تعد السيدة "هبة زرزور" /ربة منزل/ كل عام، لقدوم شهر "رمضان" بتأمين مستلزمات هذا الشهر من مواد غذائية، وتحضير قائمة بأسماء الوجبات التي تنوي تحضيرها طوال /30/ يوماً، هذه القائمة تقوم على عاملين رئيسيين، هما التنوع والطعم اللذيذ، إذ إن السيدة "زرزور" لا تختلف عن كثير من النساء في اعتبار شهر "رمضان"، شهراً يعبر عن ذوقها وقدرتها على تقديم المائدة الأفضل لعائلتها.

"مائدة الإفطار" التي تقدمها السيدة "هبة" لعائلتها كل ليلة، تتنوع وتحتوي على وجبتين رئيسيتين، وثلاثة أنواع من المقبلات، ولا يغيب عن هذه المائدة اليومية، قائمة أساسية تضم نوعين من المشروبات "الرمضانية" الباردة، وطبق مشكل من "التمر"، والفواكه وعدد من الحلويات الشرقية، بالرغم من كون عائلتها لا تتجاوز خمسة أشخاص - زوجها وأمه وطفلان صغيران-.

في الحقيقة، أعلم أن هذه المائدة أكبر من المطلوب، ولكني لا أستطيع أن استبعد أي من الموجودات، وإلا اعتبرت هذه المائدة "مائدة الإفطار ناقصة"

السيدة "هبة" تعتبر أن ساعات الصوم الطويلة توجب عليها تجهيز هذه المائدة، عدا أن الأعراف الاجتماعية لا ترحم في هذا الشهر، وتضيف: «في الحقيقة، أعلم أن هذه المائدة أكبر من المطلوب، ولكني لا أستطيع أن استبعد أي من الموجودات، وإلا اعتبرت هذه المائدة "مائدة الإفطار ناقصة"».

الدكتورة "رشا حمادة"

لا تتوقف مشكلة "المائدة الرمضانية" على كمية الطعام المهدورة، إذ إن السيدة "سعاد علي ديب" قضت يومين في الفراش، بسبب "اختلاط غذائي" تعرضت له بعد حضور إحدى الدعوات الرمضانية، وعبرت عن ذلك بقولها: «أفطرت في السنة الماضية لمدة يومين، والسبب أني أرغمت على تناول عدة وجبات متتالية، وشربت بعدها كمية كبيرة من المشروبات الرمضانية، وبعدها تناولت كمية من الحلويات الدسمة، فتعرضت فوراً إلى تخمة واختلاط غذائي، استمر ليومين، وأحاول هذا العام أن اعتمد عن "نظام غذائي متوازن"، أحمي به نفسي وعائلتي».

موقع "eSyria" التقى مع الدكتورة "رشا حمادة" مشرفة الصحة والتغذية في موقع "مدونة وطن"، والتي أشارت إلى عدد من الممارسات الخاطئة صحياً يقوم بها الصائمون على "موائد الإفطار"، وبدأت بقولها:

«الفطور الاندفاعي هو من أكثر الأخطاء شيوعاً في شهر "رمضان"، وهو السبب الرئيس "للتخمة" و"زيادة" الوزن، ومن المهم أن يتذكر الصائم قبل الإفطار ألا يندفع في الإقبال على الطعام دون وعي بحيث يتناول كميات كبيرة من الطعام و يملأ معدته بأصناف متعددة من الطعام بدءاً بالمقبلات ثم الطبق الرئيسي ثم الحلويات إنتهاءً بالفواكه مما يرهق المعدة ويسبب عسراً في الهضم ويعطيه الشعور بالثقل والخمول لساعات طويلة ريثما تهضم المعدة هذا الخليط العجبيب، فلا يحصل الصائم على الطاقة إلا متأخراً .

ولكن ليبدأ طعامه "بتمرة" أوشربة ماء ثم بطبق دافئ "كالشوربة" ثم القليل من الطعام ، ثم يمكنه أن يتناول وجبة خفيفة بعد ساعتين ».

