بالقرب من "جديدة عرطوز" في منطقة "الحرون" يقع المركز السوري لتدريب الكلاب الذي قمنا بجولة استغرقت عدة ساعات فيه، ذلك للتعرف على كيفية تدريب الكلاب والعناية بصحتهم، إضافة إلى النظام الغذائي الذي يخضع له هؤلاء الحيوانات.

موقع "eSyria" وخلال جولته في المركز السوري لتدريب الكلاب التقى مديرها السيد "سامر الحمزاوي" الذي حدثنا عن آلية تدريب هذه الكلاب وأهميتها: «لم تعد عملية تربية وتدريب كلاب الخدمة وقفاً على بعض البلدان المتقدمة بل تعدى دوره ذلك ليصبح مساهماً في أشياء كثيرة تخدم المجتمع، فإنني ومن المنطلق نفسه أقوم منذ نحو عشرين عاماً بتدريب الكلاب لتصبح ضمانة لصاحبها وعائلته وأغراضه الخاصة، خدمات الكلاب كثيرة فقد أثبتت جدارتها في الجيش، الجمارك، المخدرات، خدمة الأعمى وتقفي الأثر، وكل ذلك نتيجة حبه للإنسان وصدقه معه».

عندما قدمت على الترخيص لم يكن هناك قانون لإعطاء تراخيص من هذا النوع، وقد عانيت كثيراً لقبول هذه الفكرة من قبل الجهات المعنية، حيث رفعت الموضوع للمحافظة الذين اجتمعوا بدورهم وفرضوا قوانين بهذا الخصوص وبشروط مكلفة جداً

يتابع السيد "سامر" حديثه، فيقول: «إن المركز عبارة عن دونمين مقسم إلى حوالي 60 بيتاً مخصصاً للكلاب، حيث نقوم باستلام الكلاب للتدريب وذلك وفق قواعد خاصة بالمركز، كما لدينا طبيب مختص يشرف على صحتها مرتين في الأسبوع، فالمركز عبارة عن قطعة أرض تحتضن بيوت خاصة مهيأة لتدريب الكلاب والحفاظ على صحتها».

الصديق الوفي

مدرسة خاصة لتدريب الكلاب برخصة مصدقة من الجهات المعنية، وبموافقة جدية منهم، عن معاناة السيد "الحمزاوي" في طرح فكرة بناء مركز لتدريب الكلاب والسعي للحصول على موافقة الجهات المعنية يقول: «عندما قدمت على الترخيص لم يكن هناك قانون لإعطاء تراخيص من هذا النوع، وقد عانيت كثيراً لقبول هذه الفكرة من قبل الجهات المعنية، حيث رفعت الموضوع للمحافظة الذين اجتمعوا بدورهم وفرضوا قوانين بهذا الخصوص وبشروط مكلفة جداً».

بات الكلب حارساً ومدافعاً أميناً يراقب المنزل والمصنع. عن الدفاع والهجوم عند الكلاب يقول "الحمزاوي": «هناك من يستغل الكلاب لأغراض مؤذية، فالكلاب تدرب كمدافع وليس كمهاجم، ولتربية الكلاب أصولها وقوانينها وفترات زمنية خاصة بها، مثلاً تدريبها للإطاعة يكون بين 6- 7 أشهر، وتدريب الحراسة بين عشرة أشهر إلى السنة، وفي هذه المراحل نستطيع أن ندربه على النظام والواجبات الأساسية وكيفية الحفاظ على البيئة التي تعيش فيه، فما التدريب إلا وسيلة للسيطرة على مشاعر الكلب وتوجيهها نحو أمور مفيدة صالحة، لذلك فالطاعة مهمة جداً عند التدريب».

