المساجد في "دمشق" تتميز عن جميع مساجد العالم بتحفها الأثرية، فلكل مسجد أو معلم أثري بدمشق حكاية.

موقع "eDamascus" اختار مسجد "الخنكار" أو "الشيخ محي الدين" كما هو معروف من بين "مساجد دمشق" ليحدثنا عن حكاية هذا المسجد الذي ذاع صيته على مر العصور.

عُرف جامع "الشيخ محي الدين" بعدة أسماء مختلفة: منها الجامع السليمي نسبة إلى السلطان سليم الأول، ومنها الجامع المحيوي- نسبة لاسم الشيخ محي الدين، وكذلك جامع الخنكار أي جامع السلطان سليم الأول كما ذكر "ابن طولون الصالحي"

الباحث التاريخي والمختص بفن العمارة الإسلامية "عماد الأرمشي" يحدثنا عن هذا المسجد قائلاً: «مسجد "الخنكار" أو "الشيخ محي الدين بن عربي" أول مسجد عثماني أنشئ في"دمشق الشام"، ويقع هذا المسجد المبارك على سفح "جبل قاسيون" الشرقي في منطقة "حي الصالحية" بسوق الجمعة، ويعتبر هذا المسجد باكورة المساجد العثمانية في "بلاد الشام" حين أمر السلطان العثماني "سليم خان الأول" الملقب "ياوز- الصاعقة" بعد فتحه "دمشق"، ببناء مسجد وتكية تكريماً للشيخ "محي الدين بن عربي الصوفي الأندلسي"، حيث إن السلطان "سليم الأول" كان شديد الإعجاب بآراء "محي الدين الصوفية"، ومحاولاً للتقرب من أهالي مدينة "دمشق الشام" بهذا الصرح الجميل المبارك في سنة /923/هجرية الموافق/1517/ للميلاد من القرن السادس عشر الميلادي».

المسجد من الداخل

ويضيف "الأرمشي": «أول من أرخ لهذا الجامع المؤرخ الدمشقي "بن طولون الصالحي" حين أطلق عليه اسم "مسجد الخنكار" أي "السلطان"، وأنه أول "جوامع دمشق العثمانية"، وقد رممه السلطان "سليم الأول" حيث كان الجامع يومها عبارة عن بناء متواضع فيه منبر صغير ومحراب منيف دفن فيه "الشيخ محي الدين بن عربي"، ولأجله جدده السلطان وعين له أربعة مؤذنين وثلاثين قارئاً يختمون القرآن كل يوم، وأضحى "جامع الشيخ محي الدين" من أعظم المساجد في تلك الفترة».

اليوم لا يزال لجامع "الشيخ محي الدين" شهرة واسعة في "دمشق" وما حولها من القرى، ويؤمه كثير من الناس للتبرك ووفاء النذور، وتعددت تسميات هذا المسجد المبارك، يقول أستاذ التاريخ "محمود دروش" بهذا الشأن: «عُرف جامع "الشيخ محي الدين" بعدة أسماء مختلفة: منها الجامع السليمي نسبة إلى السلطان سليم الأول، ومنها الجامع المحيوي- نسبة لاسم الشيخ محي الدين، وكذلك جامع الخنكار أي جامع السلطان سليم الأول كما ذكر "ابن طولون الصالحي"».

مدخل المسجد

ويضيف "دروش" عن فترة بناء المسجد: «يعود بناؤه إلى ما قبل دفن "الشيخ محي الدين بن عربي" فيه ، حين كان تربةً للقاضي "محيي الدين بن الزكي"، ومن ثم دفن فيها "الشيخ محي الدين بن عربي" فتحول اسم هذه التربة من تربة القاضي "محيي الدين بن الزكي" إلى تربة "الشيخ محي الدين" المجاورة لـ"حمام الزكي"».

ويتابع "دروش" عن مراحل بناء المسجد: «نتيجة إهمال التربة وإهمال القائمين عليها تحولت إلى خرابه، وعند دخول السلطان "سليم الأول"، "دمشق" عام/922/ للهجرة، أمر بإعمار التربة المذكورة إكراماً لمقام ومكانة "الشيخ بن عربي" عند السلاطين، ولما يكنه "آل عثمان" من محبة لهذا المتصوف الكبير الذي بلغت مصنفاته وكتبه مكتبات "بلاد الروم والعجم"، فأمر ببناء جامع عظيم فوق التربة، وانتهى البناء في محرم سنة /924/ للهجرة كما عمّر قبالة الجامع تكية وسميت أيضاً بالتكية السليمية، وتعرف المنطقة بأسرها حالياً بحي "الشيخ محي الدين بن عربي" ويلفظه الناس من أهل الشام "الشيخ محدين" اختصاراً لجملة "الشيخ محي الدين بن عربي"».

قبر الشيخ محي الدين