لعبت النار دوراً هاماً عند ابناء حوران ولا تزال، وتعتبر شبة النار رمزاً للكرم والسخاء عندهم، كما أن النار وإيقادها في حد ذاتها إشارة للترحاب بالضيوف والزوار، وهداية عابر السبيل ليلاً.

مدونة وطن eSyria لمعرفة المزيد حول دور النار لدى أبناء حوران التقت بتاريخ 18/10/2013 السيد "أحمد الحريري" وهو من كبار السن في المنطقة فقال: «لشبة النار معانٍ سامية ونبيلة لدى ابناء حوران منذ القدم وما زالت، يوقدونها ليلاً للتدفئة والطبخ وعمل القهوة، ولاهتداء ابن السبيل وجلب الضيف، والكرم عند أبناء حوران من القيم التي يحرصون عليها، ورمز الكرم عندهم بالدرجة الأولى شبة النار، والقهوة ومسامرة الضيف، وإذا أقبل الشتاء يحرص الكثيرون من أبناء البدو وقرى حوران في المناطق الغربية والشرقية واللجاة، على اقتناء الأنواع الجيدة من الحطب لإشعال النار وايقادها، والتي تكون دائماً الأكثر جمراً والأقل دخـاناً، وكان كبار السن يرددون فيها أبيات من الشعر والقصيد:

إذا أصبحت شبة النار عالية وموقدة يعني دلالة على الدعوة إلى الحضور وبالتالي الاجتماع على القهوة لكبار السن ووجهاء القرية، فمنهم من يحب شبة النار بالليل ويقال هنا أبيات: لا جا العشا شبيت نار المناره / وأدنيت ما حسه يجذب المسايير الله على الفنجال مع هجعة الناس / بدلال نار ما يبطل سناها وكان البعض يشعلون النار لعمل القهوة بحسب أحوالهم ومشاغلهم، فمنهم من يشعلها في الصباح الباكر حيث يقال في ذلك: يا زين شبتها على شقة النور / يشعل على وجه النشامى سفرها

يا زين جمعتنا على شبة النار / نارٍ سناها لدلال المباهير».

تحضير القهوة على النار

ويقول الباحث في التراث "ابرهيم الشعابين" عن النار ومعانيها لدى أبناء حوران: «عند شبة النار وإشعالها يُفهم أن المضافة ومجالس الرجال عامرة والسهرة ما زالت سائدة، لذلك عندما كان يسير المسافرون ليلاً فيرون ناراً تتوقد ومشتعلة يتجهون إليها، ليحطوا رحالهم في مجلس الشيخ أو مشعل النار ليضيفوه، ولفظة شبة النار استخلص منها كلمة الشبة، ويعني ذلك إقامة التجمع والقهوة، وكان الشعراء يرددون خلال أشعارهم أبياتاً وقصائد عن النار ومنها يقال:

يا زِين شب النار والرمث مشموم / في ليلٍ اسود غير قمـراه تضـوِي

السيد خالد عويضة

وآتابع النجمات في خيـال مركـوم / وآسامر الجمرات والشعـر يـروي».

كان أهل القرية أو المنطقة ينتقدون من لا يشعل النار فيقول هنا السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «كان أهالي القرى والمناطق ينقدون من يهمل هذا الجانب ولا يشعل النار أو يشبها في منزله، لأن النار أثناء إيقادها تعطي نوعاً من الحركة للمكان وأنساً لأبناء القرية أو المكان الذي تشعل فيه، فيقولون:

النار ونس السهرات

بعض العرب في شبة النار يحتار / يجي الشتا ويروح ما شـب نـاره.

ومع دخول الشتاء يطيب السمر والسهرات ومجالس الشعراء حـول النار واسترجـاع الذكريات القديمة، وسط صوت الفناجين والدلال عندما تقرع في نهاية الصبة، وكانت النساء يستعملن النار للطبخ، وتحضير الخبز بأنواعه وتسمياته المختلفة».

وعن أوقات إشعال النار يقول السيد "عبد الرحمن الدواس" وهو من سكان مدينة "الشجرة": «إذا أصبحت شبة النار عالية وموقدة يعني دلالة على الدعوة إلى الحضور وبالتالي الاجتماع على القهوة لكبار السن ووجهاء القرية، فمنهم من يحب شبة النار بالليل ويقال هنا أبيات:

لا جا العشا شبيت نار المناره / وأدنيت ما حسه يجذب المسايير

الله على الفنجال مع هجعة الناس / بدلال نار ما يبطل سناها

وكان البعض يشعلون النار لعمل القهوة بحسب أحوالهم ومشاغلهم، فمنهم من يشعلها في الصباح الباكر حيث يقال في ذلك:

يا زين شبتها على شقة النور / يشعل على وجه النشامى سفرها».