يقال إن أهالي كل منطقة يشبهون بيئتهم، وثقافتهم هي انعكاس لضوء شمسهم وهوائهم، من ذلك لابد لمن يفكر بزيارة بلدة "بقين" أن يستحضر في ذهنه من الدقيقة الأولى أشجار الحور والصفصاف ونهر بردى وعلى رأسهم نبع "بقين" ليكون على يقين مسبق أن ثقافة أهالي هذه المنطقة هي ثقافة العطاء والنقاء اللامتناهي.

موقع "eSyria" بتاريخ 18/8/2009 قام بزيارة إلى "بقين" لتكون الوجهة إلى المركز الثقافي فيها وتسليط بعض الضوء على الوجهة الثقافية لسكان المنطقة، هناك كان لقاؤنا مع السيد "أحمد فارس" مدير المركز الثقافي في "بقين"، وبداية حديثنا معه كانت وصفاً جغرافياً لهذه البقعة البيئية المدهشة: «"بقين" قرية ومصيف عريق من مصايف "ريف دمشق"، عدد سكانها حوالي 1500 نسمة، تتميز بنبعها الشهير "نبع بقين" وبمنتزهها التاريخي الرائع الذي يتربع على النبع ويشرف على مناظر ساحرة، هذه المنطقة تحتل موقعاً استثنائياً في أحضان الطبيعة السورية وذلك في الطريق إلى مدينة ومصيف "الزبداني"، كما تتوسط منطقة مصايف منتشرة في تلك المنطقة».

هذا هو المركز الثقافي بـ"بقين" الذي تأسس عام 1997، وهو عبارة عن شقة سكنية مستأجرة مؤلفة من /4/ غرف بمساحة 120 م2 ، فيها مكتبة منوعة تضم 1500 كتاب إضافة إلى /120/ كتاباً للأطفال، لكن هذا المقر غير مستخدم حالياً بسبب الصيانة التي نجريها تحت إشراف مديرية الثقافة

يتابع "فارس": «تقع بلدة "بقين" على سفوح سلسلة جبلية في الطريق من "دمشق" إلى "الزبداني"، وتتبع إدارياً لمحافظة "ريف دمشق"، يشتهر في المنطقة "نبع بقين" بمياهه الصحية الطبيعية، كما تم إنشاء معمل ومصنع لتعبئة تلك المياه، حيث تستعمل مياه النبع في معالجة بعض الأمراض وتفيد في تفتيت الحصى والرمل، كما في وقاية وسلامة الأسنان، كذلك تستعمل طبياً في تحضير أغذية الأطفال لنقائها وخصائصها الصحية».

أحمد فارس

بعد احتساء فنجان قهوة صباحية من مياه بقينية طازجة اصطحبنا السيد "فارس" في جولة سريعة إلى شوارع البلدة فكانت المطاعم الجميلة والمتواضعة تملأ المكان بشكل لافت ومكثف وعن ذلك حدثنا السيد مدير المركز الثقافي: «سياحياً مصيف "بقين" من المصايف المعروفة ويزوره السيّاح والمصطافون من داخل سورية وخارجها في أشهر الصيف للتمتع بالجو اللطيف البارد المنعش والطبيعة الجميلة، فبوجود نسبة السيّاح والضيوف المرتفعة في المنطقة يكون اعتماد الأهالي في دخلهم من ذلك، فهم يمتلكون مطاعم كبيرة أو شعبية تستقبل السيّاح بأشهى المأكولات السورية المتميزة إضافة إلى الإطلالة الخلابة، كما يستثمر الأهالي هنا ما يمتلكونه من منازل وفيلات للآجار خلال فصلي الصيف والربيع».

عند وصولنا استقبلنا السيد "فارس" في إحدى غرف مبنى البلدية، وخلال جولتنا وجدنا أنفسنا أمام منزل عربي يحمل لافتة "المركز الثقافي العربي" استوقفنا المكان وهنا يتابع "فارس" مشيراً إلى حديقة المنزل: «هذا هو المركز الثقافي بـ"بقين" الذي تأسس عام 1997، وهو عبارة عن شقة سكنية مستأجرة مؤلفة من /4/ غرف بمساحة 120 م2 ، فيها مكتبة منوعة تضم 1500 كتاب إضافة إلى /120/ كتاباً للأطفال، لكن هذا المقر غير مستخدم حالياً بسبب الصيانة التي نجريها تحت إشراف مديرية الثقافة».

بقين

يتابع "فارس"عن المركز والوجهة الثقافية لأبناء المنطقة: «بدأت نشاطات المركز بشكل فعلي خلال عام 2001 فقمنا بوضع الخطط الربعية ومن حينها لابد من أن يكون لدينا خلال كل شهر نشاط واحد على الأقل، حيث نهتم هنا بالمحاضرات الثقافية، الأدبية والسياسية، وأرغب أن أشير إلى جانب مميز وهو أن المهتمين بنشاطات المركز هم من فئة الشباب، والإناث نسبتهم تصل إلى 80% أما الذكور فهم 20% فقط».

يضيف السيد "أحمد فارس" مدير المركز الثقافي في "بقين" خلال عودتنا إلى مبنى البلدية: «سكان المنطقة يهتمون بالمحاضرات بشكل خاص، أما المحاضرون فهم من اتحاد الكتّاب العرب ومن وزارة التربية، إضافة إلى محاضرين محاميين ومهندسين زراعيين من أهالي المنطقة، وللإعلان عن نشاطاتنا نستعين بالإعلانات الطرقية أو الاتصال المباشر مع السكان لنحقق هدفنا في النهاية وهو الوصول إلى حالة ثقافية راقية وناضجة، يكون مركزنا الثقافي منبراً لذلك مستوعباً كل من يرغب أن ينقل علمه وثقافته إلى أهالي هذه المنطقة».

كرم الضيافة