تحيط بمدينة دمشق مجموعة من المدن والقرى التي كانت تشكل في الماضي تجمعات بشرية منفصلة، ولكنها مع التوسع العمراني لـ"دمشق"، أصبحت تشكل ما يشبه ضواحي سكنية كبيرة مرتبطة بالعاصمة مباشرة بحكم القرب منها، ومع ذلك ظلت هذه المدن محتفظة بعادات اجتماعية ومظاهر عمرانية مميزة.

"eSyria" زار بلدة "معضمية الشام" والتقى السيد "خليل قرقورة" أحد سكان مدينة "المعضمية" والذي تحدث عن البلدة بقوله: «إن "معضمية الشام" تعتبر من البلدات المفضلة عند الكثير من الناس، وذلك نتيجة قربها من مدينة "دمشق"، حيث لا تبعد عنها أكثر من /3/ كم من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة لمحافظة المدينة حتى الآن على طابعها الريفي، الأمر الذي انعكس بدوره على أسعار وأجور المنازل فيها، وهو ما جعلها تلقى إقبالاً سكانياً كبيراً ساهم في نهوض المدينة وتطويرها خدمياً».

تعتبر "معضمية الشام" متوسطة عدد السكان الأصليين حيث يبلغ عدد سكانها /27500/ نسمة، ويقطنها من الوافدين بحدود الـ/40/ ألف نسمة من أغلب المحافظات السورية

تتكئ "معضمية الشام" على سلسلة جبال الحرمون وتمتد في سهل خصب واسع بين "المزة" من الشرق و"داريا" في الجنوب وجبال "عنتر" في الشمال و"جديدة عرطوز" من الغرب، وتقسم إلى أربعة أحياء وهي "الحي الشمالي والشرقي والجنوبي والغربي"، السيد "محمود الجرد" مختار "الحي الغربي" لمدينة المعضمية تحدث بالقول:

السيد "خليل قرقورة"

«تقدر مساحة "معضمية الشام" بـ/35/ كم2، وقد اشتهرت تاريخياً بعدة زراعات كبرى، أشهرها وأكثرها أهمية هي "زراعة الزيتون" الذي يعتبر من أجود أنواع الزيتون على الإطلاق نظراً لقدرته على الاحتفاظ بجودته ورونقه وطعمه سنين طويلة بعد معالجته.

كما اشتهرت في وقت سابق بزراعة "الحبوب" و"اليانسون" الذي كان يزرع على مساحات شاسعة جعلت من "معضمية الشام" أكبر قرية في سورية من ناحية المساحة».

المختار "محمود الجرد"- مختار الحي الغربي للمعضمية

ويضيف "الجرد": «تمتاز بيوت "معضمية الشام " القديمة بالطراز الريفي المصنوع من الطوب الطيني والسقف الخشبي الذي تكسوه الرمال، وكان المنزل مقسماً إلى غرف للنوم والجلوس واسطبلات للحيوانات وعرف لحفظ الأغذية، وفيما بعد أخذت "معضمية الشام" في التطور والانتقال من الشكل الريفي في البناء إلى النموذج الطابقي، الذي استحوذ اليوم على مساحات واسعة من أراضي المعضمية».

أما فيما يتعلق بتسمية معضمية الشام يقول" الجرد": «إن أصل تسمية "المعضمية" هو "المعظمية" وترجع هذه التسمية إلى الملك "عيسى بن أيوب" ابن أخ الناصر "صلاح الدين الأيوبي" والذي اتخذ من المنطقة مقراً لإقامته قبل أن يتوفى ويدفن في مكان قريب من هذه البلدة حالياً».

وفيما يتعلق بالنواحي الخدمية يقول "الجرد": «يوجد في "معضمية الشام" ثانويتين شرعيتين للبنين والبنات ومنشئة شرعية ضخمة قيد الإنشاء وعدة مدارس من مختلف المستويات وعدد من المعاهد الخاصة ورياض الأطفال العامة والخاصة، ومستوصف وبريد وعدد من العيادات، وتشتهر البلدة بكثرة مساجدها، حيث يبلغ عددها /14/ مسجدا.

وقد عمت المدينة شبكة من الطرق الحديثة أهمها "طريق بيروت" وكذلك طريق "دمشق- القنيطرة" وطريق "المدينة العام" وطريق "معضمية- داريا" وعدة طرق فرعية وزراعية».

أما فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية وعادات وتقاليد المدينة فيقول "الجرد": «تعتبر "معضمية الشام" متوسطة عدد السكان الأصليين حيث يبلغ عدد سكانها /27500/ نسمة، ويقطنها من الوافدين بحدود الـ/40/ ألف نسمة من أغلب المحافظات السورية».