تقع منطقة "برزه" في الركن الشمالي الشرقي لمدينة "دمشق"، وبتعداد سكان يصل حتى 35 ألف نسمة، كما تعد المنطقة من أحياء مدينة "دمشق" الحديثة من حيث الضم وليس الإنشاء، فقد ضُمت في نهاية الخمسينيات، أما تاريخ تأسيسها فيعود إلى العهد الروماني.

موقع "eSyria" جال بتاريخ "1/12/2010" حي "البرزة" للتعرف على تاريخ هذا الحي ونشأته، والتقى السيد "جمال مُطلق"- موظف متقاعد وأحد سكان برزة- والذي قطن الحي منذ /15/ عاماً، وعن الحي تحدث بالقول: «رغم أن برزة تعد اليوم من أحياء دمشق الأساسية، إلا أنها تعد من الأحياء ذات الخصوصية في دمشق، والسبب أن جل سكانها الحاليين جاؤوا إلى "برزة" من أحياء دمشق الأخرى وخاصة من أحياء الصالحية، حيث إنها تعتبر امتدادا لدمشق بالاتجاه الشرقي.

بالإضافة إلى المساكن النظامية، تكثر في "برزه" المساكن العشوائية، كما ويعتبر سوق "المساكن" أحد أشهر الأسواق في "دمشق"، حيث إن شهرته امتدت إلى خارج نطاق "سورية" لتصل إلى منطقة "الخليج العربي" على وجه الخصوص

كما أن "برزة" تعد من الأحياء التي يقصدها الزوار العرب عندما يزورون "دمشق" صيفاً، وما لا يعرفه الكثيرون أن "برزة" كانت عبارة عن قرية صغيرة بعيدة عن دمشق نسبياً قبل عام /1965/، ولكنها بسرعة غدت من أكبر الأحياء، وهي اليوم تضم أربعة أحياء رئيسية».

السيد "عبد الله المغربي" - مختار حي "برزة"

مختار "حي برزة البلد- أحد الأحياء الرئيسية لبرزة-" السيد "عبد الله المغربي" تحدث عن تاريخ "برزة" بالقول: «يقال بأن تأسيس "برزه" يعود إلى عهد الروماني، وهي تمتد على مساحة \5500\ هكتار، ابتداءً من مشفى "ابن النفيس" غرباً حتى مشفى "تشرين العسكري" شرقاً، ومن بلدة "معربا" التي تعتبر الحد الفاصل بين "برزة" ومدينة "التل" شمالاً، وحتى نهر "يزيد" جنوباً والذي يفصل بين بساتين "القابون" وبساتين "برزه"».

أما عن سبب تسميتها بـ"برزه" وأقسامها فيقول المختار "المغربي": «يعود سبب تسميتها إلى كونها منطقة ترتفع وتبرز عن بقية مناطق "دمشق"، و"برزة" من البروز، وتقسم إلى قسمين؛ الأول علوي ويدعى "برزة البلد" والآخر سفلي يدعى "مساكن برزة"، كما تقسم الثانية إلى شارعين رئيسيين هما شارع "بدر" وشارع "أحد"، ويتبع لـ"برزة" ثلاث مناطق هي "حي تشرين"، "عش الورور" و"مُسبق الصنع".

"حي برزة" - الركن الشمالي الشرقي لدمشق - ضمن الدائرة

وتتبع "برزة" إدارياً إلى دائرة خدمات برزة، وتقسم إلى عدد من أحياء، أعرقها "حي برزة البلد"، وحي "مساكن برزة"- الذي يشكل مثلثا زواياه هي "مشفى ابن النفيس ومدرسة الشرطة ومفرق القابون-، وحي "مسبق الصنع"-، وحي "البارك الشرقي"- أو ما يسمى بساتين المهدي-، وحي "البيادر"- أو ما يسمى تجمع مساكن برزة العمالي-".

كما تضم "برزة" بأحيائها عددا من المؤسسات والمباني الحكومية والخاصة كـ"المعهد العالي للبحوث العلمية"، مشفى "ابن النفيس"، مشفى "تشرين العسكري"، و"مشفى حاميش"، كما تضم "برزه" مَزاراً لـ"إبراهيم الخليل"».

تشكل بساتين "برزه" جزءاً كبيراً من رئة دمشق، وتتنوع الزراعات فيها، وعن تلك الزراعات يحدثنا المختار "المغربي" قائلاً: «كانت بساتين "برزه" في القديم تتألف من أشجار "الأرز" التي كانت تغطي معظم المساحات المحيطة بـ"دمشق"، وبسبب اعتماد السكان فيما بعد على الزراعة استُبدلت كلها بأشجار الزيتون مع مرور الوقت، ويقدر عددها اليوم بما يزيد على \50\ ألف شجرة زيتون، وبالإضافة إليها يُزرع اليوم أشجار "المشمش" و"التين" و"الرمان"، وبعض الخضار كـ"البندورة"، "الباذنجان" و"الملوخية"».

وعن أشهر أعلام "برزه" تحدث المختار "المغربي" بالقول: «السيد "أبو محي الدين شعبان" أحد القادة الكبار لـ"الثورة السورية الكبرى" هو واحد من أبنائها بالإضافة إلى العديد من المفكرين ورجال التاريخ، كما يضم حي "برزة" \381\ عائلة، ومن أقدم وأكبر هذه العائلات؛ "كريّم، الترياقي، الحناوي، الشاويش، وهبة، الزهراوي"، وعائلة "المُغربي"، ولكن تعداد سكانه اليوم يصل إلى /35/ ألف نسمة معظمهم من خارج الحي».

أما عن طريقة تخطيط المنازل فيقول السيد "مُطلق": «بالإضافة إلى المساكن النظامية، تكثر في "برزه" المساكن العشوائية، كما ويعتبر سوق "المساكن" أحد أشهر الأسواق في "دمشق"، حيث إن شهرته امتدت إلى خارج نطاق "سورية" لتصل إلى منطقة "الخليج العربي" على وجه الخصوص».

السيد "مطلق" تحدث عن بعض الشخصيات الرياضية التي خرجت من "برزة": «لقد خرج نادي "برزة الرياضي" العديد من الكفاءات الرياضية سواء في الألعاب الفردية كالملاكمة ورفع الأثقال، كالسيد "عبد الله وهبة" الذي حاز لقب "بطل آسيا" في الملاكمة، والألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة».

ينتشر في "برزه" عدد من الجمعيات الخيرية، مثل جمعية "البر والإحسان" التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً، جمعية "التنمية الخيرية"، وجمعية "رعاية الشباب".