السيد "وائل السمكري"

وتضيف "حمادة": «السحور وجبة أساسية في الصيام ويجب عدم إهمالها ،ويجب أن يكون السحور وجبة ذكية تؤدي وظيفتين: أولاهما أن تمد الجسم بالطاقة على مدى اليوم مثل الحبوب الكاملة، "كالخبز الكامل" أو "المعكرونة"، والثانية أن تمنح الصائم الشعور بالشبع "كالبيض" و"البقول" و"المكسرات النيئة" ،و يفضل شرب السوائل التي تخفف العطش مثل "شراب العرقسوس"، والتخفيف من تناول "السكريات" على السحور بكثرة، لأن احتراقها السريع في الجسم يسبب لنا الشعور بالجوع بسرعة».

السيد "فؤاد الحاج" صاحب إحدى المحال التجارية، يشير إلى الأسواق التجارية التي تزدحم قبل وأثناء شهر "رمضان"، ويبدأ بقوله: «يقسم رمضان إلى عدة مواسم، فأسواق المواد الغذائية تزدحم قبل بدأ الشهر الفضيل بأسبوع ويستمر هذا الحال إلى الأسبوع الثاني من "شهر رمضان"، حيث يستقر السوق وينتقل الازدحام إلى "أسواق الملابس" التي تبدأ بالعمل فعلياً بعد انقضاء نصف شهر "رمضان" واقتراب العيد، وبعدها يعود الازدحام إلى أسواق المواد الغذائية، وخاصة تلك المعروفة بتأمين مستلزمات "ضيافة العيد"».

ويضيف "الحاج": «من الطبيعي أن تشتهي العين كل ما تراه بعد يوم طويل من الحرمان، لذلك فإن الاندفاع للتسوق شيء طبيعي في "رمضان"، وارتفاع أسعار الأطعمة شيء لابد منه، وكذلك الازدحام على "مطابخ الحلويات" والإقبال على شرائها بشكل كبير، وهذا – باعتقادي- أحد ضرورات هذا الشهر الكريم».

يلجأ بعض الأشخاص في "شهر رمضان" إلى الالتفاف ومحاربة "مائدة الإفطار" عبر الرياضة، فتجد أن البيوت والنوادي الرياضية تزدحم بالزوار في هذا الشهر، موقع "eSyria" جال في أحد النوادي الرياضية، والتقى مع السيد "وائل السمكري" أحد المدربين الرياضيين، والذي بدأ بقوله: «يتمتع شهر "رمضان" بخصوصية معينة بالنسبة لكثير من الرياضيين، فيعتمدون على نظام غذائي معين حتى يحافظوا على أشكال أجسامهم متناسقة، ولكننا نستقبل كثير من الأشخاص الذين يخافون من زيادة الوزن خلال "شهر رمضان.

أما عن أحسن الأوقات للرياضة، فهي بعد تناول الإفطار بساعتان، حتى تكون المعدة مستعدة للقيام بعمل عضلي جديد، ولا تتأثر بكمية الطعام الموجودة فيها، وكذلك يكون لدى الإنسان طاقة تساعده على القيام بالحركات الرياضية.

وأحب الإشارة أخيراً، إلى أن بعض الأشخاص يحب القيام بالرياضة قبل الإفطار مباشرة، وهذا لا مشكلة به بالنسبة للأشخاص المعتادين على الرياضة طوال السنة وليس للأشخاص غير المستعدين لها، وخاصة أن "شهر رمضان" هذا العام يصادف فصل الصيف».

أما السيد "مروان القاضي" فأشار إلى أنه كل عام يلتزم ببرنامج رياضي، لأن مجرد وجود حصة رياضية بعد الإفطار يجعله يخفف كمية الطعام التي يتناولها، ويضيف: «عندما أتناول كمية كبيرة من الطعام، لا أستطيع أن أقوم بالتمارين الرياضية بشكل مريح، لذا تساعدني هذه الحصة على تنظيم وتخفيف كمية الطعام التي أتناولها».