ليست "الفليفلة" فقط لتزيين الأطباق ولا هي مجرد نكهة تُضاف للأطعمة أو ترافقها، بل أكثر من ذلك، يمكن الحصول منها على كمية جيدة من الفيتامينات اليومية، وتحتوي على مكونات مرتبطة بخفض الوزن وتخفيف الالم وفوائد أخرى جمة.
قليلون يعرفون أن "الفليفلة" فاكهة وليست خضاراً، وسواء أكانت حلوة أم حارة، "فالفليفلة" تحتوي على مركبات كيماوية ضوئية متواجدة بشكل طبيعي في النباتات.
"للفليفلة" انواع تختلف باختلاف موسم زراعتها، فهناك النوع الصيفي "البلدي" الذي يزرعه الناس منذ زمن طويل وهو من الخضار المكشوفة، في حين توجد أنواع كثيرة مخصصة للبيوت المحمية والتي تزرع كموسم شتوي وتعطي حتى بداية الصيف
العديد من الكيماويات الضوئية في "الفليفلة" تملك خواصاً مضادة للأكسدة وهذا يعني أنها تُبطل من مفعول الجذور الحرة في الجسم التي تدمر الخلايا لذلك تقوم بمنع أو تخفيف أعراض بعض الأمراض.
تتواجد "الفليفلة" بألوان قوس قزح بما في ذلك الأخضر والأحمر والبرتقالي وحتى البنفسجي والبني والأسود، وكل لون يدل على وجود زمرة معينة من الكيماويات الضوئية.
وللتعرف على أنواع "الفليفلة" المزروعة بشكل كبير في الساحل السوري eSyria التقى السيد "غاندي داغر" الذي يعمل في إحدى الصيدليات الزراعية حيث يقول: «"للفليفلة" انواع تختلف باختلاف موسم زراعتها، فهناك النوع الصيفي "البلدي" الذي يزرعه الناس منذ زمن طويل وهو من الخضار المكشوفة، في حين توجد أنواع كثيرة مخصصة للبيوت المحمية والتي تزرع كموسم شتوي وتعطي حتى بداية الصيف».
ويشير السيد "داغر" إلى أن الأنواع الشتوية عديدة منها "فليفلة طويلة" /15/ سم بنوعيها الحار والحلو، «هي رفيعة كالإصبع وناعمة من الخارج وذات إنتاج غزير، أيضا هناك "الفليفلة المزحلطة" وهي طويلة الشكل /15/سم وأضخم من الطويلة الرفيعة في العرض وسطحها الخارجي غير متناسق، كذلك توجد "الفليفلة المدعبلة" وهي دائرية إلى مستطيلة الشكل، منها ما يزرع مكشوفاً وبعضها الآخر محمي، وتبقى "الفليفلة الكندية" وتسمى بعدة أسماء وهي ضخمة الشكل بالطول والعرض ويذهب قسم كبير منها للتصدير، يضاف إلى هذه الأنواع أنواع أخرى تدخل حديثاً تكون لها بعض الميزات التسويقية أو مقاومة للبرد».
فوائد الفليلفة
سواء أكانت حارة بشكل معتدل أم نارية "فالفليفلة" غنية بالمغذيات وهي أحد أغنى المصادر لفيتامين /A/ الذي يحافظ على الرؤية ويتدبر أمر العدوى وفيتامين /C/ الذي يخفض من خطورة حدوث السرطان ويقي من أعتام عدسة العين، ومقدار فنجان* منها يوميا يعطي 100% من الحاجة اليومية لهما.
