"سورية" من البلدان التي سيّجها الله بأنواع من الزهور والورود النادرة في العالم، و"دمشق" من العواصم التي تفوح بالعطور من ياسمينها وفلها ووردها الشامي ضمن أزقتها الضيقة.

وفي هذا الصدد كان لموقع eSyria جولة على محال العطور في منطقة "البزورية"، وكان اللقاء مع "محمد خير الحاني" صاحب معطرة "الإيمان" ليحدثنا عن "العطورالدمشقية" التي تميزت بها "دمشق"، حيث قال: «حسب معلوماتي أن "الفراعنة "هم أول من ابتكروا العطر وكانت تستخلص من شجرة "المر" وهذا الاستخدام الأول من نوعه للعطور في تاريخ البشرية وفي ما بعد استطاع العرب احتكار تجارة العطور ومنهم "الدمشقيون"، و"دمشق" تمتاز بالعطور الدمشقية العربية بحسب طبيعة مناخها وتربتها الخصبة ومساحات أراضيها لزراعة الأزهار والورود العطرية، والعطور العربية بشكل عام تصنف بحسب مصدرها إلى ثلاث مجموعات، الأولى عطور "نباتية" وهي أجود الأنواع وأطيبها رائحة والتي تشتهر بها "دمشق"، والثانية عطور "حيوانية" كالعنبر الأصلي الذي يستخرج من كبد الحوت وهو نادر جداً وغالي الثمن والمسك الذي يستخرج من الغزال بدرجات متفاوتة، والثالثة "الزيوت العطرية التركيبية أو الصناعية" وهي الرائجة في السوق السورية وبالأخص "دمشق"، لأنها رخيصة الثمن وعبارة عن مزيج معقد لعدد كبير من المركبات الكيميائية النفطية، لذا فالمنشآت المحلية الموجودة عبارة عن أماكن لتعبئة وتركيب العطور، وليس للزيوت العطرية الأصلية؛ فمعظم العطارين في "دمشق" يدخلون 90% من مواد خام أساسية في تكوينات زيوت العطور العربية الصناعية مثل ماء التوليب وخشب الصندل المستورد من أسواق "ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، هولندا، سويسرا" ومن ثم تخضع لعمليات خلط وتركيب، فمثلاً زجاجة العطر من سعة 100 مم ولماركة شهيرة لا يتجاوز سعرها 300 ليرة سورية، في حين أنَّ سعر المستورد منها يزيد على 4000 ليرة لأنها مكونة من زيوت عطرية أصلية، مع وجود نحو مئتي نوع من العطور التي تباع في محلات تركيب العطور، منها أنواع شرقية وأخرى غربية، ومن أكثر العطور الشرقية رواجاً في الأسواق الدمشقية، الياسمين الشامي، الفل، النرجس، الورد الشامي الدمشقي، إضافةً إلى العود الخليجي المصنوع من لحاء الشجر، و"دمشق" تعرف العطر منذ حوالي ألف سنة وبداية تصنيعه كانت عبارة عن عملية تقطير أي بغلي الزهور والورود والبخار الذي يتصاعد من الغلي يتقطر بزجاجات كأصنص».

عدم قدرتها على التنافسية، والأسماء التجارية المعروفة في أوروبا، ونقص المهارات والخبرات اللازمة

ومن أنواع العطور المشهورة في "دمشق"، عطور "الورد الشامي الدمشقي" يحدثنا عنها "محمود أبو الشامات" صاحب أحد محال العطور، قائلاً: «إن للوردة الشامية الدمشقية أهمية اقتصادية كبيرة حيث يبلغ الإنتاج المحلي من هذه الزهرة نحو 30 طناً سنوياً، والكيلوغرام الواحد من عطر الوردة الشامية الدمشقية يحتاج إلى سبعة أطنان من الورد الطبيعي ويصل سعره في الاسوق العالمية إلى أكثر من خمسين ألف دولار وتصنف سورية من البلدان المصدرة للزيوت العطرية وتأتي "الوردة الشامية الدمشقية" في المرتبة الأولى من حيث الأهمية وهي الأكثر شهرة بين الورد في العالم وقد نقلها "اليونانيون" و"المصريون" قديما إلى "أوروبا" و"أفريقيا"».

اصحاب معطرة الإيمان

ومن أبرز الصعوبات التي تواجه عملية صناعة العطور في "دمشق"، أضاف قائلاً: «عدم قدرتها على التنافسية، والأسماء التجارية المعروفة في أوروبا، ونقص المهارات والخبرات اللازمة».

وعن رأي أحد زبائن معطرة "الإيمان"، السيدة "لميس الصفدي" بالعطور الدمشقية، قالت: «هي عطور جميلة ورائعة وأنا أرغب منها عطر برائحة الياسمين لأنها جميلة ومحببة لكل النفوس، لكنني أكثر ما استخدمه عطوراً ذات رونق حديث مثل ديور، هوكو، فالعطر جزء مهم من أناقة كل امرأة».

عطور دمشقية

أما عن رأي السيد "موسى القصير" بالعطور الدمشقية وهو أحد زبائن المعطرة، فقال: «أجد أن رائحة الزهور زكية وتنعش القلب لذلك غالباً ما اختار عطور دمشقية برائحة الزهور كالفل أو الياسمين، ولكوني مدخناً فعلبة العطر موجودة معي دائماً للتخفيف من رائحة الدخان غير المرغوب بها».

عطور دمشقية1