نبض الحب مجسوس، أدرينالين العشق اختار منحى يلفظ شهقاته مع كل لحظة مرت، ذكريات عمرها اللحظي مهما كان قصيراً إلا أن تخليدها سيتم على مراحل يفصل بينها الزمن.

نتحدث الآن عن دراما الحب واستراتيجيات التعاطي الثملة والمازوشية في كثير من الأحيان مع موضوع الحب،طقس خاص يفرض عليك إخراج هذا الطفل الصغير من أعماقك في لحظات الذكرى، ومن ضمن هذه الطقوس كتابة الأسماء بأحرفها الأولى على شجرة احتضنت عشقاً لحظياً خلف ظلال التعب أو أوراقاً مفعمة برائحة الوجوم، أو ربما وشم يتوضع على تفاصيل جسدية، أو ..أو

أعرف أن هذه الصخرة لن تقدم لي الكثير، وأن ما فقدته هو أثمن لكن ربما سأبحث عن راحة مؤقتة

من الممكن أن الكثير منا لا يعطي هذه الطقوس الملحمية كثافتها المركزة، أو لا يؤمن بها بالمطلق، وربما لا تفيد، هذا من وجهة نظر عقلانية، لكن هذه العضلة ذات الفجوات الأربع عندما تفعل فعلها يذهب العقل في إجازة ساعية، ويصبح الجنون عراب الموقف.

طقوس الحب الغريبة

صخرة "اذكريني دائماً" أو صخرة "الانتحار" تربعت في جبل "قاسيون"، واتخذت من الأساطير والخرافات هوية لها،فـ "عبد الناصر اليوسف" أحد سكان المناطق القريبة من الجبل قال لنا بتاريخ 30/4/2009: «أسمع بعض الأساطير التي تقول إن عاشقين دمشقيين كانا يتواعدان منذ القديم في الجبل، وإن العاشق لم يتمكن من خطبة حبيبته، فقام بتسلق الصخرة وكتب عليها عبارة "اذكريني دائماً"، وهناك تتمة للقصة لكني أشك بها أن هذا الشاب قام فيما بعد بإلقاء نفسه من على الصخرة، وهناك روايات كثيرة وكثيرة لكن هذه القصة هي الأكثر انتشاراً ورواجاً».

"أيوب فارس" أحد رواد الصخرة يقول: «أعرف أن هذه الصخرة لن تقدم لي الكثير، وأن ما فقدته هو أثمن لكن ربما سأبحث عن راحة مؤقتة».

لاتخلو من الزوار

عشاق كثر وزوار كثر يصعدون إلى مكان الصخرة إما لزيارتها أو لممارسة الطقوس الخاصة بحفر الأسماء وكتابة الذكرى، في كلا الحالتين تبقى هذه الصخرة بريئة من كل التهم التي أسندت إليها حول الانتحار أو ما شابه إلى أن يثبت العكس، فالقصة الحقيقية ستبقى حبيسة خلف جدران الماضي والذكرى.

صخرة "اذكريني دائماً"