قد يكون من الطبيعي أن تربي في منزلك حيواناً أليفاً، لكن أن تربي حيوانات مفترسة، فإن ذلك مثار استهجان وغرابة، خاصة إذا كانت هذه الحيوانات ضباعاً وذئاباً ولبوة إضافة إلى الكلاب، لتكون أحد أعضاء أسرتك.

موقع "eDamscous" التقى بتاريخ /10/1/2012/ "حسان شويكاني" الشاب الذي يربي هذه الحيونات المفترسة فتحدث عن ذلك: «تحولت هوايتي من صيد الحيوانات المفترسة إلى تربيتها في مزرعتي بمنطقة "الغزلانية" في "ريف دمشق"، حيث بدأت علاقتي مع هذه الحيوانات من خلال الكلاب التي كانت تمتلكها عائلتي، إلى أن تطورت تلك العلاقة إلى ملاحقة وصيد الذئاب والضباع في الغابات والجبال، وما دفعني لذلك الأساطير الكثيرة التي كنت أسمعها حول الضباع وما تفعله بالإنسان، فأردت أن اختبر ذلك بنفسي عندما سمعت عن وجود مغارة لهذه الحيونات المفترسة، وبالفعل تسللت ليلاً واصطدت الضبعين وأخذت صغارها وبدأت بتربيتها».

أنه أنشأ علاقة حميمة معها، إذ إنه أطلق الذئاب في إحدى الجرود البعيدة، لكنها لاحقته لمسافة طويلة تريد العودة وفاء للعلاقة التي جمعته بها، وهنا ينبغي علينا كبشر نملك سلوكاً إنسانياً حضارياً بعدم إيذاء تلك الحيوانات عند صيدها، خاصة أن هناك من يقوم بحرق إطارات السيارات لخنقها عند محاصرتها في الأوكار أو قتلها بإطلاق النار عليها

وأضاف: «علاقتي مع الضباع جيدة ولم أتعرض لغدر منها طوال السنوات الماضية، إلا أن حادثة بسيطة تعرضت لها عندما كانت إحدى الفضائيات تصور لعبي مع الضباع، فتعرضت "لعضة" بسيطة وليس هجوماً بل هو لعب، ومرد ذلك إلى أننا نظن أن الحيوانات المفترسة متوحشة وهي أيضاً تظن أننا كبشر مفترسين، لكن عندما تطعم هذا الحيوان وتعتني به ينتهي حاجز التوحش بيننا، وبهذه الطريقة أصبحنا أصدقاء».

تدريب الكلاب

وتابع "شويكاني": «أبنائي يمضون وقتاً طويلاً في ملاعبة الضباع، فقد تربوا معاً فكان أولادي ينامون وصغار الضباع إلى جوارهم فنشأت علاقة إلفة ومحبة بينهم وأصبحوا أصدقاء، وأريد أن أشير إلى أن جميع الآباء يخافون على أبنائهم لكنني، لا أخشى على أطفالي من هذه الضباع لأن أبنائي باتوا يعرفون كيف يتعاملون معها، فأولادي يطعمونها لكنني قبل مدة تخلصت من عدة ذئاب عندما أصبحت مصدراً لإزعاج عمال المزرعة، وبالنهاية هذه مهنتي التي أعمل بها فقد بعت أبناء اللبوة والضباع لكني رفضت الكثير من العروض المغرية لبيع اللبوة وزوجي الضباع، لأن مصروفات المزرعة كبيرة، حيث توجد تكاليف تشمل طعاماً خاصاً للحيوانات، والحليب للضباع والأدوية وأدوات التنظيف والتعقيم، فضلاً عن اليد العاملة المدربة على التعامل مع هذه الوحوش الكاسرة، كما أن هذه المهنة مجزية مادياً، خاصة أن أغلب مشتري الحيوانات المفترسة من أصحاب السيركات العالمية والأثرياء من السوريين والخليجيين ممن يحبون اقتناء هذا النوع من الحيوانات».

أما عن ثقته في هذه الحيوانات فأشار "شويكاني" إلى «أنه أنشأ علاقة حميمة معها، إذ إنه أطلق الذئاب في إحدى الجرود البعيدة، لكنها لاحقته لمسافة طويلة تريد العودة وفاء للعلاقة التي جمعته بها، وهنا ينبغي علينا كبشر نملك سلوكاً إنسانياً حضارياً بعدم إيذاء تلك الحيوانات عند صيدها، خاصة أن هناك من يقوم بحرق إطارات السيارات لخنقها عند محاصرتها في الأوكار أو قتلها بإطلاق النار عليها».

"حسان شويكاني"
"شويكاني" وابنته يطعمان الضباع