«لا تحلفيني بالشنب... خلي الشوارب على جنب» كلماتٌ من أغنية الفنان "طوني حنا" تعبر عن قسمٍ معظم عند الرجل العربي، وربما أن قصة "شوارب الفوال محمود" في مسلسل "أيام شامية" من أكبر الدلائل على أن الشارب شيءٌ مقدسٌ لدى الرجل.

ولمسك الشارب دلائل عظيمة، فكان الرجال إذا طلبوا من أحدٍ طلاباً وأرادوا منه تلبيته جعلوه يقسم بشاربه عليه، أو يقول أحدهم «إن لم أفعل لك كذا فاحلق شاربي».

كان الشارب في أيام آباءنا وأجدادنا يعني الرجولة، أما الآن فالشارب إن وجد أو حلق فهو للمظهر الجمالي فقط، إلا بعض الشباب الذين يحلقون الشارب لسبب ديني وهو حديث عن النبي "محمد" (ص) "حفو الشارب وأرخو اللحى"، ولم نعد نجد من يعرف معنى القسم بالشارب، ومن ناحيتي فلا أقسم به لأن كلمتي كلمةٌ واحدة تخرج من فمي وليس من شاربي

وما كان يميز شكل الرجل الدمشقي قديماً هو شاربه المفتول، وظهر ذلك في عدة مسلسلاتٍ تتحدث عن دمشق وأحيائها، ولكن من أين أتت هذه العادة؟

تحدث إلينا السيد "معن آق بيق" وهو رجلٌ في الخمسينيات من عمره التقيناه في إحدى المقاهي مجيباً بقوله: «كان السلاطين العثمانيين وولاتهم وجيشهم "الإنكشاري" يتميزون بشاربهم الطويل المفتول، وكانوا يحلفون به إذا طلب منهم زعماء الحارات المدن أو الحارات شيئاً، وينفذون عهدهم إذا أقسموا بشاربهم، إذ كان الشارب يعني العز والفخار بالنسبة لهم، وانتقلت هذه العادة إلى العامة، حتى صرنا نعيب على بعض شباب جيلنا حين نراهم حالقي شاربهم لأننا كنا نراهم على أنهم يتشبهون بالنساء، والرسول العربي الكريم نهى عن ذلك، فصرنا نعرف معنى الشارب ومعنى القسم به الذي توارثناه عن آباءنا وأجدادنا».

فيما تحدث "عروة غنوم" وهو طالبٌ في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية إلينا قائلاً: «كان الشارب في أيام آباءنا وأجدادنا يعني الرجولة، أما الآن فالشارب إن وجد أو حلق فهو للمظهر الجمالي فقط، إلا بعض الشباب الذين يحلقون الشارب لسبب ديني وهو حديث عن النبي "محمد" (ص) "حفو الشارب وأرخو اللحى"، ولم نعد نجد من يعرف معنى القسم بالشارب، ومن ناحيتي فلا أقسم به لأن كلمتي كلمةٌ واحدة تخرج من فمي وليس من شاربي».

وأضاف "نور الشماس" وهو طالبٌ في كلية الطب البشري قسم الجراحة العامة فيقول: «لم يعد للشارب مكانته المقدسة التي كانت عليها، إذ صار الأغلب من الشباب يحلفون بالشارب من أجل التنصل والمراوغة في وعدٍ قد عقده أو مطلبٍ طلب منه، لذلك لست أؤمن الآن بمن يقسم بشاربه إلا ممن عمرهم يزيد عن الأربعين عاماً تقريباً، فهم يعرفون المعنى الحقيقي والمقدس للشارب، علماً أنني كنت أقسم بشاربي وأفي بقسمي ولم أعد كذلك بسبب من نسوا قيمة الشارب الحقيقية».

الجدير بالذكر أن شعرة من "شوارب" الرجل أيام زمان كان قادرة على فعل ما لاتفعله العققود والمستندات هذه الأيام !!!