في عصر المعلوماتية وتطوير الموارد والاستفادة من الخبرات، وجدت شركات صناعة البرمجيات في سورية آلية تمكنها من مواكبة العصر وتطوير الأداء عبر مشاركتها في مشروع تبنته الحكومة السورية ممثلة بوزارة الاتصالات والتقانة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.

المشروع الذي يحمل اسم CMMI مشروع تطوير صناعة البرمجيات انطلق في 2/11/2009 بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة في جمهورية مصر العربية.

من خلال متابعة الجهد الذي بذلته الشركات والوضع الذي وصلت اليه بعد التدريب في المرحلة الأولى نتوقع ان تدخل الشركات الثماني أو على الأقل سبع منها المستوى الثاني

عن فكرة المشروع قال الدكتور "مهيب النقري" عضو مجلس الإدارة في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" مدير المشروع: « تقوم فكرة المشروع على تأهيل الكوادر البشرية العاملة في شركات البرمجيات في سورية، وتدريبها لتطوير طرق وإجراءات العمل لديها، عن طريق تقديم حزمة متكاملة من الاستشارات الخاصة بالمعايير المعتمدة، وإجراءات العمل المقيسة، والدورات التدريبية القادرة على رفع قدرات الأفراد وفرق العمل في مجال هندسة البرمجيات، بما يتوافق مع موارد وإمكانيات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى شهادة الاعتمادية CMMI المستوى الثاني».

الدكتور مهيب النقري

يحمل المشروع في جعبته أهدافاً محددة وواضحة يحدثنا عنها الدكتور "النقري" قائلاً: «يهدف المشروع على المستوى العام إلى دعم وتطوير الشركات المحلية العاملة في مجال صناعة البرمجيات، والارتقاء بمستوى جودة المنتج البرمجي، والذي سينعكس بدوره على رفع قدرة وكفاءة الشركات على المنافسة في الأسواق الخارجية، وزيادة ثقة الجهات المتعاقدة مع الشركات بالمنتجات البرمجية السورية، كما سيعمل المشروع على رفع مستوى كفاءة الموارد البشرية العاملة في مجال صناعة البرمجيات، وتنظرالجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لهذا المشروع أنه البيئة المناسبة لتأهيل الشركات السورية المعنية بصناعة البرمجيات في سورية لتكون شريكاً يمكن الاعتماد عليه للتعاون في المشاريع العالمية».

مشروع تطوير صناعة البرمجيات أنهى حسب تقسم مراحله "المرحلة الأولى" بتاريخ 6/5/2010، وعن هذه المرحلة حدثنا المهندس "وائل عبيد" مدير تنمية تقانة المعلومات في وزارة الاتصالات والتقانة قائلاً: «يتطلب حصول الشركات المستفيدة من المشروع على شهادة الاعتمادة CMMI المستوى الثاني المرور بمرحلة تهيئة، وذلك من خلال إجراء دورات تدريبية للكوادر البشرية في الشركات المحلية المشاركة، ومن ثمّ قيام فريق الخبراء المصريين مع مرافقيهم من الخبراء المحليين بتقديم زيارات استشارية شهرية من أجل تعريف الإجراءات في كل من الشركات المستفيدة، ومن ثمّ متابعة تحقيقها».

المهندس وائل عبيد

ثماني شركات سورية متخصصة في صناعة البرمجيات شاركت في المرحلة الأولى من المشروع ويتطلب انتقالها إلى المرحلة الثانية اتخاذها جملة من الاجراءات وتحقيق معايير يحدثنا عنها المهندس "عبيد" قائلاً: «هناك معايير لتقييم وضع الشركة في نهاية المرحلة الاولى تتلخص في التأكد من ان لديها إجراءات عمل منجزة ولديها الموارد البشرية والمالية والتجهيزات اللازمة لإدارة الإجراءات وسيقرر ذلك طبعاً الخبراء المصريون الذين تابعوا عمل الشركات كما ذكرنا خلال سته أشهر بكل موضوعية، أما الشركات الأخرى التي لم يتم ترشيحها للمستوى الثاني فسيتم منحها فرصة إضافية مدتها ثلاثة أشهر بهدف تحسين مستوى تحقيق الإجراءات لديها».

وأضاف: «من خلال متابعة الجهد الذي بذلته الشركات والوضع الذي وصلت اليه بعد التدريب في المرحلة الأولى نتوقع ان تدخل الشركات الثماني أو على الأقل سبع منها المستوى الثاني».

وفي رده على سؤالنا لماذا تم الاستعانة بوزارة الاتصالات المصرية قال المهندس "عبيد": «يمثل وزراة الاتصالات والتقانة المصرية في المشروع مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC المركز العربي الوحيد المخوّل عالمياً بمنح شهادات الاعتمادية CMMI من قبل معهد هندسة البرمجيات الأمريكي SEI، وبناء على ما سبق تم توقيع الاتفاق مع الوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر».

الجدير ذكره أن يوم السبت 8/5/2010 الساعة الحادية عشرة صباحاً يقام في قاعة المؤتمرات الخاصة بالمؤسسة العامة للاتصالات حفل اختتام المرحلة الأولى من المشروع حيث سيتم إعلان أسماء الشركات المرشحة لللانتقال إلى المستوى الثاني للحصول على شهادة الاعتمادية.