يرتبط تاريخها العريق بتاريخ "دمشق"، الكاتدرائيّة "المريميّة" هذه الكنيسة التي تعود إلى القرن الأوّل المسيحيّ، وتعتبر من أقدم كنائس "بلاد الشام" فهي تتساوى من حيث السعة مع كاتدرائيّة القدّيسين "بطرس وبولس" في "انطاكية".

موقع eSyria زار الكاتدرائيّة "المريميّة" وخلال لقائنا أحد المواطنين الساكنين قرب الكاتدرائية السيد "جوني يوحنا" قال: «إن الكاتدرائية من أهم الكنائس التي تمتاز ببنائها المعماري في "دمشق"، كما أنه معلم حضاري وسياحي ديني، يقصده الكثير من الزوار والسيّاح».

إن الكاتدرائية من أهم الكنائس التي تمتاز ببنائها المعماري في "دمشق"، كما أنه معلم حضاري وسياحي ديني، يقصده الكثير من الزوار والسيّاح

كما التقينا الأب "ابراهيم داود" الّذي حدثنا عنها بدءاً من تاريخها قائلاً: «تدعى بكنيسة رقاد "السيّدة العذراء"، وكان أعضاؤها يسمّون "المريميين" نسبةً إليها، حيث بقيت محافظةً على اسمها منذ بداية تأسيسها الّذي يقول البعض أنّه يعود إلى القرن الثّاني الميلادي على أنقاض هيكلٍ وثنيٍّ، إلى أن جعلها المسيحيّون كاتدرائيّة المدينة في ذلك الوقت».

هيكل الكنيسة

وعن أهميتها والتطورات التي مرت على الكاتدرائيّة يقول الأب "ابراهيم": «يعد ثباتها في وجه الأحداث التي مرّت عليها أعجوبةً مقارنةً مع الكنائس والأديرة المسيحيّة التي اندثرت بفعل الإنسان والزمان، حيث تعرضت للتدمير والإحراق عدة مرات، ولكنّها في كل مرةٍ كانت تثبت قوّتها وصمودها أمام هذه الأزمات، ومن هنا تستقي أهميتها الكبيرة عند المسيحيين، إضافةً إلى ترميمها من قبل رعيّتها حتّى أصبحت كاتدرائيّةً رائعةً تحتوي من فنون الزخارف والتصوير الكنسيّ ما يعطيها جمالاً خاصاً يبهر الأفكار ويستوقف الأبصار».

كنيسة "المريميّة" تضم طائفة "الروم الأرثوذكس"، وإلى جانبها توجد البطركيّة بعد أن انتقل مركزها من "انطاكية" إلى "دمشق" في عام 1342، وهي تحتوي على مجموعةٍ من المكاتب والأماكن المخصصة لسكن البطرياك والكهنة في الكنيسة، إضافةً إلى كنيسة القدّيس "يوحنا الدمشقيّ" الّتي تقع بجانب الكاتدرائيّة وتعتبر امتداداً لها.

داخل الكنيسة

أما الصلوات التي تقام في الكنيسة فهي صلاة "الغروب" مساء يوم السبت، وصلاة "القدّاس الإلهي" صباح يومي الجمعة والأحد، إضافةً إلى صلاة الأربعاء.

وعن الأنشطة الاجتماعية التي تتم داخل الكنيسة وخارجها يقول الأب "ابراهيم": «تتألف الكنيسة من عدة فرقٍ منها فرقة "مراسم المريميّة" أو كما يطلق عليها "الكشافة"، وهي تشارك في كثيرٍ من النشاطات الدينيّة داخل الكاتدرائية إلى جانب مشاركتها في مناسبات رسمية تدعى إليها، وأيضاً يوجد لدينا أخويات سيّداتٍ يساهمن بأعمالٍ خيريةٍ ضمن الكنيسة وتحت إشرافها كزيارة المرضى، كما نقيم احتفالاتٍ تنظمها الرعية وندعو إليها كافة الطوائف وتسمى "الكرمس"، إضافةً إلى معارض ميلاديةٍ تتم في قاعة البطركية.

الأب ابراهيم داود

أما بالنسبة للأنشطة الخارجية فلدينا فريق لكرة القدم يشارك في المباريات التي يدعى إليها مع فرق الكنائس الأخرى، ومختلف النشاطات الرياضية داخل الكنيسة، كما أننا نحتفل بالأعياد مع أخويات من كنائس عدّة تدعونا للحضور، وندعوها بدورنا إلى احتفالاتنا ولاسيّما عيد رقاد "السيّدة العذراء" الذي نقيمه في 15 آب».

وكان لنا لقاء مع السيد "جوزيف الياس" الذي يعمل في خدمة الكنيسة حيث قال: «هدمت الكنيسة وأعيد إعمارها سبع مرات تقريباً، ولاسيما بعد أن امتدت إليها حرائق "لبنان" في فترة حرب "الطوشة" التي ذبح على أثرها الكاهن "يوسف الدمشقي"، وتم تطويبه قديساً فيما بعد».

أما عن عمله في البطركية فيقول: «عمل في خدمتها والدي وأنا أعمل مكانه الآن، أهتم بالكنيسة وأستقبل الزوار والسائحين، وأقدم لهم معلومات عن تاريخها وأهميتها، فأنا متفرغٌ للاهتمام بها والمحافظة عليها».

ومن الجدير بالذكر أن كنيسة "المريميّة" تقع في منطقة "دمشق القديمة، باب توما، طالع الفضة"، ويأتيها كثيرٌ من السياح العرب والأجانب، كما أن الأب "ابراهيم داود" هو من مواليد عام 1977، يعمل في الكنيسة سكرتير صاحب الغبطة "اغناطيوس الرابع هزيم".