يعتبر كوب الشاي سواء في الصباح أو المساء بمثابة الصديق الذي يلازم معظم الأفراد سواء في الدول المتقدمة أو النامية، الأمر الذي بعث على التساؤل حول فوائد وأضرار هذا المشروب الذي لا يخلو منه بيت أو مكتب أو ورشة عمل، إلا أن للشاي أنواعاً عديدة تختلف بخواصها وفوائدها، منها الشاي الأسود والأخضر.

وحديثاً بدأ الشاي الأبيض يأخذ شهرة أوسع يوماً تلو الآخر، وتمكن من اجتذاب عدد كبير من المهتمين بشؤون الصحة والداعين إلى العودة للمنتجات الطبيعية التي تخضع لأقل ما يمكن من عمليات المعالجة والتصنيع التي قد تضر بصحة الإنسان كثيراً أو قليلاً.

يستعمل الشاي الأبيض خارجياً بغسل الوجه به قبل الخروج حيث الشمس الساطعة الشديدة، مما يحافظ على نقاء البشرة، كما أن كمادات الشاي تخفف كثيراً من آلام الحروق عموماً وخاصة من حروق الشمس

موقع "eSyria" بحث عن مكان الشاي الأبيض وبدأ مع السيدة "سلوى ناصيف" ربة منزل وهي من المهتمين بالنباتات الطبية، وكانت قد اعتمدت الشاي الأبيض قبل أن يذيع صيته في الآونة الأخيرة، وقد أشارت إلى فوائده الطبية بالقول: «أكد لي كثير من خبراء التغذية أفضلية استخدام الشاي الأبيض كبديل للشاي التقليدي، خاصة لتخفيف حالات الأكزيما والطفح الجلدي وذلك بشرب ثلاثة أكواب يومياً، وقد وجدته ذو طعم ومذاق جيد يشبه إلى حد كبير الشاي الأخضر».

الأستاذ أحمد دبو

وعن سبب تجنبها للشاي الأسود واستبدالها الشاي أبيض والأخضر به، توضح السيدة "ناصيف" بالقول: «أتجنب عادة المنبهات، والكافيين وهو المركب المسؤول عن التنبيه موجود في جميع أنواع الشاي، إلا أنه يكون متحدا مع مركب آخر يمنعه من التأثير المنبه في الشاي الأبيض والشاي الأخضر، أما في الشاي الأسود فنتيجة عملية التخمير يتحرر الكافيين مؤثراً على الجهاز العصبي ومسبباً الأرق، كما لابد من التذكير بأن عملية غلي أي من أنواع الشاي تسبب زيادة تحرر الكافيين، فحتى الشاي الأخضر الذي نتناوله بغاية التهدئة قد يتحول عندها إلى منبه قوي».

كما أشارت السيدة "ناصيف" إلى فوائد أخرى للشاي الأبيض تتعدى كونه مشروبا يوميا بقولها: «يستعمل الشاي الأبيض خارجياً بغسل الوجه به قبل الخروج حيث الشمس الساطعة الشديدة، مما يحافظ على نقاء البشرة، كما أن كمادات الشاي تخفف كثيراً من آلام الحروق عموماً وخاصة من حروق الشمس».

السيدة سلوى ناصيف

المهندس "أحمد دبو" أستاذ النباتات الطبية في كلية الزراعة بدمشق تحدث لموقعنا عن سبب تفوق الشاي الأبيض على نظيريه بالقول: «الشاي الأبيض عبارة عن أوراق صغيرة جداً تقطف في مرحلة ما قبل تفتح البراعم مباشرة، ويقطف لمرة واحدة في السنة في فصل الربيع، وذلك خلال /48/ساعة أو أقل من وقت اكتمال نضج البراعم الورقية، وتتميز هذه الأوراق بوجود كمية من الشعيرات الزغبية البيضاء على السطح السفلي لكل وريقة، وهو لا يخضع لأي عملية معالجة بعد القطاف فيبقى لون الشعيرات طاغياً ولهذا السبب أطلقوا عليه اسم الشاي الأبيض.

والميزة الأساسية للشاي الأبيض تكمن في احتوائه على أكبر مقدار ممكن من مضادات الأكسدة والتي عادة ما تتخرب في أنواع الشاي الأخرى، ومنها مركبات "البوليفينول" النشطة التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم والحماية من السرطان، ولدى اختبار الباحثين لقدرة هذا الشاي على مقاومة الخلايا السرطانية وجدوا أن فاعليته كانت أقوى من الشاي الأخضر نظراً لوجود أنواع إضافية من مركبات "البوليفينول" القوية وكميات أكثر من مركبات "ميثلزانثين" كالكافيين وثيوبرومين التي تمنحه صفاته المقاومة للطفرات المسببة للسرطان».

كثيراً ما اعتقد الناس أن الشاي الأخضر والشاي الأسود يحصل عليهما من صنفين مختلفين من نبات الشاي إلا أن الأستاذ "دبو" وضح خلاف ذلك بقوله: «بعكس الشائع بين الناس، فإن الشاي الأسود والأخضر والأبيض جميعها تقطف من نفس الشجيرة، أما الفرق بين أنواع الشاي الثلاثة فيعود إلى طريقة تجفيفها بعد القطاف وعمر الأوراق المقطوفة، فبالنسبة للشاي الأسود تترك الأوراق بعد القطاف لفترة في الهواء العادي في مناشر خاصة حتى تجف قليلاً، ثم تفرك بالأيدي أو آلياً لتكسير الألياف وتحرير أنزيمات الأكسدة، عندها توضع في درجة حرارة /30-35/ درجة مئوية وفي جو رطب، فيحدث التخمر الذي يحول "التانينات" إلى مركبات أخرى منها "الفلوبافين" الذي لا ينحل بالماء وهو الذي يعطي الشاي لونه الأحمر، وبعدها تجفف على حرارة /60/ درجة مئوية ، بينما الشاي الأخضر يجفف مباشرة على حرارة مرتفعة /60/ درجة ودون المرور بالمراحل السابقة، مما يسبب تخريب أنزيمات الأكسدة وبالتالي لا تحدث عملية التخمر، ولهذا السبب الشاي الأخضر أكثر غنى بالفيتامين C فعملية التخمير تخرب هذا الفيتامين،أما الشاي الأبيض ففضلاً عن أن الأوراق تقطف فتية، فهي لا تخضع لعمليات تخمير أو لف أو تبخير بل تجفف تحت أشعة الشمس الطبيعية فقط».