تقتضي الأمانة التاريخية أن نشير إلى فترة مهمة من تاريخ الإذاعة السورية وهي فترة الرعيل الأول الذي أسس إذاعة "دمشق" وجعلها في خدمة القضية الوطنية.

وحرصاً من موقع "eSyria" لإيضاح هذه الفترة التقينا الأديب الباحث "نصر الدين البحرة" الذي قال: «إن الرعيل الأول الذي أسس إذاعة "دمشق" ثلاثة أشخاص هم الأساتذة الأمير "يحيى الشهابي"، و"نشأة التغلبي"، و"بهجة العلبي"».

فإن علاقته بالإذاعة لم تستمر طويلاً، وعندما أنشئت الإذاعة في 4/2/1947 كان "العلبي" بعيداً عنها

ونوه "البحرة" إلى أن: «"الشهابي" نذر حياته كلها للميكرفون، مذيعاً رخيم الصوت.. عذب النبرات وتسلم مناصب عدة فكان كبيراً للمذيعين، ومن ثم مديراً للإذاعة فمديراً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وختم حياته المهنية مفتشاً في وزارة الإعلام».

الامير يحي الشهابي

وتابع "البحرة" قوله: «أما الأستاذ "التغلبي" كان بيننا وبينه صلة قربى وعرفته عن قرب يوم كان رئيس تحرير مجلة "الجندي" في الإذاعة، ولن أنسى تشجيعه لي في مجلة "عصا الجنة" التي أنشأها في الخمسينيات الأولى ثم أتبعها بمجلة "الجامعة"».

أما الثالث الأستاذ "العلبي": «فإن علاقته بالإذاعة لم تستمر طويلاً، وعندما أنشئت الإذاعة في 4/2/1947 كان "العلبي" بعيداً عنها».

استديو اذاعة دمشق

وعند سؤالنا له عن بدايات الإذاعة الأولى تحدث "البحرة" لنا بشجون: «كانت البدايات الأولى في الثلاثينيات أيام الاحتلال الفرنسي لسورية، تشغل مبنى صغيراً في شارع "بغداد" وكانت قدرتها على البث لا تتجاوز محافظة "دمشق"، ثم انتقلت إلى مبنى آخر في ساحة النجمة».

وأضاف "البحرة": «في تلك الأيام كان بيوت قليلة تعد على أصابع اليدين – في حال كثرتها – تلك التي كان الراديو موفوراً فيها، في هذا الحي أو ذاك في "دمشق" والمدن السورية الأخرى، وهكذا فإن مستعمي الإذاعة كانوا يتوجهون إلى بعض تلك البيوت في مناسبات معدودة للاستماع على سبيل المثال أول خميس من أول كل شهر، حيث يستمعون إلى كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" ومتابعة التمثيليات الفكاهية التي كانت تقدمها الفرقة السورية، وكان القصاص الشعبي "حكمت محسن" في ذلك الوقت هو الذي يكتبها، ويتولى إخراجها الفنان الكبير "تيسير السعدي" وبين نجومها "أم كامل" ويؤدي دورها الفنان الراحل "أنور البابا" الذي كان يتقن تقليد صوت المرأة الدمشقية إضافة إلى "ابو فهمي" ويصور شخصيته "فهد كعيكاتي" الذي كان يقدم نموذجاً من الشخصيات الطريفة والبخيلة معاً وبدم بارد».