(الهوا رماك يا ناعم )!! عبارة نكاد نسمعها في كل شارع من شوارع "دمشق"، وفي أزقتها وحواريها، نسمعها في ساعات ما قبل الإفطار طيلة أيام شهر رمضان المبارك، و"الناعم" يكاد يكون أهم وأشهر الحلويات التي يتناولها الصائمون في مدينة "دمشق" بعد الإفطار.
موقع "eSyria" وبتاريخ 5/9/2008 حاول رصد هذه الصناعة الشعبية البسيطة "صناعة الخبز الناعم" على جانبي شارع "مخيم اليرموك بدمشق" حيث ينتشر عدد كبير من بائعي "الناعم".
الناعم مميز في رمضان فقط، لأنه ببساطة لا يباع إلا في شهر رمضان، وغالباً نتناوله في السهرة بعد الإفطار بساعة تقريباً للتسلية، وأكل الناعم عادة من عادات أهل الشام، فقد تفتحت عيناي منذ نحو أربعين عاماً وأنا أرى أهلي وأقربائي يشترونه يومياً
السيد "ناظم علاوي" أحد البائعين قال: «نقوم قبل فترة شهر تقريباً من بدء شهر رمضان المبارك بالتحضير لموسم بيع الناعم، حيث نشتري الطحين، ونقوم بعجنه- بعد وضعه في وعاء وسكب الماء فوقه- حتى تصبح العجينة رخوة قليلاً وجاهزة لمدها على قوالب دائرية الشكل، لكن بعد دهنها بالزيت حتى لا تلتصق العجينة بها، ومن ثم نضعها على نار هادئة لتنضج على شكل أرغفة، فنعرضها بعد ذلك لأشعة الشمس حتى تنشف جيداً، ونحتفظ بها في كراتين، وعند حلول شهر رمضان، نأتي بها أو بقسم منها -حسب حركة البيع- ونقوم بقليها في الزيت، وفي الهواء الطلق، وعندما تبرد نرش عليها الدبس السائل الأسود لتحليتها، وإكسابها المنظر الجميل الذي يفتح شهية الصائم، ثم نقوم بتعبئة الناعم في أكياس من النايلون، بمعدل خمسة أرغفة بالكيس الواحد، وبسعر يتراوح بين (50-75) للكيس».
وأضاف السيد "علاوي" لدى سؤاله عن العبارات التي يطلقها الباعة للفت انتباه المارة الراغبين والباحثين عن هذا النوع من الحلويات: «هناك عبارات مختلفة يصيح بها كل بائع وبلحن مميز للإعلان عن بضاعته من "الناعم" منها: (الهوا رماك يا ناعم)، و(رماك وكسر عضامك يا ناعم)، و(كل سنة والحبايب سالمة يا ناعم)، لكن هذه العبارات بدأت بالاختفاء لأسباب عديدة، فغالبية البائعين هذه الأيام من الشباب، وهم على الأغلب لا يعرفون هذه الطقوس المرافقة لعملية البيع، أو أنهم يخجلون من المناداة».
الآنسة "سعاد الحلبي" من "دمشق" قالت: «الناعم مميز في رمضان فقط، لأنه ببساطة لا يباع إلا في شهر رمضان، وغالباً نتناوله في السهرة بعد الإفطار بساعة تقريباً للتسلية، وأكل الناعم عادة من عادات أهل الشام، فقد تفتحت عيناي منذ نحو أربعين عاماً وأنا أرى أهلي وأقربائي يشترونه يومياً».
بقي أن نشير أن "الناعم" طيب المذاق، وكثيرة هي العائلات التي لا تستغني عنه على مائدة الإفطار، وغالباً ما يؤكل بعد الفطور (نقرشة)، ليمد الصائم بشيء من الطاقة بعد فترة طويلة من الامتناع عن الطعام.