ترخيص المركز

أما بالنسبة لطريقة الإطعام والاهتمام بمسألة التغذية فيقول "سامر": «إننا نحاول في المركز أن نتبعهم بوجبات غذائية نظامية، إن التغذية الكاملة ضرورية لبناء العظام، والعضل والجهاز العصبي عند الكلب، كما أن التمرين في الهواء الطلق ضروري أيضاً للنمو العام، وهنا الشخص الوحيد المؤهل لإعطاء إرشادات خاصة عن التغذية والفيتامينات؛ هو الطبيب البيطري المختص بالمركز، أما النظام الغذائي فهو متعدد، حيث إن حليب الكلبة مثلاً يختلف عن حليب البقر الذي هو أقل كثافة من حليب الأولى، لذلك يستحسن زيادة صفار البيض، وقليل من السكر وزيت الزيتون، كما لدينا برنامج غذائي خاص على الشكل التالي، فمن الشهر حتى الشهرين هنا يقطع الكلب مرحلة التغذية بالحليب إلى مرحلة الطعام الطبيعي، وهذا التحول لا يقل عن مرحلة الابعاد عن الأم أو تغيير معاملة صاحبه خاصة في التدريب والأوامر، وبالنسبة إلى حصته من اللحم هي 20-25 غرام من اللحم في اليوم لكل كلغ من وزن الكلب، ويمكن أن يكون هنا اللحم؛ من أنواع متعددة مثل لحم العجل، خروف أو حصان، فهي ممتازة كطعام للكلب، وكذلك السمك، الجزر، البصل، السبانخ، اللوبياء، الطازجة، الليمون، الإجاص والتفاح، جميعها مفيدة إذا ما دخلت في وجبة طعام الكلب».

تتعدد أنواع الكلاب وتتنوع أسعارها حسب التدريب، عن ذلك يقول "الحمزاوي": «لدينا 460 نوعاً من الكلاب، ويحدد سعر الكلب أصالته إضافة إلى تدريبه، لدينا مثلاً من يطلب تدريب الكلب لإنقاذ الأطفال من المسبح، أو لخدمة الأعمى وكيفية عبور الشارع وعدم قطعه أثناء وجود السيارات، وهنا لكل نوع من التدريبات المذكورة سعر مختلف».

خلال التدريب

أما الدكتور "محمد الجواربي" طبيب بيطري فيقول: «الكلاب لها نسبة ذكاء كبيرة أثناء الخطر وهي من الحيوانات التي تمتلك السرعة في الحركة والشم، ولكن على أصحاب ومقتني هذه الكلاب الاعتناء بهذه الحيوانات التي تحافظ على سلامتهم من خلال مراجعة الأطباء المختصين بذلك كل أسبوعين أو شهر مرة واحدة، والمراكز المعنية بتدريب الكلاب هي المعنية بتعليمها الاستحمام والتعويد على بقاء أجسامها نظيفة لعدم نقل الأمراض إلى الأطفال أو مقتني تلك الحيوانات».

قبل جولته في المركز السوري لتدريب الكلاب التقى موقعنا عدداً من المواطنين الذين يمتلكون كلاباً للحراسة أو ما شابه، ومنهم السيد "محمود فارس" صاحب إحدى المزارع في ريف "دمشق" قال: «إنني امتلك ثلاثة كلاب لحراسة مزرعتي، وهذه الكلاب قمت بتدريبها بنفسي من خلال عدة دروس وتمارين، وعندما سمعت بوجود مركز لتدريب الكلاب هنا، سارعت بتدريب كلابي فيها، وذلك من خلال إخضاعهم لعدة تمارين رياضية ومختصة، إن الكلب صديق وفي للإنسان، وعلينا أن نعلمه وندربه لنحصل منه على الطاعة والآمان».

ربما يكون للكلاب فائدة بحراسة المنزل أو المزرعة، ولكن ماذا عن تدريبها للسباحة وإنقاذ الأطفال في المسابح، عن ذلك يحدثنا الأستاذ "ياسين محو" صاحب أحد المسابح في "غوطة دمشق": «قد يستغرب الكثيرون ممن يزورون المسابح الموجودة لدي بجلوس الكلاب وهي تحرس الأطفال داخل المسبح، هذه الكلاب التي لها وظيفة إنسانية كبيرة من خلال حمايتها للأطفال أثناء الغرق في مياه المسبح، وهي مدربة تدريباً عالمياً خارج سورية على الغوص وإنقاذ الغرقى، فمن الجميل أن نشاهد مثل هذه المدارس والمراكز التي تدرب الكلاب كي تكون مرافقة للإنسان ومستوعبة للأفعال التي تجرى من حولها، إنها من الأمور الحضارية التي يجب أن تتوسع في بلدنا، مع الاعتناء بنظافة وصحة هذه الكلاب المرافقة والصديقة للإنسان».