بعد أكثر من سنة ونصف مرّت على اطلاق مشروع "شغف" في أحد مقاهي أحياء دمشق القديمة، وبعد أن قدّم لجمهوره عدداً من الأسماء الشابة والمحترفة، فأمتع جمهوره، ظهر مشروع "شغف" بحلة جديدة في أول نشاطاته لعام 2010 في مطعم "برجيس" في حيّ "الدقاقين" الأثري.

مدونة وطن eSyria كانت أحد المدعوين لحفل الافتتاح حيث التقت مؤسسي مشروع "شغف":

حالة "شغف" التي كللت بالنجاح، باتت اليوم مشروعاً وحالة يومية مستمرة، نحاول تطويرها ليستفيد منها أكبر عدد من الأدباء الشباب

يقول الإعلامي "محمد عرواني" «أحد أهداف المشروع هو أن نذهب نحن إلى الجمهور لنسمعه بعض التجارب الأدبية الشابّة، ومن الطبيعي أن ينتقل المشروع إلى مكان آخر، حيث نستطيع إيصال صوت هؤلاء الأدباء الشباب إلى قسم إضافي من الجمهور، مع المحافظة على جمهور "شغف" الوفي لأدبائه، ومن هنا جاء اختيارنا مطعم "برجيس" حيث توافقت رؤيتنا هذه مع رؤية إدارة المطعم، فخصصوا لنا مكاناً ليتحول "شغف" إلى حالة ومشروع يومي».

تكريم الكاتب "سحبان السواح"

الممثل "باسل طه" أحد المؤسسين أيضاً «حالة "شغف" التي كللت بالنجاح، باتت اليوم مشروعاً وحالة يومية مستمرة، نحاول تطويرها ليستفيد منها أكبر عدد من الأدباء الشباب».

أما الشريك الجديد في مشروع "شغف" السيد "أنس جنيح" فيقول «سنعمل في الفترات اللاحقة على ترخيص المشروع ليصبح ذو طابع رسمي، وندعو كلّ شاب يرغب في قراءة نتاجه الأدبي إلى زيارتنا في مطعم "برجيس" حيث هناك جمهور بانتظاره».

الفنان "فارس الحلو"

وشهد حفل إطلاق "شغف" يوم الأربعاء الثالث من شهر شباط 2010 في أول أمسياته قراءات لتجارب شعرية لعدد من الأدباء الشباب، نذكر منهم "عابد ملحم"، "أماني منصور"، "حنان سليمان".

وجاء في قصيدة الشاعرة الشابة "حنان سليمان" والتي حملت عنوان "صباح الخير":

الفنان التشكيلي "صفوان داحول"

صارت لي السماء فيك/ قمحة تداعب وحدتي/ حنيناً تنبت نرجساً/ وخنيناً ينبتني/ وللرخام المندّى على قلبي/ توقظ دمشق/ حمائمها احتفالاً/ وتأخذ من جيوبي ألف مفتاحٍ متشابه/ ولو كان التشابه حظي/ لم يكن ليديك معنى/ كل مدني أنكرتني/ ودمشق تعلن بك.

وعن رأيه في ما قدّم من لمحات شابّة، قال الأديب "نور الدين الهاشمي" الذي حضر الحفل «كان هناك اختلاف وتباين في المستوى بين الأدباء الشباب المشاركين، ففي حين لمسنا الفكر في القصيدة الأولى التي قدّمها "محمد عرواني"، لمسنا جملاً تركيبية أيضاً في بعض المشاركات الأخرى، عموماً هو مشروع ذو هدف نبيل أتمنى له كل النجاح وللمشاركين فيه التطور الأدبي»

وقدم في حفل الافتتاح بعض الفواصل الموسيقية والغنائية حيث قدم عازف البزق "شيار كدو" عدداً من المقاطع الموسيقية الإسبانية، وشهد الحفل أيضاً عرض فلم قصير بعنوان "الجنس البشري".

وشهد نهاية الحفل تكريماً لعدد كبير من الأدباء والفنانين السوريين الذين أسهموا في رفد الحراك الثقافي والفني السوري، نذكر منهم الفنان "فارس الحلو"، الكاتب "سحبان السواح"، الأديبة "حسيبة عبد الرحمن"، الكاتبة "روزا الياسين"، الفنان التشكيلي "صفوان داحول".

مدونة وطن تحدثت مع بعض المكرّمين عن رأيهم فيما سمعوه:

الفنان التشكيلي "صفوان داحول" قال «ما زال الطريق طويلا أمام هؤلاء الشبان، لكن ذلك لا يمنع أبداً من الحلم، ورغم كل الحواجز والمصاعب إلا أنه بالصبر والعمل الجاد والمجدّ أنا واثق من أنهم قادرين على تسطير النجاح».

وأضاف «ما شاهدته اليوم كان حلماً بريئاً ذكرني يوم كنت بعمرهم، وحاولت أن أصنع شيئاً حينها ولم أستطع، على أمل أن يستطيع هؤلاء الشبان فعل شيء اليوم، فالبلد التي لديها شباب كهؤلاء هي بلد تنبض بالحياة وهي بلد قادرة على الحياة، وقادرة على العطاء».

الكاتب "سحبان السوّاح" قال «ذكرني هذا المشروع بمحاولاتنا يوم كنا بعمرهم، شباب قادرون على صنع الفرق، أتمنى لهم الانتقال إلى مرحلة متقدمة من الإبداع وصنع الحراك الثقافي».

أما الفنان "فارس الحلو" فقال «كان على القائمين على المشروع الاهتمام أكثر ببعض العناصر، فالشاشة التي عرضت الفلم القصير مثلاً كانت صغيرة ومعلّقة على ارتفاع كبير، كذلك كان عليهم مراعاة مسألة المساحة والصوت، وعموماً هو مشروع شاب نحن نقدّر حسن نواياه، لذلك أدعو القائمين عليه إلى تجاوز المشاكل الفنية والتنظيمية التي حصلت اليوم، ودفع مشروعهم قدماً إلى الأمام، أتمنى لهم النجاح».

الجدير بالذكر أن مشروع "شغف" الثقافي كان قد انطلق في أواخر عام 2008 في مقهى "لاروش" في منطقة "سوق ساروجة" وهو مشروع يهدف إلى إعادة الحراك الثقافي الشاب داخل أحياء دمشق القديمة.