عند التجول في "دمشق" القديمة، يدرك المارة عراقة هذه المدينة بما تحويه من آثار ومهن يدوية قديمة يعود أغلبها إلى العهد العثماني، ومن هذه المهن صناعة "الحصائر السليمانية" أي "البسط القديمة" التي تعود لعام 1530م إبان حكم السلطان "سليم القانوني".

موقع eSyria بتاريخ 10/2/2009، التقى الحرفي "محمد خليفة" الذي حدثنا عن "الحصائر" بقوله: «صناعة "الحصائر السليمانية" من أقدم الصناعات الموجودة في "دمشق"، فهي عبارة عن "بسط" تصنع بطريقة يدوية من نبات "البردي" الذي يزرع في محافظة "إدلب"، هذا النبات بعد جنيه يتم قشر الطبقة الخارجية منه لأنها لا تصلح لصناعة "الحصائر"، ونستخدم الطبقة الخارجية في صناعة وجوه "الكراسي" وبعض "السلل" فهي ذات ليونة أكثر من الداخل على عكس "الخيزران" فهو صلب من الخارج ومرن من الداخل، ويعد نبات "البردي" أقل جودة من "الخيزران" لكنه يتميز بدفئه شتاءً وبرودته صيفاً، ومع ذلك فهو غير مرغوب حالاً بسبب ظهور "حصائر البلاستيك" والسجاد القطني، والآن تباع الحصائر لمن يهتم بمسألة التراث فقط، إذ تعتبر من ملحقات الديكور الفخمة في المنازل الكبيرة».

عند قشر نبات "البردي" نشبكه ببعضه مستخدمين خيوطاً من الصوف حصراً، هذه الطريقة (التشبيك) تشبه عملية نسج الصوف اليدوي، لكن دون "سنارة" وتسمى الطريقة "بالجَدْل" أو "التجديل"، وبالنسبة "للمكانس" فيتم تجميع "قش البردي" اللين مع بعضه ثم يربط على شكل حزمة ويقطع لأحجام حسب رغبة الزبون في ذلك

ثم حدثنا عن أنواع "قش البردي" بقوله: «"قش البردي" له نوعان الأول: الصلب الذي يستخدم في صناعة "الحصائر السليمانية" والثاني "طري" أو يسمى "النّي"، ويدخل في صناعة "مكانس" القش القديمة التي لم تعد تستخدم في المنازل، بسبب ظهور "مكانس البلاستيك" و"المكانس الكهربائية"، وتتميز "مكانس القش" بقدرة فائقة على إزالة "الأوساخ" الصغيرة، وتستخدم الآن في تجميع "الموالح" بعد تحميصها لأنها ذات حرارة عالية بعض الشيء، كما تستخدم في تجميع الخردة الحديدة فأعوادها قوية لا تنكسر عند تجميع هذه الخردة».

"الحصائر السليمانية"

وعن طريقة صناعة الحصائر والمكانس أضاف: «عند قشر نبات "البردي" نشبكه ببعضه مستخدمين خيوطاً من الصوف حصراً، هذه الطريقة (التشبيك) تشبه عملية نسج الصوف اليدوي، لكن دون "سنارة" وتسمى الطريقة "بالجَدْل" أو "التجديل"، وبالنسبة "للمكانس" فيتم تجميع "قش البردي" اللين مع بعضه ثم يربط على شكل حزمة ويقطع لأحجام حسب رغبة الزبون في ذلك».

ثم التقينا الفلاح "محمد دحدل" الذي قال: «نشتري "الحصائر السليمانية" من أجل نشر بعض أنواع الخضار والفواكه التي تؤكل مجففة أحياناً، هذا يعود لسبب العزل الذي يتمتع بها "قش البردي" فعملية التنشيف يجب أن لا تؤثر عليها طبيعة الأحوال الجوية وخصوصاً دفئ الأرض (المنشورة عليها الفواكه) أو برودتها، لذلك نفضل شراء الحصائر مع العلم بوجود مواد عازلة في السوق لكنها ذات طبيعة كيمائية إضافة إلى أنها غالية الثمن».

الحرفي "محمد خليفة"

أما السيد "كمال شاكر" صاحب مشتل للورود فقال: «ننشر أعواد "القش اللين" على التربة ونرشها بالماء من أجل الحفاظ على نسبة رطوبة معينة للتربة، فهي تساعد الورود في التفتح وتطيل فترة حياتها في الصيف، أما في فصل الشتاء فتحافظ هذه الأعواد على حرارة المكان دون رشها بالماء طبعاً، وأثبتت التجربة بالنسبة لنا أن القش أكثر فعالية وأقل تكلفة من المواد الكيميائية، فمثلاً عندما ننشر المواد المصنعة كيميائياً على التربة تساعد في الحفاظ على عمر الزهرة، ولكن عند خروج الزهرة أو أي نوع نباتي آخر من المشتل تصبح أسرع عرضة للموت والذبلان».

"مكانس القش"