«إن مهنة الفوال مهنة قديمة جداً، وقد ورثتها عن أبي الذي ورثها عن جدي، أي أن هذه المهنة متوارثة في عائلتنا منذ أكثر من 110 سنوات، ولقد بدأت العمل فيها في عمر الثانية عشرة حيث كنت أعمل مع جدي وبعدها مع أبي حتى أصبح لي في هذه المهنة أكثر من 45 سنة ومازلت أعمل بها إلى اليوم».

هذا ما قاله السيد "مروان مارديني" لموقع eSyria الذي التقاه بتاريخ 3/5/2009 في مطعمه "صلح الأثري" لبيع الفول المعروف في جسر الثورة بدمشق والمسمى باسم جده "عبد المجيد"، حيث حدثنا عن سبب هذه التسمية "صلح" بقوله: «بالنسبة لتسمية هذا المحل باسم مطعم "صلح" له قصة ورواية، إذ كان جدي يعمل في هذه المهنة ونصب عينيه هاجس مساعدة الفقراء، فقرر جدي أن يجدد (يصلح) صحن الفول لمن لا يكفيه أو "يشبعه" صحن واحد دون مقابل وبسعر الصحن الواحد كدعاية للمحل ومساعدة للفقراء إلى أن أصبح هذا المحل معروفاً على مستوى "دمشق"، فأطلق جدي اسم فول صلح على محله دلالة على تجديده وإصلاحه للصحن الفول، والإصلاح يعني أن أعيد ملء الصحن من جديد سواء أكانت عملية ملء الصحن مرة واحدة أو عشر مرات لكن بسعر الصحن الواحد، وبفضل الله أصبح مطعم صلح معروفاً من قبل الكثيرين سواء كانوا من سكان دمشق أو من خارجها، واليوم أغلب الزبائن من الطبقة المتوسطة ودون المتوسطة كون سعر صحن الفول بالزيت أو باللبن 40 ل.س طبعاً مع تجديده حسب الرغبة».

في الحقيقة تعودت على القدوم إلى مطعم العم "أبو عصام" فأنا من زبائنه الدائمين لعدة أسباب كونه صاحب ابتسامه جميلة في وجه الزبون إضافة إلى طعم الفول الذي لا ينسى وسعره الذي يراعي جميع فئات المجتمع

ثم قال: «كما ذكرت أن مطعمنا اخذ شهرة واسعة لمهارة جدي وأبي في إعداد صحن الفول ولما كنت صغيراً جاء الفنان "عبد الحليم حافظ" خلال إقامته حفلة في "دمشق" إلى مطعم صلح وتناول صحن الفول من عندنا، ومع اختلاف أنماط الحياة لم يعد الفول وحده قادراً على تلبية طلبات الزبون لذلك أدخلنا "المتبل" و"البيض المقلي" إلى وجبات المطعم الذي يقدمها، وهنا أذكر قصة طريفة حصلت معي أثناء عملي في هذه المهنة، إذ أتى شخص وجلس على الطاولة وطلب صحن فول بالزيت، وبعد قليل قال كلمة السر في هذه المطعم وهي "صلح" فقام الصانع بتجديد صحن الفول بالزيت وبعد قليل نادى "صلح" فقمت أنا بتصليح الصحن له دون أن أعير انتباهي للأمر كونه متعارفاً عليه في المحل، تكررت طلباته أكثر من عشر مرات فأصابتني الدهشة من هذا الرجل على قدرته على تناول أكثر من عشرة صحون من الفول، إلا الصانع أتى إلي وقال لي: "يا معلم أبو عصام تعال وشاهد ماذا يوجد تحت طاولة هذا الرجل، فأتيت وإذ "بكيس" اسود كبير كان الرجل يضع فيه الفول في كل مرة أقوم "بتصليحه" له فضحكت كثيراً وسامحته على فعلته"».

الفوال "مروان مارديني"

ومن زبائن المحل السيد "رامي أبو شعر" الذي قال: «في الحقيقة تعودت على القدوم إلى مطعم العم "أبو عصام" فأنا من زبائنه الدائمين لعدة أسباب كونه صاحب ابتسامه جميلة في وجه الزبون إضافة إلى طعم الفول الذي لا ينسى وسعره الذي يراعي جميع فئات المجتمع».

أما السيد "عصام العلي" فقال: «أكثر ما شدني لهذا المطعم "صلح" كثرة ما سمعت عنه من أقربائي الذين يعرفونه، إضافة إلى كرمه الذي ما يزال محافظاً عليه رغم كل الضغوطات المادية التي نواجهها، وهذه العادة (ملء الصحن) من جديد هي بالفعل نادرة اليوم، ويستطيع أي شخص دفعها مع تلذذه بمذاق الفول الشامي "من تحت ديات أبو عصام"».