تعد الفليفلة مصدراً جيداً للألياف وفيتامين /K/ ومعدني المنغنيز والموليبدينوم**، وهي غنية كثيراً بالكيماويات الضوئية والمغذيات والفيتامينات بشكل عام. ووجود فيتامين /B6/ الهام والحيوي يؤدي دورا هاماً في العديد من العمليات الأساسية في الجسم بما فيها وظائف الدماغ وعمليات المناعة الدفاعية. أما البيتا كاروتين فهو يستطيع القيام بالحماية ضد أنواع معينة من السرطانات مثل سرطان الثدي عند النساء قبل فترة انقطاع الدورة الشهرية والليكوبين الذي يخفف من خطورة الاصابة بسرطان المبيض.
ويعطي مضاد الأكسدة (الكابسايسين) للفليفلة الطعم الحار ويحرق الفم ويجعل العيون تدمع وينتج التعرق ويعطي الشعور بالحرارة، وكلما ازدادت كمية الكابسايسين ازدادت حدة الفليفلة وازداد المفعول المضاد للأكسدة.
وإضافة الفليفلة الخضراء لطعامك اليومي يساعد في حرق الدهون بينما تقوم باقي مكونات الفليفلة بالفائدة وكبح الشهية خلال تناول الوجبة، وكتبت الدكتورة "ميلينا بيريرمور" الأستاذة في إدارة التغذية الصحية في كلية ميروبوليتان في ولاية دينفر الأمريكية في موقع www.webmd.com، «على من يعاني الحرقة أو قرحة المعدة ألا يتناول الفليفلة الحارة، ولكن ليس بالضرورة أن يسبب تناولها الحرقة ولا يزيد من القرحة، بل على العكس قد يساعدك في شفاء القرح لأنه يدمّر البكتيريا المُسببة لها ويحفز إفراز الحموض الطبيعية للمعدة». عند تناول الفليفلة الحارة قد يسبب ذلك حرقة في جهاز الهضم بأكمله ويمكن التخلص من هذه الحرقة بتناول مشتقات الألبان التي تخفف من الأثر الحار، لذلك يضيف الهنود اللبن إلى خلطة البهارات.
الفليفلة السورية
السيد "سميع العلي" واحد من التجار الذين يشترون كميات كبيرة من الفليفلة ويقوم بتوزيعها على المحافظات السورية يقول: «أكثر المحافظات طلبا "للفليفلة" هي "حلب"، بالتالي أنقل يوميا سيارة ملأى إلى هناك، وأكثر الأنواع المطلوبة هي "الفليفلة الحرة" التي تستخدم في المأكولات الحلبية، في حين أن الأنواع الأخرى تذهب إلى السوق الداخلية حسب الطلب»..
ويشير السيد "العلي" إلى أن المصدرين إلى الدول الخارجية يطلبون معايير محددة للثمر، «كالثمار التي تحول لونها إلى الأحمر وهذه سعرها ضعف سعر "الفليفلة" الخضراء، كذلك فإن الحجم له دور في اختيار ما يتم تصديره، إضافة إلى أهم الأنواع التصديرية وهي "المدعبل المستطيل" كبير الحجم، ونحصل في العادة على طلبنا من أنواع "الفليفلة" من سوق "بانياس." وسوق "طرطوس" ومن سوق خضار "حمص"».
وتزرع "الفليفلة" في بداية شهر آب غير أنها تتواجد في السوق السورية تقريباً في كافة فصول السنة ويزداد الطلب على "الفليفلة الخضراء" صيفاً و"الحمراء شتاءً"، حيث تستخدم في عدد من الأكلات السورية والمقبلات ومن أهمها "المكدوس" و"المحمرة"، وتباع بسعر معقول إذ لا تتعدى /70/ ليرة سورية كسعر للكيلو غرام الواحد في أعلى سعر للموسم.
** الموليبدينوم: هو معدن نادر يوجد في الأغذية مثل الحليب والجبن والبقول والمكسرات وبعض الخضار ويخزن في الجسم في الكبد والكلى والغدد والعظام وهو عنصر هام في بعض العمليات الحيوية مثل تفكيك البروتينات وبعض المواد الأخرى.
*** جميع المعلومات العلمية الواردة من موقع www.webmd.com