها فهي صناعة غذائية عربية دمشقية قديمة ولذيذة».