تتنوع طقوس رمضان الغذائية كل عام وتختلف حسب الفصول والمناطق، في "حوران" هذا العام؛ أخذ عصير "التوت الشامي وخبز التنور" النصيب الأكبر.

السيد "جهاد المصري" من بلدة "عتمان" تحدث لموقع eDaraa بتاريخ 4/8/2011 عن عصير التوت وخبز التنور الضيوف الجدد على المائدة الحورانية: «انتشر هذا العام عصير التوت الشامي بموائد رمضان، ويحضر عصير التوت ذو المذاق اللذيذ واللون الأحمر القانئ المميز من التوت الشامي بطريقة خاصة من قبل ربات البيوت، وأصحاب العربات الجوالة التي يقوم أصحابها بتحضيره في منازلهم ويتجولون فيه في شوارع "درعا" وأسواقها، حيث يلقى إقبالاً كبيراً من أبناء حوران، كما تقوم النساء بتحويله إلى مربى لذيذ الطعم يصنعونه لمؤنة الشتاء، كالعصير الذي يخزنونه أيضاً لأشهر الصيف الحارة، حيث يقدمونه بارداً مع قطع الثلج أثناء فترة الإفطار أو بعد الانتهاء من صلاة التراويح.

أقوم بعصر التوت الشامي وتصفيته بعدما نقوم بجمعه من قرى حوران وقطف ثماره من شجر التوت، بعدها أقوم بغليه عدة دقائق بعد إضافة القليل من السكر ومكعبات الثلج تمهيداً لتقديمه للزبائن مبرداً، على أنغام ترديد الصيحات والأهازيج المعبرة عن فوائده، وأقوم بعملية التبريد بطريقة فلكلورية عن طريق سكبه بشكل مستمر فوق قالب ثلج كبير لينتقل العصير بعدها إلى وعاء آخر ليخرج بارداً يجذب إليه الزبائن وبيعه في أكياس وعلب خاصة ليتم شربه مع طعام الإفطار

ولا تزال رائحة خبز التنور أيضاً تعبق ضمن الريف الحوراني وتتفنن النسوة في صنعه، حيث يعد من الموروثات الشعبية والذي حافظ على حضوره لفترات طويلة على الموائد وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث تشكل صناعته إحدى أهم العادات المعروفة وخاصة في الريف».

تجهيز خبز التنور

وقال السيد "عماد زيدية" أحد سكان مدينة "درعا": «يعد صنع خبز التنور ملتقى للألفة والتعاون الذي يمثله اجتماع نساء القرية، وتعاونهن أثناء اجتماعهن على إعداد خبز التنور قبل الإفطار، وتبادلهن أطراف الأحاديث وقصص القرية التي تلامس واقع حياتهم الاجتماعية وما يدور فيها من أمور مثل النجاح والفرح والعزاء، وأصبح من أساسيات الحياة اليومية في تغذية الإنسان، ونظراً لتلك الأهمية فقد أطلق عليه اسم "ملك المائدة". ولا يكاد منزل في الريف يخلو من وجود التنور أو الصاج الذي شهد في الآونة الأخيرة رواجاً ملحوظاً ليس في الأرياف بل في معظم أحياء المدن، وعلى الطرقات العامة وفي مركز مدينة "درعا"، ويفتخر بوجوده الفقراء والأغنياء على موائدهم فتكون قاسماً مشتركاً نظرا لفوائده الصحية ونكهته المميزة».

السيدة "صبرية الملحم" تحدثت عن اتساع وانتشار التوت وخبز الصاج بالقول: «يبقى التوت الشامي تقليداً مهماً بالشهر الفضيل، ارتبط بذاكرة أبناء حوران وخصوصاً الشباب بلونه الأحمر الذي يتركه فوق شفاه الصغار راسماً بسمة عريضة على وجوه الجميع محدثاً جواً من البهجة والمتعة إلى اللقاء الأسري حول المائدة، ومن أهم ما يرافق المائدة بالريف والمدينة أيضاً خبز التنور والصاج الذي لا يتمكن الصائم من إفطاره إلا على هذا الخبز الطري أو المصنوع على النار الهادئة بلونه الأحمر والأبيض، حيث تسعى النسوة في القرية خلال فصل الصيف لتأمين حاجة العائلة من الطحين بعد تنظيف القمح وغسله وتجفيفه ثم طحنه ووضعه في أماكن مخصصة ضمن المنزل».

علب التوت الشامي

ويقول "سيد العرابيني" أحد باعة عصير التوت في مدينة "درعا" عن كيفية تحضير عصير التوت: «أقوم بعصر التوت الشامي وتصفيته بعدما نقوم بجمعه من قرى حوران وقطف ثماره من شجر التوت، بعدها أقوم بغليه عدة دقائق بعد إضافة القليل من السكر ومكعبات الثلج تمهيداً لتقديمه للزبائن مبرداً، على أنغام ترديد الصيحات والأهازيج المعبرة عن فوائده، وأقوم بعملية التبريد بطريقة فلكلورية عن طريق سكبه بشكل مستمر فوق قالب ثلج كبير لينتقل العصير بعدها إلى وعاء آخر ليخرج بارداً يجذب إليه الزبائن وبيعه في أكياس وعلب خاصة ليتم شربه مع طعام الإفطار».

الدكتور "نعيم الخليل" تحدث عن الفوائد الصحية للتوت الشامي وخبز الصاج بالقول: «يفيد عصير التوت الشامي في علاج السعال الديكي وحرقات المعدة وحالات الكحة، وهو في رمضان يفيد في إطفاء اللهيب والعطش ويفتح الشهية ويخفف الحرارة والعطش ويبرد القروح، ويعتبر مقوياً ومرطباً ومطهراً ومليناً، ويفيد المصابين بفقر الدم. وأثبت الطب الحديث أن التوت يحتوي على أحماض الثمار كما يحتوي على بروتين ومواد دهنية وكالسيوم، وبالنسبة لخبز التنور فإنه يحتوي على العديد من الفوائد الطبية لأنه يحتوي على العديد من الفيتامينات، ويزيد من النشاط البدني ويقوي العضلات لكونه غنياً بالألياف والعناصر الغذائية والمعادن».

الدكتور نعيم الخليل