حبات صفراء اللون تلفت انتباه الناس ويشدهم منظرها إلى طلبها وهي مكدسة فوق بعضها كأنها الجبل الأصفر، تفتح الشهية لأكلها لأنها طيبة ومفيدة ومسلية من الطراز الأول، خصوصاً نداءات الباعة التي تغري الناس بعبارات جميلة ورنانة ومحببة إلى الآذان، فيلبون النداء ويستجيبون للطلب.
يشبهونها تارةً باللوز، وتارةً أخرى بأطيب وألذ من البندق إنها حبات الترمس الأكلة الشعبية التراثية منذ زمن بعيد.
الترمس أكلة شعبية يأكلها الفقير والغني والصغير والكبير وهو محبب للجميع، وأنا أتناوله بين الفترة والأخرى، وفي الكثير من الأحيان نعده في المنزل ونأخذه معنا عندما ننوي القيام بنزهة، فالترمس مادة طيبة مسلية أكثر من غيرها
موقع esyria بتاريخ 11/8/2009، التقى السيد "سمير الحفار" بائع "الترمس" الخام في محله، والذي حدثنا عنه بقوله: «الترمس نبات بقولي، حبته صغيرة الحجم مثل حبة الحمص، يزرع في سهول حوران، وحالياً يستورد من لبنان ومصر، وهو متواجد في الأسواق على نوعين حسب طعمه، الأول ذو الطعم الحلو الذي يصبح جاهزاً للأكل بعد تحليته، ولذلك ننقعه في الماء لعدة أيام مع تغيّر الماء عنه لعدة مرات حتى يذهب عنه الطعم المر، بالإضافة إلى الطريقة السابقة يوجد طريقة أخرى لتحليته، وهي غلي الماء لمدة زمنية تتراوح بين ساعتين إلى ثلاثة ساعات على نار هادئة حتى لا تنفصل قشرته الرقيقة التي تغلف حبة الترمس، عن اللب، أما النوع الثاني فهو الترمس المر الذي يحلى بنفس الطريقة السابقة لكنه يحتاج إلى وقت أكبر سواء لغليه أو لنقعه، ومع هذا يظل محتفظاً بالقليل من المرار».
وعن فوائده أضاف: «يعتبر الترمس مادة غذائية جيدة مثل الفول والحمص، له فوائد كثيرة منها مكافحته للإمساك، ومطهر للأمعاء ومنظف لها، ويعد الترمس المر مفيداً للقلب ولمرضى السكري بعد طحنه جافاً، وهناك من يستعمله في صنع بعض المساحيق التجميلية، لأنه ينعم البشرة وينظفها من الكلف إذا دلكت به».
وعن كيفية تقديمه للزبائن أضاف: «بعد نضجه يعبأ في أكياس نايلون صغيرة، ويضاف إليها القليل من الملح والكمون والسماق والليمون، فيصبح طيباً وشهياً، ويباع جافاً قبل إعداده بحيث يتراوح سعر الكيلو الواحد ما بين 80- 90 ليرة، وبعد نضوجه يزداد حجمه ويصبح جاهزاً للأكل».
السيد "رامي العلي" بائع الترمس الجوال قال: «أكثر الأماكن التي نبيع أمامها الترمس مدارس الأطفال بعد الانصراف لأنهم يحبونه ويرغبونه، وكذلك الحدائق، حيث يتسلى به الناس في جلساتهم ونزهاتهم وهم يتبادلون أطراف الحديث، وأنا اجتذب الناس وأرغبهم في الشراء عند مناداتي على الترمس بعبارات لطيفة ومحببة منها: "أكل العشاق يا ترمس، أطيب من اللوز يا ترمس، مثل البندق يا ترمس"».
السيد "كريم ملص" اشترى الترمس فسألناه عن رأيه به فقال: «الترمس أكلة شعبية يأكلها الفقير والغني والصغير والكبير وهو محبب للجميع، وأنا أتناوله بين الفترة والأخرى، وفي الكثير من الأحيان نعده في المنزل ونأخذه معنا عندما ننوي القيام بنزهة، فالترمس مادة طيبة مسلية أكثر من غيرها».
أما الطفل "أمجد الجباوي" فقال: «في كل يوم وأنا ذاهب إلى المدرسة، أشتري أنا وأصدقائي الترمس، وبسبب العطلة الصيفية الآن لا أشتريه لكونه لا وجود لمن يبيعه بالقرب من منزلي، لذلك قامت والدتي بشرائه لنا وأعداده في المنزل، لكن الترمس الذي يبيعه البائع في الطريق له مذاق مميز لأنهم يكثرون عليه طعم الليمون».