تعتبر البيوت الدمشقية القديمة معلماً من معالم "دمشق" ومقصداً لكل زائريها، ورغم أن معظم هذه البيوت تحولت إلى مطاعم وأماكن يرتادها السياح، إلا أن صناعة موجوداتها لا تزال قائمة إلى الآن، وخلال جولة لموقعنا في "دمشق" القديمة وفي الشارع المؤدي إلى "مكتب عنبر" تتوزع مجموعة من المحلات والورش الخاصة بمهنة الشرقيات والإكسسوارات التي كانت تزين بيوت "دمشق" القديمة سابقاً.

ويعمل "رضوان نعنوس" مع جل أفراد عائلته في هذه المهنة التي يعرفنا عنها بقوله: «نعمل في مهنة الشرقيات منذ ما يقارب 30 عاماً وهي صناعة ورثناها عن آبائنا ولا زلنا فيها إلى الآن، وتقوم هذه الصناعة على إعادة تصنيع المفروشات والإكسسوارات التي كانت موجودة في بيوت "دمشق القديمة"».

نعمل في مهنة الشرقيات منذ ما يقارب 30 عاماً وهي صناعة ورثناها عن آبائنا ولا زلنا فيها إلى الآن، وتقوم هذه الصناعة على إعادة تصنيع المفروشات والإكسسوارات التي كانت موجودة في بيوت "دمشق القديمة"

أما عن الهدف من إعادة تصنيع هذه الموجودات فقال عنه: «بعد التغيرات العمرانية التي حولت مدينة بيوت "دمشق" إلى علب صغيرة، فإن القطع والمفروشات التي كانت موجودة في بيوت "دمشق القديمة" لم تعد تناسب البيوت الحديثة ولم تعد تتسع لها أصلاً، ومع هجرة سكان البيوت الدمشقية لمنازلهم وبيعهم لموجوداتها، وجدنا أنه من المناسب القيام بإعادة تصنيعها حتى تتلائم مع البيوت الحديثة مع مراعاة لشكلها وعدم إدخال مكونات جديدة عليها».

آل نعنوس والشرقيات

يضم محل السيد "رضوان نعنوس" مجموعة كبيرة من القطع التي تعود لبيوت مختلفة، كما إن تاريخها يعود لفترات بعيدة، وعن بعضها قال "نعنوس": «نشتري غالباً مختلف القطع التي كانت موجودة في البيوت الدمشقية القديمة، وتتنوع هذه القطع بين "الصناديق القديمة، القطع التي كانت تستخدم في جهاز العروس، البيرو، الخزانة"، وبعد إعادة ترميمها وتصنيعها تباع لكل من يريد إكمال زينة بيته حيث تستخدم معظم القطع لديكور مكمل في المنزل، إضافة إلى استخدام بعضها في المسلسلات السورية، كما إن بعض الزبائن من دول الخليج والعالم يشترون هذه القطع لتوضع في بيوتهم كجزء من ديكور المنزل».

أما عن قيمة القطعة والطريقة التي تميزها فقال "نعنوس": «معرفة جودة القطعة وتاريخها يحتاج إلى خبرة طويلة، إضافة إلى ضرورة معرفة المواد التي تتكون منها حتى نتمكن من إعادة ترميمها، وتختلف القطع الموجودة في بيوت "دمشق" وجودتها حسب العائلة التي ملكتها سابقاً، فهذه الطاولة "يشير إلى إحدى الطاولات التي أمامه" تعود إلى صانعها "جورج الكردوس" وهو واحد من تلاميذ "جورج البيطار"، الذي يعتبر من أشهر مصنعي الموزاييك في العالم وهو من أدخل هذه الحرفة إلى سورية».

الموزاييك الدمشقي

ومن ناحية القيمة المعنوية لهذه المهنة فيرى "نعنوس": «أعتقد أن كل من يعمل في مهن تراثية يعتبر سفيراً داخل بلده، والسبب في ذلك أن معظم الزوار والسياح العرب والأجانب يزورون هذه المحلات ويتعرفون من خلالها على الصناعة الدمشقية القديمة التي تعكس تاريخ وحضارة وثقافة بلدنا، كما أننا نصدر الكثير من قطعنا "لدول الخليج وأوروبا وأمريكا"، وبعض هذه القطع معروضة حالياً في متاحف وقصور العالم».

تراث دمشقي عريق