«(صارلّي) 50 سنة في "سوق السنانية"، ونبض الحياة فيه لم يتوقف للحظة واحدة، وأعتقد أنه ومنذ تاريخ بنائه أي قبل ما يزيد على أربعمئة سنة، والحياة تعج فيه بالحركة والنشاط الاقتصادي والتجاري».

هذه الكلمات كانت للسيد "محمد فاضل رحمون" الذي التقيناه بتاريخ 7/4/2009 وهو صاحب محل لبيع الأحذية وابن منطقة حي "السنانية" ويتابع السيد "رحمون": «صحيح أنني بائع أحذية ولكنني متعلم وحاصل على شهادة البكالوريا منذ ما يزيد على الأربعين عاماً ولي اهتمامات بالتراث إلى حد بعيد، فسوق السنانية سوق قديم جداً، وتعود تسميته للوالي العثماني "سنان باشا" الذي أنشأ مجموعة عمرانية في السوق نسبت إليه، ومنها جامع السنانية والسوق في عام /999/ هجري،

لم يكن جامع "السنانية" بيت الله فحسب، بل كان جامعاً للعلم والمعرفة، وكان السوق سوق خير شهد نشاطات تجارية مختلفة، منها صناعة الأحذية وأغلب الظن أنها خصصت لريف دمشق الجنوبي والمحافظات الجنوبية، خاصة وأن مركز الانطلاق باتجاه حوران وجبل العرب كان لفترة طويلة ينطلق من السوق، ولاشك أن تغير الحياة الاجتماعية والثقافية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية والاستقلال قد أدى إلى تنوع نشاطات السوق وتبدلها

ويمتد السوق ما بين منطقة "باب الجابية" ولغاية "سوق النحاتين" قرب "مقبرة الباب الصغير"، واشتهر السوق في بداياته بصناعة الأحذية وبيعها، ومع الزمن بدأ يشهد جنوحاً نحو تجارة الفرو والصوف، والملبوسات العربية والنحاسيات».

جامع السنانية

السيد "محمد سيف" صاحب في السوق أيضاً يضيف على ما قاله "رحمون" فيقول: «سوق "السنانية" كغيره من الأسواق التجارية لم يعرف الثبات فقد تغير اختصاصه وأسلوب العمل فيه تبعاً للظروف الاقتصادية، فقد تأقلم مع كل الأوضاع، فقد تخصص السوق في البداية في بيع الأحذية ومع الزمن شهد تطوراً في النشاط التجاري، ففي وقت من الأوقات وجدت فيه "مطاعم السكبة" والمقصود بها أن صاحب المطعم يقوم بطبخ الطعام في منزله ويأتي به إلى السوق ويبيعه بالسكبة دون وزن، كما شهد في ذات الوقت تقريباً ما يشبه بائعي الشاي والقهوة والعصير المتنقلين على الدراجات الهوائية هذه الأيام، وفي وقت قريب أي قبل ما يزيد على الأربعين عاماً كان السوق مكاناً لتوقف الباصات والميكروباصات المتخصصة بنقل الركاب إلى ريف دمشق "الكسوة"، "خان دنون"،...إلخ، وإلى محافظتي "درعا والسويداء"».

الباحث التاريخي في علم الجمال والتراث "بشير زهدي" أكد ما قاله السيدان "رحمون" و"سيف" وأضاف: «لم يكن جامع "السنانية" بيت الله فحسب، بل كان جامعاً للعلم والمعرفة، وكان السوق سوق خير شهد نشاطات تجارية مختلفة، منها صناعة الأحذية وأغلب الظن أنها خصصت لريف دمشق الجنوبي والمحافظات الجنوبية، خاصة وأن مركز الانطلاق باتجاه حوران وجبل العرب كان لفترة طويلة ينطلق من السوق، ولاشك أن تغير الحياة الاجتماعية والثقافية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية والاستقلال قد أدى إلى تنوع نشاطات السوق وتبدلها».

محمد رحمون ومحمد سيف