تنمو في الأرض بدون تدخل الإنسان، وهي مرتبطة بحدوث البرق والمطر في آنٍ معاً، وتعد هذه الحبات من أنواع الخضار، وبسبب طعمها اللذيذ وقلة إنتاجها يترقب الناس موسمها في كل عام لكونها لا تزرع بيد الإنسان بل تعتمد على القدرة الإلهية فهي من أغلى أنواع الخضار على الإطلاق.

وللتعرف على "الكمأة" موقع eSyria بتاريخ 4/5/2009، التقى السيد "عبد الخالق العيوف" صاحب بسطة لبيع "الكمأة" في سوق "الهال" القديم، والذي حدثنا عنها بقوله: «يطلق على هذه الحبة التي تشبه حبة "البطاطا" اسم "الكمأة"، إلا أنها تختلف عنها في عدة أشياء، فالبطاطا تزرع وتروى أما الكمأة فهي تنبت من دون تدخل بشري على الإطلاق، لأنها ربانية الظهور، وتوجد تحت الأرض، وتنبت بعد سقوط الأمطار، كما تزداد كلما ازداد صوت الرعد، ويعزى سبب سعرها المرتفع لكونها لا تظهر إلا مرة واحدة كل عام أي أنها موسمية حيث يتراوح سعرها بين 800- 1200 ل.س، إضافة إلى أنها تحتوي على قيمة غذائية عالية من الفيتامينات والأملاح، ويوجد في سورية عدة أنواع منها: "الكمأة السمرة الحرقة"، والنوع الثاني هو "الزبيدي البيضاء" وهي بحجم التفاح العادي، إذ توجد في مناطق مختلفة في سورية أشهرها "منطقة البوكمال- وبادية تدمر- ومحافظتي دير الزور وحمص– ومنطقة القلمون"، كما يوجد هناك أنواع مستوردة من الدول الأخرى؛ أشهرها تداولاً الكمأة "السمرة" وأكثرها يأتي من دول المغرب العربي وخصوصاً الجزائر».

"الكمأة" ذات مذاق طيب وفريد من نوعه، فهي موسمية حيث تتواجد في أوقات محددة من السنة، إضافة إلى أنها نادرة التواجد على المائدة بسبب ثمنها المرتفع جداً مقارنة مع الدخل العام

وعن النوع الثالث وهو "الخلاسي" أضاف: «هذا النوع لونه يميل للحمرة وهو أطيب من "الزبيدي" عند البعض ومعروف بكثرة في المملكة العربية السعودية، وهناك أنواع أخرى مثل "الجبي" ويميل إلى السواد وصغر الحجم، إضافة إلى نوعٍ آخر يسمى "الهوبر" المعروف بلونه الأسود الغامق وهو يسبق بقية الأنواع في الظهور، وفي حين أن الإقبال عليه قليل».

السيد "عبد الخالق العيوف"

وعن طريقة تحضير "الكمأة" قال: «فغالباً يلجأ البعض إلى طهوها مثل حبة البطاطا من خلال تقطيعها إلى قطع صغيرة ثم إضافة اللحمة المفرومة والبصل إليها، كما يمكن أن تشوى حبات "الكمأة" مع اللحمة والبصل، وتختلف طريقة تحضيرها من دولة إلى أخرى ولكنها بالفعل ذات مذاق لا ينسى».

والتقينا الزبون "رياض المصري" الذي كان يشتري "الكمأة" وقال: «"الكمأة" ذات مذاق طيب وفريد من نوعه، فهي موسمية حيث تتواجد في أوقات محددة من السنة، إضافة إلى أنها نادرة التواجد على المائدة بسبب ثمنها المرتفع جداً مقارنة مع الدخل العام».

عند إخراجها من الأرض

ثم التقينا السيدة "سعاد تميم" التي قالت: «للكمأة" فوائدة غذائية كثيرة، إضافة إلى أنها توصف لعلاج وطهر العين، ففي حديث معروف عن فوائد الكمأة: "الكمأة مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ"، هذا وتتميز قشرة "الكمأة" بأنها مفيدة لإزالة الحروق بعد تجفيف القشرة (الكمأة) لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثم وضعها على الحرق يومياً».

"الكمأة السمرة"